«الخير فى الأرض.. والكرم قانون.. كبير العائلة «قاضٍ».. و«البغلية» أكلة شعبية
يتميز الشعب المصرى عامة بعادات وتقاليد، بمثابة موروث شعبى يتوارثه عبر الأجيال، وعادات أهالينا فى الواحات البحرية لا تختلف كثيرا إلا فى، الكرم الشديد فى المناسبات العامة والخاصة، فلدى أهل الواحات إكرام الضيف وإغاثة الملهوف، سمة من سماتهم كشعب، وأصبح الكرم قانونا ملزما على كل فرد من الواحات، ورثه عن الأجداد، وخير دليل الأمان الذى يلاقيه كل سائح أجنبى يدخل المنطقة، بل ويعيش فيها.
أهالى الواحات البحرية لا يسرقون، ولا يعرفون الخيانة، فلا يوجد تاجر يغلق متجره فى حالة ذهابه إلى الصلاة، ولا تاجرا ينقل بضاعته إلى داخل المتجر فى المساء خوفا من سرقتها، فالجميع يخشى على غيره، ويغير على مال غيره وكأنه ماله، كما أنهم لا يزالون يلجأون فى حل مشكلاتهم إلى «كبيرالعيلة»، وهو أكبر جد بالعائلة، يحكمونه وكلمته سيف على الجميع، لايستطيع أحد مخالفتها.
يعمل معظم رجال الواحات البحرية بالزراعة، ويقضون بحقولهم النهار كله، ليعودوا إلى منازلهم فى المساء. يخلدون إلى النوم والراحة ليبدأوا يومهم التالى بنفس الطريقة، السبب الذى أضفى على طباع أهالينا فى الواحات البحرية الكرم والفطرة والأصالة، وعدم اندماجهم فى عالم المصالح، والخروج من نطاق الزراعة والحصاد، هو سبب كرمهم، ونقاء نفوسهم.
«البغلية» الأكلة الشعبية بالواحات فى معايشة «البوابة» بالواحات، طلب بعض أهالى الواحات الكرماء، أن تقضى المحررة معهم يوم الخميس والجمعة، حتى يصنعوا لها «البغلية، وهى الأكلة الشعبية التى توارثوها عبر الأجيال، وتقوم ربة المنزل بإعدادها يوم الجمعة، بعد الصلاة.
وأكدت سيدات الواحات البحرية: «مفيش بيت فى الواحات ماياكلش البغلية بعد الصلاة، دى عادة»، والبغلية عبارة عن «طهى الأرز مع العدس»، طوال عشرات السنين، هى أكلتهم بعد صلاة الجمعة. حتى فى طريقة تناول الشاى، فأهالى الواحات لا يشربون الشاى مرة واحدة، بل يشربون الشاى «الخمسينة»،على مرتين أو ثلاثة، كما رأوا أجدادهم يفعلون.
الزفاف بالواحات البحرية لم يكن الزواج من الأقارب هو الذى يتحكم فى زواج الفتيات فى الواحات البحرية، وتغيرت النظرة تماما إلى زواج الفتاة. ويتم اختيار الزوج طبقا لأخلاقه وثقافته، وتعتبر أفراح الواحات البحرية، فرحا واحدا يجمع الأهل والأحباب، وعمل مائدة كبيرة لإطعام الأهالى قبل يوم الزفاف، ثم يحضر الجميع العرس، الذى يكون أحيانا عبارة عن عرس دينى، ينشدون أغانى دينية به.
احتفالات المولد النبوى الشريف بالواحات البحرية عادة دينية لا تتغير بالواحات البحرية، بل يحرص على ثباتها جميع أهالى الواحات وهى الاحتفالات الدينية والسهرة النبوية بمسجد الزاوية باستخدام الرقة والدف، ليلة ميلاد النبى، والتغنى بقصص سيدنا إبراهيم عليه السلام، والأناشيد الدينية لميلاد النبى محمد عليه الصلاة والسلام.
السياحة بالمنطقة وهب الله الواحات البحرية، أماكن طبيعية ومزارات سياحية من صنع الله، يعجز اللسان عن وصف جمالها، هناك الصحراء البيضاء، والرمال السوداء، و«عين السرو» التى ينبع منها المياه بمجرد وقوف الإنسان بجوارها وتتوقف فى لحظة بعده عنها.
تعتبر الواحات البحرية مصدرا للسياحة وزيادة للدخل القومى، وكان يعمل معظم شباب الواحات البحرية فى مجال السياحة فى مساعدة الأجانب فى رحلات السفارى، يأتى الأجانب من جميع أنحاء العالم بمختلف الجنسيات للتنزه داخل الواحات، والعيش بها لفترات طويلة حيث يوجد العشرات من الفنادق الجميلة وسط الجبال والنخيل، ولكن بعد الأحداث الأخيرة توقفت السياحة فى البلدة، مما تسبب فى قلة الرزق، وبطالة مئات الشباب، وكان قد ردد بعض الشباب وأكدوا لـ«البوابة» على أنه صدر قرار وزارى منذ سنوات بتعيين أبناء الواحات البحرية بمناجم الحديد والصلب، ولكن هذا القرار لم يطبق، ويتم تعيين الغرباء، وحتى أبناء العاملين الذين قضى آباؤهم أكثر من ٣٠ عاما، لم يتم تعيينهم بالمنجم، ويتم تعيين الغريب عن المنطقة، رغم أن الواحات تبعد عن محافظة الجيزة بأكثر من ٣٥٠ كيلو، ويعانى الشاب فى السفر لبحثه عن فرصة عمل خارج الواحات البحرية، فضلا عن أن أهالى الواحات البحرية هم الذين يتولون مهمة حماية المناجم، من النهب، والسرقة، بعد فتح طريق المنيا، وعدم وجود بوابات تحمى البلد.
أما نصيب الواحات البحرية فى الآثار، فأكد الأهالى والمسئولون بالواحات البحرية على أن بلدهم به آثار تفوق آثار الأقصر، وهناك ما تم اكتشافه، وآخرها القصر الفرعونى القديم، الذى اكتشفته إحدى البعثات الأجنبية وحددت موقعه ويحاط بحراسة أمنية ولم يتم الوصول إليه حتى الآن.
