السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

التفاهم الروسي الأمريكي بشأن سوريا يواجه صعوبات قبل محادثات جديدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواجه التفاهم الذي لا يزال في بداياته بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حول مصير سوريا صعوبات بعد مواجهة في الأمم المتحدة وقبل سلسلة اجتماعات دولية ستكون حاسمة بشأن مستقبل هذا التعاون.
نشر الرئيسان الأميركي والروسي في 11 نوفمبر بياناً مشتركاً حول النزاع السوري في بادرة نادرة نظراً لسوء العلاقات بين واشنطن وموسكو، أعلنا فيه انه "لا يوجد حل عسكري للنزاع"، وأيدا الحل السياسي عبر عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. 
وإن لم يكن في الأمر اختراق، غير أنه شكل بداية للطرفين اللذين يتدخلان عسكرياً في سوريا ويختلفان تماماً بشأن دعم روسيا للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
لكن الإعلان المشترك الذي لم يأت على ذكر مصير الرئيس السوري، وهي نقطة الخلاف الرئيسية، استقبل بالتشكيك في الولايات المتحدة.
وكتبت صحيفة واشنطن بوست ساخرة إن "الأمر رائع الى حد يصعب تصديقه"، وقالت إن بوتين "لا يعير الاتفاقات الموقعة أي اعتبار".
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن بوتين "هو الذي يحقق مكاسب"، واضافت "علمتنا 6 سنوات من النزاع السوري أن الواقع العسكري الميداني هو الذي سيحدد معالم السلام المقبل".
وسرعان ما اختلف الجانبان على تفسير النص المشترك حول النقطة الحساسة المتعلقة بمناطق خفض التوتر في جنوب سوريا، وفق ما يقول جوزف باحوط الباحث في معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن.
وقال باحوط ان "الأمريكيين يقولون إن الروس التزموا بإبعاد إيران وحلفائها عن الحدود الإسرائيلية والأردنية، لكن الروس يقولون إن الأمريكيين لم يفهموا شيئاً".
ولم يكن من شأن استخدام روسيا حق النقض الخميس والجمعة في مجلس الأمن الدولي لإجهاض مشروع قرار أمريكي لحماية مهمة الخبراء الدوليين الذين يحققون بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا سوى أن يسمم الأجواء المتوترة أصلاً، وتم في المقابل رفض مقترح روسي مضاد.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن روسيا "تبرهن على أنها ليست محل ثقة في العملية التي تقود إلى حل سياسي في سوريا"، في ما بدا أنه تشكيك في أهمية الإعلان الصادر عن ترامب وبوتين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إن روسيا "أولت مجدداً الأهمية لحماية نظام الأسد".
ولا تشيع هذه التصريحات أجواء مطمئنة قبل مباحثات ستجري حول مستقبل سوريا في حين باتت هزيمة تنظيم داعش الإرهابي فيها قريبة.
فبعد 5 أيام من تأكيده مع ترامب تمسكه بعملية جنيف المقرر أن تعقد جولتها المقبلة في 28 نوفمبر، دعا بوتين رئيسي تركيا وإيران الأربعاء إلى لقاء قمة في منتجع سوتشي على البحر الأسود، ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني هما شريكا بوتين في عملية أستانة التي يشارك فيها الأمريكيون كمراقبين.
وقال جوزف باحوط إن "كل ما يفعله الروس هو من أجل إفراغ عملية جنيف من أي معنى، ولكي تحل محلها عملية يسيطرون عليها تماماً". 
وأضاف "على الإثر، رد الأمريكيون عبر تشجيع السعودية على عقد اجتماع للمعارضة السورية في الرياض" من الأربعاء إلى الجمعة.
فهل لا تزال الولايات المتحدة مقتنعة بان روسيا هي شريكتها في عملية جنيف؟، ردت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأمريكية على هذا السؤال الجمعة بقولها "لا أعرف".
وقالت هيذر نويرت "هناك نقاط كثيرة لا نتفق بشأنها مع روسيا، ولكن هناك نقاطاً نتفق عليها"، مثل وقف إطلاق النار الذي أقر في الصيف في جنوب غرب سوريا والرغبة في توسيعه إلى منطقة أخرى.
لكن ليس لدى واشنطن سوى بدائل معدودة.
وذكر دبلوماسيون غربيون أن الدوائر العليا الأمريكية تقر في جلسات خاصة أن الأسد وبوتين بدعم من إيران كسبا الحرب فعلياً قبل سنتين، وإنهما يعززان اليوم انتصارهما.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية "قلنا بوضوح أننا لن نعمل مع نظام الأسد، ولن نعمل بالطبع مع الإيرانيين لذلك علينا أن نجد وسيلة للعمل مع روسيا أينما كان الأمر ممكناً".