كوريد ممتد بين الديار، يحمل الحياة، خريره يوقظ الفلاح ليهرع إلى أرضه، ويوقظ الأم لتغسل صحونها وهمومها وملابس أطفالها، ويوقظ الأطفال ليمرحوا ويلعبوا بمائه، النيل لهم حياة يجافيهم لكن لا يعاديهم.
تقول الست حسنية من كفر الأبحر مركز نبروه: «الفحل ده جاى من النيل طوالي، إحنا ما بنغسلش فيه، إحنا بناخد ميا منه ونشطف بره، وأديك شايف أهوه العيال بتستحمى قدامنا يعنى إحنا هنضر عيالنا، ولا هنلوث الحاجة اللى ربنا إداها لنا من الجنة، آه فى ترع ومصارف الناس بترمى فيها زبالة لكن مش هنا فى الدقهلية، المحافظة هنا كلها بتشرب من النيل».
وتؤكد شقيقتها الصغيرة غالية: «إحنا ولا بنروح ولا بنيجي.. فسحتنا أنا وإخواتى هى اللعب فى شوية الميا دي.. فى الصيف ما بنروحش رحلة ولا أيتها حتة.. فبنجيب الجراكن ونعملها عوامات ونتسابق فى الفحل ده لما يكون مليان».
ويقول الأستاذ على «مدرس»: «الناس روحها فى النيل، بتشرب وتروى أرضها، ولما الحياة تخنقها تتمشى ناحيته وتقعد شوية ساعة عصاري، ترجع فايقة ومتعافية ولا اللى راجعة من عند أجدعها حكيم».
ويتابع: «كل الكلام اللى بيتقال عن تلوث النيل ده مش عمد، ده بس جهل من البعض، وتقصير من المسئولين، وده مش معناه إننا نفرط فى نقطة منه، الكلام عن سد إثيوبيا ومنع الميا، ده كلام فى العموم لكن المياه اللى ربنا جراها من أعلى الجبل علشان تيجى هنا للناس مفيش بشر يقدر يمنعها».