الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد فايق.. ذراع جمال عبدالناصر في أفريقيا

محمد فايق
محمد فايق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقلد العديد من المناصب الرسمية، من بينها شغله منصب وزير الإعلام التي كانت معروفه حينها بوزارة الإرشاد القومي سبتمبر 1966، ثم وزير الدولة للشئون الخارجية عام 1970، ولعب دورًا كبيرًا في العديد من الملفات الدولية والإقليمية وكان لتحركاته وتصريحاته الصحفية والإعلامية أثرًا كبيرًا في تحريك المياه الراكدة في أي من الملفات التي يتحدث عنها.
هو محمد محمد فائق، الوزير الأسبق، والرئيس الحالي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، من مواليد 1929، شغل منصب أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان 1986-2008 وعضو مجلس أمناء المنظمة منذ 2008 حتى الآن، إضافة إلى شغله منصب رئيس مجلس إدارة جريدة العربي، كما عمل مديرًا لمكتب الزعيم والرئيس الراحل جمال عبد الناصر للشئون الأفريقية ثم مستشارة للشئون الأفريقية والآسيوية، كما شغل "فائق" منصب نائب رئيس اللجنة المصرية للتضامن الأفريقي الآسيوي، ورئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ 22 أغسطس 2013 إضافة إلى أنه مدير ومالك لدار المستقبل العربي للنشر والتوزيع منذ 1981.
عمل الوزير الأسبق محمد فائق بالقرب من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتحمل مسئوليات سياسية ووزارية عديدة، وقدم خلال مسئولياته كمستشار للشئون الأفريقية ثم الأفريقية الآسيوية واحدة من أهم إسهاماته في مقاومة الاستعمار والعنصرية وتأكيد حق تقرير المصير، وعقد صداقات مع زعماء حركة التحرر الوطني في العالم وزعماء حركة عدم الانحياز مثل نيلسون مانديلا، وكوامي نكروما، والسيدة أنديرا غندي والسيدة باندرانيكا وفيدل كاسترو وأرنستو جيفارا، وقد تأثرت حواراته مع هؤلاء الزعماء في تشكيل رؤيته العميقة لحركة التحرر الوطني العالمية.
وتابع "فايق" مسئولياته الوزارية في عهد الرئيس أنور السادات، لكن استقال في مايو 1971، احتجاجا على التوجهات السياسية للرئيس السادات في معالجة إزالة آثار العدوان، ودفع ضريبة موقفه عشر سنوات من حياته وراء القضبان بناء على اتهام بالمشاركة في محاولة لقلب نظام الحكم، وبقرار من محكمة استثنائية.
اشتهر "فايق" بمواقفه النضالية الصلبة، ففي أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ارتدى زي الصيادين وانغمس في صفوف المقاومة الشعبية للاحتلال البريطاني لبورسعيد، وفي عام 1976، رفض قرارا من رئيس الجمهورية بالإفراج عنه من السجن مشروطا باعتذار يقدمه لرئيس الجمهورية وعاد إلى محبسه خمسة أعوام أخرى حتى لا يعتذر عن جريمة لم يرتكبها مجسدا معنى «الكرامة الإنسانية»، وقد تم اعتقاله مرة أخرى بعد أشهر قليلة من خروجه من السجن مع أكثر من 1500 من قادة العمل العام في مصر، ولم يفرج عنهم إلا بعد رحيل الرئيس السادات.
لم تأسره تجربة الحياة وراء القضبان في سجن المرارة، ففي السجن زرع شجرة، وكتب أهم كتاب له "عبد الناصر والثورة الأفريقية" على أوراق "البفره" وحافظ على اتجاه بوصلته للمستقبل، ولم يكن صدفة أن تحمل دار النشر التي أسسها في أولى سنوات الحرية اسم "دار المستقبل العربي" في عام 1981، وتابع من خلالها نضاله من أجل الدعوة للحرية والديموقراطية والتضامن العربي، ولم تكن صدفة أن يشارك في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في عام 1983 التي انتخب في هيئتها القيادية وحمل مسئوليته أمانتها العامة في العام 1986 
أنشأ البرنامج الموسيقي في الإذاعة، والبرامج التعليمية بالتلفزيون والمركز الصحفي، كما انشأ وظيفة المتحدث الرسمي لأول مرة، ومراسلي الإذاعة في الخارج، وألف العديد من الكتب والأبحاث من بينها، أبحاث عن إفريقيا وحقوق الإنسان، وأبحاث عن الرئيس جمال عبد الناصر، وأبحاث عن الثورة الإفريقية.
لا يزال عطاء "محمد فائق"متدفقًا، فقد لعب دورًا في إثراء وتعزيز مسيرة المجلس القومي لحقوق الإنسان خلال الفترة الأخيرة، مستخدمًا ما لديه من علاقات وثقل دولي انعكس على تعزيز وتحسين حالة حقوق الإنسان، لاسيما وأن اسمه وتاريخه ساهم في تعزيز مصداقية المؤسسة على كافة المستويات المحلية والعربية والإقليمية والدولية حكومية وغير حكومية، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة مرات خلال عامين فقط، لكن مصادر مقربة ومطلعة بالمجلس، أكدت رفضه التجديد للاستمرار في عضوية المجلس مكتفيًا بما قدمه للوطن على مدار العقود الماضية.