الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حجر رشيد.. الحجارة تنطق بآيات الفكر والمعرفة وتكشف الأسرار

حجر رشيد
حجر رشيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضم حجر رشيد الذى عثر عليه «بوشار» أحد ضباط الحملة الفرنسية مفاتيح اللغة المصرية القديمة، وكان الفضل فى فك رموز الحجر للشاب الفرنسى «چان فرانسوا شامبليون»، الذى حصل على نسخة منه كما حصل عليها غيره من الباحثين، وعكف على دراسته مبديًا اهتمامًا شديدًا بالخط الهيروغليفى ومعتمدًا على خبرته الطويلة فى اللغة اليونانية القديمة، وتضمن الحجر مرسومًا من الكهنة المجتمعين فى مدينة منف «ميت رهينة - مركز البدرشين- محافظة الجيزة»، يشكرون فيه الملك بطليموس الخامس لقيامه بوقف الأوقاف على المعابد وإعفاء الكهنة من بعض الالتزامات، وسجل هذا المرسوم بلغات ثلاث: الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.
وكان المكتشفون للحجر قد اقترحوا أن الحجر يتضمن نصًّا واحدًا بخطوط ثلاثة مختلفة، واتضح فيما بعد أن اقتراحهم كان صائبًا، وبعد نقل الحجر إلى القاهرة أمر «نابليون بونابرت» قائد الحملة الفرنسية بإعداد عدة نسخ منه لتكون فى متناول المهتمين بالحضارة المصرية فى أوروبا بوجه عام وفى فرنسا بوجه خاص.
كان «حجر رشيد» وقت اكتشافه لغزًا لغويًا لا يُفسر منذ مئات السنين، لأن إحدى اللغات الثلاث كانت معروفة وقتها والاثنتان الباقيتان تعتبران من اللغات الميتة، حتى جاء العالم الفرنسى «شامبليون» وفسر هذه اللغات بعد مقارنتها بالنص اليونانى ونصوص هيروغليفية أخرى، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من ١٥٠ عاما.
وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة فى المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية «العامية المصرية»، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق، وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكى يفهموه، وكان محتوى الكتابة تمجيدًا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة، استطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام ١٨٢٢؛ لأن النص اليونانى عبارة عن ٥٤ سطرًا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية، وبهذا الكشف فتح آفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون، وأصبحت الهيروغليفية وأبجديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات، والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه فى متحف لندن.