الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإعلام.. الداء والدواء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل نعيش أزمة إعلامية، رغم هذا الصخب الذى لا يتوقف؟ نعم نعيش أزمة يتحدث عنها الجميع، بداية من رئيس الجمهورية، وانتهاءً بالمواطن العادى، وأكثر من مرة تحدث الرئيس عن وضع الإعلام، الذى لم يعجبه، وطالب بإعادة النظر فى كل ما يبث، حتى يكون الإعلام شريكًا فى التنمية، وحديثه فى منتدى شباب العالم عن قناة إخبارية عالمية، يؤكد أننا بحاجة إلى إعلام مختلف.
هل أزمتنا فى الكم؟ عدد القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية يؤكد أن الأزمة بعيدة عن الكم، فالتليفزيون المصرى وحده يبث ١٣٤ برنامجًا، وفى الإذاعة أضعاف هذا العدد، ومجمل ما يبث من ماسبيرو يقترب من ألف ساعة يوميًا، ومثلها أو يقل قليلا تبثه القنوات والإذاعات الخاصة.
هل الأزمة فى عدم وجود ضابط لما يتم تقديمة وغياب سياسة الثواب والعقاب؟ الضابط موجود بسياساته، ويتمثل فى أكثر من جهة، لدينا المجلس الأعلى وهيئتان، إحداهما للصحافة والثانية للإعلام، ونقابتان إحداهما للصحافة والثانية للإعلام، وعلى رأس كل جهة من الجهات الخمس شخصيات نثق فى وطنيتها.
هل الإعلام بوضعه الحالى قادر على المنافسة؟ الواقع يؤكد عكس ذلك، وكاذب من يدعى أن شريحة كبيرة من الجمهور لم تنصرف عن الإعلام المصرى، واتجهت إلى قنوات أخرى، هذه القنوات بعضها يفتقر إلى الإمكانيات، وبعضها الآخر تنفق عليه المليارات، حتى يستقطب الجمهور، واتجاه الجمهور إلى هذه القنوات ليس بسبب مصداقيتها.. فالكثير من المواد التى تبثها لا تستند إلى حقائق، لكن الذى يميزها أنها تبذل مجهودًا حتى عندما تكذب وتلفق الأحداث، هذا إلى جانب المفردات التي يمتلكها العاملون بها مثل لي الحقائق وتعظيم صغائر الأمور والمكايدة وإقتناص نقاط الضعف، هذه المفردات تجرجر إعلامينا إلى تلقائية غير مطلوبة في الرد والإتجاه إلى الشخصنة وعدم بذل الجهد في البحث، وهي نقاط ضعف أخرى يقتنصها الطرف الأخر ليدلل على مصداقية كاذبة.
هل من روشتة إذن؟ نعم، الروشتة معروفة للقاصى والدانى، فإذا تحدثنا عن ماسبيرو يجب أن تتجه الأنظار إلى المهندس أسامه الشيخ، فالرجل تم تجريب أفكاره من قبل، ونجح فى منافسة القنوات الخاصة، ماسبيرو ملئ بالكوادر والإمكانيات، التى لا توجد فى غيره، ولن يضير حسين زين، رئيس هيئة الإعلام، التحاور مع أصحاب الخبرة، وفى مقدمتهم أسامة الشيخ، لوضع خطة شاملة تنهض بهذا المبنى، وتستثمر كل إمكانياته وتعيد الثقة إلى العاملين فيه، فإذا كان زين يرغب فى النجاح وعازم على المنافسة- هكذا أظنه- عليه أن يستعين بالشيخ وغيره، وسوف يحسب له ذلك، ونهوض ماسبيرو من كبوته أيضًا يستلزم ثقة أخرى فيه من الحكومة، فحوار تليفزيونى واحد يخص به الرئيس السيسى ماسبيرو سوف يعيد إليه الحياة، وسوف نجد (لوجو) ماسبيرو يفرض نفسه على كل القنوات المحلية والعالمية ووكالات الأنباء، ولو خص الرئيس ماسبيرو باتصال تليفونى، كلما أراد التواصل مع الإعلام.. سوف تعاد إلى هذا الكيان هيبته، كذلك رئيس الحكومة والوزراء، بالإضافة إلى أولوية تواجد كاميرات القنوات الوطنية فى الأحداث المهمة. 
أما القنوات الخاصة فعلى أصحابها أن ينحوا مصالحهم الشخصية جانبًا ويعملوا لمصر فقط، وعليهم التدقيق فى اختيار من يطلون من شاشاتهم، لأن عدم التدقيق في الإختيار يجعلنا في حالة تراجع مستمر ويسيئ إلينا أمام العالم، وكم من أشخاص تحولوا إلى مذيعين جعلونا فريسة للآخرين، نحن لا نشكك في وطنية هؤلاء.. لكن رغبتهم في الظهور جاء على حساب المهنية التي تتطلب خبرة خاصة في هذا التوقيت
أما الشللية التى تتحكم فى المشهد الإعلامى، فأراها السبب الرئيس فى حالة العشوائية التى نعيشها، والتى وضعت الإعلام فى قفص الاتهام، كثيرون يعربون عن استيائهم فى محيطهم، لأنهم يخشون البوح به فى العلن لأسباب قد يعلنون عنها فيما بعد، فمع احترامنا للجميع.. إلا أن الاختيارات الخاصة برؤساء تحرير الصحف مؤخرًا لا تليق بهذه المرحلة، ولا تليق بالرئيس السيسى إذا قارنا تلك الاختيارات بأخرى فى حقب رئاسية سابقة، فالرئيس لم يكن يستحق منا هذه الاختيارات، والألسنة تعف عن ذكر نماذج، نعم.. نكن كل الاحترام والتقدير لزملائنا.. لكن هذه لم تكن مرحلتهم.
هذه النماذج تسببت فى نزيف إعلامى، ولن ينصلح حال الإعلام إلا بالخلاص من هذه الشللية، التى لا تليق لا بالرئيس ولا بالمرحلة الراهنة، لدينا نماذج تمتلك قدرات هائلة موجود وتطل من الشاشات.. إلا أن الشللية تعوقها، ولنا وقفة نسوق من خلالها نماذج صارخة للشللية، حتى يعلم من أسسوا لها حجم الضرر الذى لحق بالإعلام وبالقيادة السياسية بسبب فعلتهم.