الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كيف نجحت مصر في الثأر لشهداء الواحات؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من المؤكد أن عملية القضاء على خلية الواحات الإرهابية، وتحديد مصير النقيب محمد الحايس الأسير، من أصعب العمليات الإرهابية التى نفذتها قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة، نظرًا لانتشار العناصر الإرهابية فى مناطق جبلية ورملية وعرة، بالإضافة إلى دعم مركز قيادة الإرهابيين فى درنة بليبيا لهذه الخلية الإرهابية بعربات دفع رباعى مزودة بأسلحة ثقيلة ومدافع مضادة للدبابات، ولكن بالتخطيط الجيد وعزيمة وإيمان خير أجناد الأرض، وبالتنسيق مع كل أجهزة الأمن القومي، تم القضاء على هذه المجموعات الإرهابية وتحرير النقيب محمد الحايس من الأسر.
تفاصيل عملية الثأر لشهداء الواحات والقضاء على هذه الخلية الإرهابية، يذكرها العميد محمد مصطفى الخبير العسكري، الذى أكد أن هذه العملية ضد الخلية الإرهابية بالواحات لتحرير النقيب محمد الحايس والثأر للشهداء، من العمليات العسكرية والأمنية التى سيكتب عنها التاريخ بأحرف من نور.
وأضاف: العملية كان لها شقان: الأول منع الإرهابيين من الهرب إلى ليبيا والقضاء عليهم، والثانى معرفة مصير النقيب محمد الحايس الأسير وعودته حيًا أو شهيدًا.
من أجل نجاح العملية وتحقيق الهدفين، تم التنسيق بين الجيش والشرطة والمخابرات العامة والحربية والأمن الوطنى والعمليات الخاصة من رجال الشرطة والصاعقة والمظلات وهيئة العمليات والاستطلاع الجوى وصور الأقمار الصناعية المصرية والروسية والفرنسية والحرب الإلكترونية، وتم ضرب حصار على المنطقة الغربية العسكرية؛ حيث تم اعتراض مجموعة من الاتصالات أولها مجموعة الـ١٣ إرهابيًا، وتمت تصفيتهم بغرب أسيوط، وثانيها كان بعناصر من ليبيا فى درنة لإرسال دعم لخروج المجموعة الإرهابية الرئيسية ومعهم النقيب الحايس الأسير، والتى تدهورت صحته بسبب الإصابة، وأصدرت قيادة التنظيم الإرهابى فى ليبيا بدرنة تعليماتها بدفع ٦ عربات مجهزة بأسلحة متوسطة ومدافع م / ط المضادة للطائرات، وفريق طبى لعلاج الضابط الأسير للحفاظ عليه حيًا، وتم تحديد مكان الرتل المتحرك وتدميره بالطائرات قبل الوصول إلى الحدود الغربية، كما تم ضرب مركز عمليات الإرهابيين فى درنة لقطع الاتصالات مع الإرهابيين فى مصر، وأصبحت لدى القيادة السياسية المعلومات الأولية بوجود النقيب الحايس حيًا، وصدرت توجيهات الرئيس السيسى بتحريره حيًا.
بدأ تنفيذ العملية بتحديد مكان الهدف من خلال صور الأقمار الصناعية، وتم نقل قوات الصاعقة والعمليات الخاصة بالقرب من المنطقة، وتشكلت من ٣ مجموعات، وتسللت ليلًا بالقرب من الهدف بمسافة ٥٠ مترًا، ومكثت تحت الرمال، وكانت المجموعة الإرهابية موزعة على ثلاث مجموعات: الأولى متواجدة بالعربات الثلاث وفى حالة استعداد وتحمل المدفع المضاد للطائرات، والثانية فى الراحة، والثالثة تختبئ بعيدًا خلف تبة ومعها النقيب الحايس تحرسه، وللتمويه ارتدى الإرهابيون ملابس الجيش المصري، وقامت القوات المصرية بارتداء ملابس بألوان مختلفة.
كانت ساعة الصفر لحظة إطلاق الطائرات للصواريخ أو القنابل محدودة التدمير، حتى لا تصيب شظاياها قواتنا من الصاعقة والعمليات الخاصة للشرطة، ومع انطلاق الصاروخ من مسافة ٢٠ كم خرجت القوات من تحت الرمال وانقضت على الإرهابيين الأربعة الذين يحرسون الحايس وتحريره فى ٢٠ ثانية وحمايته من الضربة الجوية، ومع تدمير العربات الثلاث أطبقت عناصر الصاعقة على الفارين من الضربة الجوية، وكانت القوات المصرية قد اقتربت بإبرار جوى للمعدات فى منطقة قريبة من العمليات عكس اتجاه الريح، حتى لا يتم اكتشافها ويتعرض النقيب الحايس للقتل، كما تم بالقمر الصناعى رصد مجموعة كبيرة من العناصر الإرهابية تبعد عن موقع العمليات بحوالى ١٢ كم بين الجبال، وبلغ عددهم ١٠٠ إرهابى ومركز تدريب وميدان رماية وأماكن إعاشة، فأغارت عليهم الطائرات الأباتشى والقوات وقتلتهم جميعًا.
الجدير بالأهمية أن هذه العملية المعقدة لم يصب خلالها أى فرد من قواتنا، وحتمًا فإن زمن تحرير النقيب محمد الحايس من الإرهابيين سوف يدرس فى المعاهد العسكرية.
وقد أكد الرئيس السيسى لوسائل الإعلام المصرية والأجنبية خلال منتدى «شباب العالم» بشرم الشيخ، أنه قد تم القضاء على البؤرة الإرهابية الخاصة بحادث الواحات الإرهابى عدا إرهابى أجنبى تم القبض عليه، وسوف يتم الإعلان عن جنسيته واعترافاته كاملة عقب انتهاء التحقيقات.
فليطمئن شعب مصر أن الوطن فى أيد أمينة ما دام لدينا قائد جسور صادق وأمين، ولدينا خير أجناد الأرض من رجال الجيش والشرطة.