الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

3 عظماء كسروا حاجز اليأس

طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ما رام امرؤ شيئًا إلا وصله " 
هكذا بث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإيمان بالذات في نفوس البشر والسعي لتحقيق الأماني.
فكل منا لديه ما يصبو إليه في خيالاته ويجسده على مرأى أفكاره، ورغم ذلك البعض لا تتعدى أحلامه حد الخيال، فنجده يقول "مش هعرف أعمل كدا" "احنا اتخلقنا عشان نحلم بس" "هو أنا أحمد زويل"، وكأن زويل خُلق عالمًا ولم يكن بداية هدفه حلما! فالطموح هو الجسر الذي يوصلك لحلمك.
وكثيرا ما نستمع أغاني أو نشاهد أفلاما تروي قصصا عن طموحين صاروا قدوة لنا، فيتدفق الدم في أوصالنا منذرا بطاقة حماس وحركة وما إن ينتهي الفيلم أو الأغنية نعود لنمط الحياة الطبيعية فيبطشنا الواقع بإحباط يطفئ ما أوقده الأمل فينا.
وكعادة الدنيا كل شيء فيها يقابله التضاد ليكسر حاجز المستحيل، فكما وجد الشر يوجد الخير، وكما وجد اليائس يوجد الساعي لحلمه فلا تستوي الحياة بكفة واحدة.
وفي نظرة لما أولده الطموح للحياة نرصد 3 شخصيات تتحدى اليأس وتحقق من النجاح "حرفة".
١- "الإيمان هو القوة التي بها يخرج عالم محطم إلى النور
"هيلين كيلر
- روح حبيسة الجسد أطلقها طموحها إلى عنان النجاح.
ولدت هيلين عام ١٨٨٠ في ولاية آلاباما بأمريكا كفتاة طبيعية تتمتع بصحة جيدة إلى أن وصلت لشهرها التاسع عشر حتى انقلبت حياتها - التي لم تبدأ - رأسًا على عقب حيث فقدت سمعها وبصرها، وشخص الأطباء حالتها بأنها أصيبت بمرض التهاب السحايا.
كانت هيلين تقضي معظم أوقاتها مع ابنة الخادمة، فكانت تعلمها لغة الإشارة كي تستطيع التواصل مع العالم الخارجي.
وذات يوم قرر والدها أن يرسلها إلى أحد المعاهد المتخصصة وهناك قابلت مدرستها التي كانت تعاني من ضعف البصر وحولت مسار حياتها من مجرد طفلة سُدَّت عنها نوافذ الحياة إلى أديبة شهيرة ومعجزة في الإرادة الإنسانية.
استخدمت آن سوليفان معلمة الطفلة هيلين طريقة مبتكرة للتواصل معها، حيث علمتها من خلال حاسة اللمس.
وبعد سنة كاملة تعلمت هيلين العديد من الكلمات واستطاعت دراسة الجغرافيا وعلم النبات، كما علمتها طريقة برايل واستطاعت عن طريقها القراءة بخمس لغات.
ثم أخذت آن تلميذتها إلى المعلمة سارة كولر لتعلمها الكلام، فتتحول هيلين من صماء بكماء إلى صماء متكلمة.
وعند وصول كيلر للمرحلة الجامعية التحقت بمعهد كامبريدج للفتيات ودرست العلوم والفلسفة والأدب والنحو، ثم تخرجت في عمر الرابعة والعشرين وبعدها حصلت على دكتوراه في العلوم والفلسفة.
ثم أصبحت هيلين كاتبة كبيرة وألفت ثمانية عشر كتابًا؛ منها " الخروج من الظلام - أضواء في ظلامي - الحب والسلام " وترجمت كتبها إلى ٥٠ لغة.
وبسبب انتشار قصتها طُلب منها كتابة المقالات وإلقاء المحاضرات، حيث حاضرت في كثير من الجامعات حول العالم.
كما تعلمت هيلين بعض المهارات كالخياطة والسباحة وتوفيت عام ١٩٦٨ في عمر الـ٨٨.
٢- " خير مكان في الدنيا سرج سابح، وخير جليس في كل مكان؛ كتاب 
"طه حسين
- كفيف تخطى البصر.
ولد طه عام ١٨٨٩ في قرية بمحافظة المنيا، وكان يعاني من ضعف بصره وأصيب بالعمى في سن الـ٤ سنوات، بسبب الجهل المنتشر في ذاك الوقت.
ادخله أبوه الكُتّاب - كحال كل أهل القرية - ليتعلم اللغة العربية والحساب وحفظ القرآن، فأدهش أستاذه بسرعة استيعابه وقدرته على الحفظ في مدة قصيرة.
في عام ١٩٠٢، ذهب إلى الأزهر لدراسة الدين وعلوم العربية.
ثم التحق بالجامعة المصرية " القاهرة حاليًا " عام ١٩٠٨، فدرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وبعض اللغات الشرقية.
ونال شهادة الدكتوراه عام ١٩١٤ كما سافر إلى فرنسا في العام نفسه في منحة جامعية، فدرس الأدب الفرنسي وعلم النفس والإجتماع والتاريخ الحديث والتاريخ اليوناني والروماني بالإضافة لإعداده دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني.
أما عن مؤلفاته فكانت دائمًا محل نقاش وأحيانًا نقد ككتاب "الشعر الجاهلي" وتخطت مؤلفاته الـ٣٤ كتابا منها " دعاء الكروان - شجرة البؤس - سيرته الذاتية (الأيام) "
تولى حسين عدة مناصب منها "عميد كلية الآداب في الجامعة المصرية - وزير المعارف " التربية والتعليم حاليًا " - رئاسة مجمع اللغة العربية - رئيس تحرير صحف منها كوكب الشرق، الوادي "
توفي عام ١٩٧٣.
٣- " إذا توقفت عن قبول الأعذار، فإن بعض الناس ستتوقف عن البحث عن أعذار جديدة ويبدأون في البحث عن حلول، وهذا أمر مفصلي في النجاح 
" بنجامين كارسون.
- من طفل غبي إلى رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب للأطفال.
ولد بنجامين عام ١٩٥١ في ولاية ديترويت بأمريكا لأسرة فقيرة مفككة.
فكان طفلا فاشلا دراسيًا إلى أن ذاع صيته في مدرسته فأطلقوا عليه الأسود الغبي.
ولكن أمه كانت نموذجا للأم المثالية ومثالا حيا لقول الشاعر حافظ إبراهيم "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق"، حيث صممت على تحسين مستواه الدراسي.
وكانت تأمره بقراءة كتابين أسبوعيًا وإعداد تقرير لها عما قرأه، ورغم أميتها إلا أنها كانت توحي له بأنها تفهم كل ما كتبه، مما جعل القراءة عادة له، فتحول إلى طالب مثقف ومنها إلى متفوق دراسيًا.
ثم التحق بكلية الطب وتخصص في جراحة المخ والأعصاب، حتى صار من أعظم جراحي العالم وقام بأول عملية لفصل توأمين ملتصقين من الرأس.