بعد أن قضت معهم نصف عمرها قررت ترك المسطرة والقلم، وبدّلتهما بالمقص والخيط؛ أملًا منها في تغيير كلي لشخصيتها العملية لتحيي الجانب الإنساني بداخلها، فوجّهت طاقتها الداخلية الإبداعية لعالم الاكسسوارات بدلًا من الهندسة، ذلك العالم الذي قررت أن تتغلب من خلاله على أسلوب حياتها النمطي الواقعي لتعيش في عالم من الخيال يتطلع للمدينة الفاضلة.
جودي، فتاة ثلاثينية، تخرجت فى كلية الهندسة وانغرست فى العمل بنفس المجال لمدة عشر سنوات، وبعدها قررت الانسحاب من عالمه الواقعي لتغوص في عالمها الداخلي الذي أنجب لها فكرة "دكان الجود".. تلك الفكرة التي أنجبتها جودي تستهدف إسعاد السيدات، وخصوصًا البسطاء منهم.
تقول جودي: أنا قررت بعد 10 سنين "عمل" في مجالي الهندسة، تركه لأتفرغ لعمل كل شىء أنا بحبه ونفسي أعمله في عمرى قبل ما يتوفاني الله.. وكان من ضمن الأفكار اللى نفسي أحققها فكرة دكان الجود وهو ورشة عمل مش مشروع تجاري لأنه مش بيتكسب ماديًّا كتير".
وتضيف: "في الدكان أنا بخرج كل فكري وطاقتي في صناعة اكسسوارات وكل شىء يسعد الستات من خلال المنتجات اليدوية البسيطة السعر".
لم يكن "دكان الجود" مجرد مشروع عادي، لكنه يعتبر واحدًا من المشاريع الخيرية التي أرادت بها جودي إدخال البهجة على البسطاء، فعن طريق دكانها دشنت مشروعين، الأول "إعادة إحياء القديم" وهو يقوم على تحول قطعة الاكسسوار القديمة لشىء جديد وعلى الموضة بمبلغ بسيط.
وتقول جودي: "بهذا المشروع قدرت أغير مود ست بسيطة وقدرت أحترم البيئة بإعادة تدوير خامتها وقدرت أشجع نفسي من خلال تنمية حس الإبداع في عقلي من خلال التصميمات اللى بعملها لكل ست، لأنى مش بكرر التصميم علشان تفضل الست حاسه إن دى قطعتها لوحدها مش شىء منتشر، ودا ممكن يزيد ثقتها فى نفسها ويزيد إقبالها على الحياة".
وتابعت: "والمشروع الثاني (ما تيجوا نبدل)، والمشروع ده بيسمح إنك ممكن تبدل قطعة ملابس مع حد تانى بدون مقابل مادي شرط إنكم انتم الاتنين تكونوا موافقين على القطع اللى عايزين تبادلوا، أو إنك تيجي تسيب لبسك اللي مش محتاجه ولما يتباع تاخد فلوسه، مع العلم بان سعر البيع مش بيزيد عن 45 جنيه".
