رغم نشأته في منطقة جغرافية كانت تحت وطأة الاحتلال الصهيوني في خمسينات القرن الماضي، إلا أنه استطاع أن يشكل من التحديات العامة دافعًا وطوقًا للنجاة، حيث حقق نجاحًا وتفوقًا منذ أن حصل على شهادة الثانوية العامة حائزًا على المرتبة الأولى على كافة زملائه من طلاب سيناء وقطاع غزة، تزامن ذلك مع فترة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة سيناء «أرض الفيروز».
الدكتور صلاح سلام، من مواليد مدينة العريش بمحافظة سيناء في الأول من ديسمبر من عام 1958، وينتمي "سلام" إلى عائلة الأغوات أولاد سليمان وهى واحدة من كبار العائلات في "العريش" وكان منهم أول حاكم لسيناء "حسين بشناق أغا"، حصل "سلام" على الثانوية العامة أثناء الاحتلال الإسرائيلي وكان الأول على دفعته على مستوى قطاع غزة وسيناء حيث كان قطاع غزه تحت الإدارة المصرية.
استهل "سلام" حياته الجامعية بتقديم الخدمات العامة، حيث أصبح مقررًا لـ"أسرة سيناء" على مستوى جامعة القاهرة والتى كانت تضم كل أبناء سيناء في الجامعة، وتخرج في كلية طب القصر العيني سنة 1982 بتقدير جيد جدا مع مرتبه الشرف.
رغم إنه ركز خلال مسيرته على نجاحاته المهنية والطبية التي تجلت في التحاقه بالعديد من المستشفيات بين القاهرة والعريش واليمن، إضافة إلى حصوله على دبلوم الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه في أمراض النساء والتوليد من طب عين شمس، ثم زمالة جامعة بتسبرج من الولايات المتحدة الأمريكية في ذات التخصص، كما عمل مديرا لمشروع صحة المرأة بين 1997 و2002، تم خلالها إنشاء 25 وحدة صحية مجهزة وتجديد 19 وحده صحيه وإنشاء وتجهيزه مراكز خصوبة و6 مستشفيات تكامل ومستشفى العريش العام الجديد بطاقه 250 سريرا، إلا أنه انتخب رئيسًا لمجلس محلي مدينة العريش سنة 1996 ثم خاض الانتخابات البرلمانية مرشحًا مستقلًا عام 2000 في شمال سيناء، وفي 2011 انتخب نقيبا للأطباء في مواجهة مرشح الإخوان 2011 في شمال سيناء، كما عين مستشار علميًا لجامعة سيناء في 2011، وفي 2013 عين عضوًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، ثم إعادة انتخابه بالتزكية نقيبًا للأطباء في شمال سيناء 2015.
اختير "صلاح سلام" ضمن الوفد المصري الذي شارك في مراجعة ملف حقوق الإنسان في مصر أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف 2014 -2015، كما لعب دورًا في إعادة دراسة وصياغة قانون التأمين الصحي الجديد، وقدم للبرلمان مشروع قانون السكان والتنمية، والذى يهدف لمساعدة مصر على رفع الخصائص السكانية للأماكن المحرومة ووقف الانفجار السكاني.
في عام 2017 كٌرم "سلام" من أكاديمية السادات، لنشاطه البارز في مجال حقوق الإنسان، خاصة أنه لعب دورًا في تعزيز أداء وحدة الإعاقة التي ترأسها في المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى جانب إنشائه وحدة سيناء بالمجلس وكذلك لجنة الحقوق الصحية والإنجابية، كما عين خلال العام الجاري، نائبًا لرئيس جامعة سيناء، فضلًا عن مساهمته المختلفة، حيث يعمل عضوًا لمجلس أمناء مركز الحوار للدراسات والسياسات الاستيراتيجية، وعضو مجلس إدارة قناة المحور الفضائية، وعضو مشارك في العديد من الصالونات الثقافية.
على المستوى الدولي، لعب الدكتور صلاح سلام، دورًا كبيرًا إضافة إلى مشاركته في الدعم الطبي للاجئين السوريين في المخيمات اللبنانية على الحدود مع مؤسسه "بيوند" اللبنانية تحت مظلة مؤسسة "اليونيسيف"، إضافة إلى مشاركته في مؤتمرات حقوق الإنسان، والمنظمة الدولية للهجرة في الجزائر وتونس والمغرب وجنيف وباريس والبرازيل، كما اختير للمشاركة في لجنة تقصي الحقائق المشكلة في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو لإعداد تقرير عما حدث في سيناء ووجهت له اللجنة شكر خاص في مستهل استعراض تقريرها.
