الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسرائيل وشريكها "المضارب"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تحتج إسرائيل بانفعال مسرحى استعراضى على القاعدة الإيرانية الجديدة جنوب دمشق، وتحذر من موطئ لما سمّته «محور طهران» فى سوريا؛ فإنها فى حقيقة الأمر كمن يغطى عينيه بكفّى يديه، حتى يوهم نفسه ومن حوله بأنه لا يرى واقع الأمور، وحتى يبقى يستنجد بهذا العذر الوهمى ليؤكد لدولة الولى الفقيه وأتباعها فى المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، أنه شريك «مضارب» فى تقاسم النفوذ فى هذه الدولة العربية، التى بات حتى أصحاب أنصاف العقول يعرفون أنها ذاهبة إلى التشظى والانقسام، إذا لم تتدخل العناية الإلهية، وتجعل الأمريكيين يتعاملون بجدية مع ما يجرى فى هذه المنطقة الإستراتيجية.
إن الإسرائيليين الذين يعرفون دقائق التطورات التى بقيت تتلاحق فى سوريا منذ عام ٢٠١١ حتى الآن، لا يمكن تصديق أنهم لا يعرفون أن إيران باتت تحتل المناطق كلها، التى يدعى هذا النظام البائس، الذى سيدفع ثمن ما فعله، أنه يسيطر عليها، وأن الإيرانيين اعترفوا وعلى ألسنة كبار مسئوليهم بأنهم يسيطرون على أجزاء كبيرة من شرقى البحر الأبيض المتوسط، ومن بينها بالطبع هذا البلد العربى وبلدان عربية أخرى، وأن لهم ثمانين ألفًا من «ميليشياتهم» المتعددة الأسماء والعناوين، غير حراس الثورة، والأجهزة الاستخبارية، وقواعد الطيران الحربي، و«الحشد الشعبي» لصاحبه قاسم سليمانى وليس هادى العامري.
وحتى تكتمل هذه المسرحية؛ فإن نظام بشار الأسد دأب على إطلاق صاروخ فى اتجاه الفراغ الفضائى بعد كل ضربة عسكرية، يريد الإسرائيليون أن يقولوا، لمن يهمهم الأمر، وهم ليسوا الإيرانيين ولا حاكم دمشق، الذى غدا مجرد «خيال مآتة»، كما يقول المصريون، وإنما بالأساس الروس الذين لهم مع فلاديمير بوتين، وليس مع فلاديمير لينين، اتفاقات سرية شرق أوسطية كثيرة... ثم وفى آخر السطر مع الولايات المتحدة، التى بقيت تتصرف مع شئون وشجون هذه المنطقة على مدى العقود المتلاحقة منذ نهايات أربعينيات القرن الماضى وكأنهما شيء واحد... وهما شيء واحد إذا اضطررنا لقول الحقيقة!
كان الإيرانيون قد أرسلوا طائرة استطلاع، من هذه الطائرات التى جرى تطويرها من لعب الأطفال، بعلم سورى فى اتجاه هضبة الجولان، التى لا تزال محتلة منذ عام ١٩٦٧، وتم احتلالها عندما كان حافظ الأسد وزيرًا للدفاع، فبادر الإسرائيليون إلى «التمرجل» عليها، وأسقطوها بصاروخ من طراز «باتريوت»، كان وصلهم كهدية أمريكية... وحتى تكتمل اللعبة وإبعاد الأنظار عن الدور الخطير الذى تلعبه إيران فى هذا البلد العربى؛ فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى جوناثان كونريكوس قال إنه يبدو أن هذه الطائرة من صنع روسي... وهذا فى حقيقة الأمر يؤدى إلى الضحك قهقهة حتى حدود الاستلقاء على الظهر، وكأن الذين يسمعون هذا الكلام لا يعرفون أن الروس والإسرائيليين يخيطون فى هذه المرحلة بمسلة واحدة!
على أية حال، هذه الألاعيب لم تعد تنطلى على أحد، والمعروف أن هذه الثورة الإيرانية، التى بررت انقلابها على الشاه السابق فى عام ١٩٧٩، بأنه للتوجه إلى فلسطين، تجاوزت النظام الشاهنشاهى الذى انقلبت عليه كثيرًا فى العلاقات مع إسرائيل وفى التنسيق معها.. والحصول منها فى فترة من الفترات على أسلحة هى إسرائيلية، وحتى وإن كانت من صنع أمريكي!
نقلا عن «الجريدة» الكويتية