رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خريطة "الإرهابيين الأجانب" في مصر "ملف"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هدفان للفارين من ليبيا إلى الصحراء الغربية 
مراقبون: فرار «الدواعش» من سرت إلى دول الجوار «أمر حتمى»
رفض قبائل مرسى مطروح للفكر الداعشى ويقظة السلطات الأمنية على الحدود تخفف حدة التوغل الإرهابى بمصر
الدواعش يحاولون تأسيس مركز قوة فى «سيوة».. ومقتل القيادى المصرى «أبوخالد المطروحى» تسبب فى انسحابهم
التنظيمات المسلحة فى سيناء تضم عناصر من جنسيات متعددة أغلبهم من غزة والسودان واليمن وليبيا ودول إفريقية
2012 هجوم إرهابى على أحد مواقع التمركز للجيش خلال شهر رمضان، أدى إلى استشهاد أكثر من ١٧ جنديا من قوات حرس الحدود أثناء تناولهم الإفطار
2015 أقر «داعش» فى تسجيل مصور، بخسارته مواقعه فى درنة شرق ليبيا بعد معارك خاضها مع جماعات مسلحة فيها
2016 تلقى تنظيم «داعش» فى ليبيا ضربة موجعة، عندما وصل إلى نهايته بعد هزيمته فى سرت أمام قوات «البنيان المرصوص»

10 زعماء كبار لتنظيم «داعش» ليبيا من أصول مصرية، مهمتهم الإشراف على معسكرات التدريب والتوجيه
تواصلت الضربات الموجعة للإرهابيين على يد السلطات المصرية، ولم تكد تمر فترة قصيرة على عملية الواحات الإرهابية، حتى ردت القوات المسلحة عليها بضربات ناجحة للثأر من منفذيها، والقبض على قائدهم، وتحرير النقيب محمد الحايس، الذى كان مختطفا من قبل العناصر الإرهابية، واتضحت تفاصيل كثيرة حول مخطط الإرهابيين لتهديد استقرار البلاد.
وحسب مصادر أمنية، قال الإرهابى الذى تم إلقاء القبض عليه أثناء عملية اقتحام أوكار الإرهابيين، فى منطقة الواحات، وكان جريحًا، «إنه ليبى الجنسية وموجود فى ليبيا منذ عام ٢٠١١، حيث كان يقود مجموعات إرهابية فى مدينة درنة الليبية، اعتمادا على إتقانه التحدث باللغة العربية بطلاقة، نظرًا لوجوده وسط رجال القبائل الليبية، على اعتبار أنه أحد كبار من سماهم «المجاهدين» داخل ليبيا».
وأضاف الإرهابى أنه كان المسئول عن دعم خلية الواحات الإرهابية، إضافة إلى تكليفه بتدريب عناصر الخلية على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات، وأدلى بمعلومات حول دور التنظيمات الإرهابية الخارجية وتواصلها مع التنظيمات الإرهابية الداخلية فى مصر.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كشف خلال «منتدى شباب العالم» الذى أقيم فى شرم الشيخ خلال الفترة من ٤ إلى ١١ نوفمبر الجاري، أن قوات الأمن تمكنت من تصفية الخلية الإرهابية التى نفذت حادث الواحات فى ٢١ أكتوبر الماضى بشكل كامل، باستثناء متهم واحد تم القبض عليه وتبين أنه ليس مصريًا.
هدفان للعناصر الإرهابية التى تسللت من شرق ليبيا
تسللت العناصر الإرهابية القادمة من ليبيا، وتحديدًا من قبل تنظيم داعش الإرهابي، الذى خسر مدينته فى سرت ودرنة، وقبع فى الصحراء الكبرى بشرق ليبيا، لتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية فى مصر، تنفيذًا لأوامر قادة التنظيم.
وفرت تلك التنظيمات من ليبيا، لهدفين، الأول الاختباء بعيدًا عن قوات الأمن المصرية والليبية، عقب الحملات الأمنية القوية التى تعرضت لها فى الداخل الليبي، ما أجبرها على التسلل إلى الجنوب الليبى، حيث مدينة إجدابيا الواقعة على الحدود المصرية الليبية، والهدف الثاني، الإعلان عن وجودهم غرب مصر، إضافة إلى وجود ملاذ آمن لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية.
وأقر «داعش» فى عام ٢٠١٥، فى تسجيل مصور، بخسارته مواقعه فى درنة شرق ليبيا بعد معارك خاضها مع جماعات مسلحة فيها، متعهدًا بالعودة إلى المدينة والانتقام «ذبحًا» من هذه الجماعات، بعد اشتباكات بين مسلحين من أبناء المدينة ينتمون إلى ما يعرف باسم «مجلس شورى مجاهدى درنة» وعناصر تنظيم داعش، دامت قرابة الأسابيع.
وتلقى تنظيم «داعش» فى ليبيا ضربة موجعة، عندما وصل إلى نهايته بعد هزيمته فى سرت أمام قوات «البنيان المرصوص»، وتمكنت من السيطرة وتحرير سرت نهائيًا فى ديسمبر عام ٢٠١٦، واستعادت المدينة مستعينة بالطيران الحربى الأمريكى الذى شن غاراته على مواقع التنظيم الإرهابى فى محاولة لإضعافه وتمكين قوات الوفاق من التقدم، واستعادت بوابة «أبوقرين» غرب المدينة فى أولى انتصاراتها، إضافة إلى قاعدة «القرضابية» الجوية جنوب المدينة، وميناء سرت وجزيرة الزعفران، فضلًا عن طرد التنظيم من منطقة سوارة.
التنظيم الإرهابى نشر التسجيل المصور الصادر عما يسمى بـ«المكتب الإعلامى لولاية برقة» ومدته ١٠ دقائق، تحت عنوان «صبرًا صحوات درنة، إنما جئناكم بالذبح»، أقر فيه بخسارة التنظيم معاركه فى مدينة درنة، فيما خرج أبوالحسن المهاجر، المتحدث الإعلامى باسم التنظيم الإرهابي، فى إحدى كلماته الصوتية، عام ٢٠١٦، ليعترف بنهاية عناصر التنظيم الإرهابى الموجودة فى سرت، بعد المعارك الضارية التى خاضتها فى المدينة.

واستغل «داعش» حالة الفوضى التى دخلت فيها ليبيا والصراع بين الكتائب المتناحرة والجماعات المتطرفة فدخل إلى البلاد عبر عناصر أعلنت ولاءها له، وسرعان ما أرسل إليهم قادة من العراق لتوجيههم، بغية التوغل فى البلاد وإقامة مناطق نفوذ تكون مركز استقبال للمقاتلين القادمين من كل مكان للانضمام للتنظيم.
وتمكن العديد من عناصر التنظيم من الفرار من سرت ودرنة، حيث أشار مراقبون للشأن الليبى إلى أن فرار جزء من مقاتلى «داعش» من سرت إلى مناطق قريبة، وربما دول الجوار أمر حتمي، فقوات حكومة الوفاق احتاجت أكثر من شهر لتحكم حصارها على سرت، ما يعطى الفرصة لفرار عناصر منها وربما قيادات إلى وجهة غير معلومة، إضافة إلى فرار العناصر الإرهابية إلى مناطق أخرى أبرزها الجنوب الليبي.
إخفاقات متواصلة للعناصر الإرهابية
مؤشرات فرار عناصر «داعش» إلى الجنوب دعمتها تأكيدات قوات الوفاق فى مناسبات عدة، حيث أشار وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق الوطني، مهدى البرغثي، فى تصريحات لجريدة «ديلى تليجراف» البريطانية، الخميس ٢ مارس٢٠١٧، إلى أن تنظيم "داعش"، يعمل على إعادة تجميع صفوفه وتمركزاته فى جنوب ليبيا، بدعم من تنظيم «القاعدة» وقيادة مختار بلمختار، وأن تلك الكيانات تستعد لشن مزيد من الهجمات الإرهابية، مؤكدا أن القاعدة يوفر مساعدات لوجيستية لـ«داعش» ويساعده فى إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات.
وكان داعش فى ليبيا يراهن على قيادات تنتمى إلى مدن مصرية مجاورة للحدود، ووفقا لتقارير معلوماتية فإن عدد القيادات الوسطى المعروفة من أبناء المنطقة الغربية بمصر، يبلغ نحو ١٦ رجلا، تتراوح أعمارهم بين ٢٣ سنة و٣٠ سنة، ومنذ أن قرر تنظيم داعش ليبيا التسلل إلى مصر، ركز جهوده على كل من ينتمى للمدن المصرية المجاورة لليبيا، لمد نشاطه إلى داخل مصر عبر حدودها الغربية، لكنه فوجئ برفض القبائل المصرية للفكر الداعشي، بجانب يقظة الجيش المصرى والسلطات الأمنية على الحدود مع ليبيا.
وسعى التنظيم الإرهابى لتأسيس مركز له قرب واحة سيوة التى تقع فى عمق الصحراء جنوب مدينة مرسى مطروح بنحو ٣٠٠ كيلومتر، وإلى الشرق من واحة جغبوب الليبية بنحو ٦٠ كيلومترا، حيث شن العديد من العمليات الإرهابية فى أوقات سابقة على طريق الواحات جنوب سيوة، وعلى الطريق الساحلى "الإسكندرية - مطروح".
مقتل القيادى الداعشى المصرى أبوخالد المطروحي، تسبب فى انسحاب هؤلاء إلى الجنوب، ما دفع أحد مساعدى قائد الجيش الليبى خليفة حفتر إلى تسميتهم بـ«التجمعات الوطنية للمتطرفين»، وهو ما فسره بالتحول الغريب، موضحًا أنه استحدث بعد الأزمة التى يمر بها التنظيم بعد تضييق الخناق عليه فى ليبيا، مشيرا إلى أن الضربات التى وجهها الجيش الليبى فى درنة وسرت وبنغازي، والضربات التى وجهها الجيش المصرى لمن حاولوا التسلل إلى داخل البلاد من حدود ليبيا، جعل المجموعات المصرية تتلاقى فى تجمع واحد تمكن من تأسيس موقع للتمركز والتدريب، تبلغ مساحته نحو ١٢ كيلومترا مربعا، ومجهز عسكريا، ويقع فى الصحراء فى جنوب بلدة إجدابيا.
التحقيقات الليبية قدرت أن عدد الزعماء الكبار لتنظيم «داعش» ليبيا من أصول مصرية، ١٠ قيادات، مهمتهم الإشراف على معسكرات التدريب والتوجيه، للدفع بهم لعبور الصحراء والإعلان عن وجود التنظيم فى غرب مصر، كما ذكرت تقارير أمنية فى وقت سابق أن هؤلاء تركوا معاقل التنظيم فى درنة وسرت على شواطئ ليبيا، ولجأوا إلى الجنوب الليبى حيث يسهل العبور لمصر.
ومن المعلوم أن مدينة درنة تقع على بعد ساعة ونصف بالسيارة من الحدود المشتركة مع مصر، وتعد المدينة الأخطر فى الشرق الليبى لأنها تعج بعدد كبير من المتطرفين والمتشددين الفارين من مدن بنغازى عقب تحرير الجيش للمدينة.

التنظيمات المسلحة فى سيناء أسسها مهاجرون أجانب
فى السنوات الماضية، ظهرت فى سيناء جماعات يقودها سلفيون جهاديون يكفّرون المجتمع ويُريدون به شرًا، وكانت هذه الجماعات متفرقة وكثيرة ومتعددة، ومن أبرز تلك الجماعات ما تسمى بـ«أنصار بيت المقدس»، وكانت البداية من قطاع غزة، حيث كانت هناك ٤ مجموعات بالقطاع يتمثل فيها المسمى السلفى نهجًا وفكرًا، وهي: «التوحيد والجهاد وجيش الإسلام وأنصار بيت المقدس والسلفية الجهادية»، وتلك الجماعات بمسمياتها نفسها كانت موجودة بأطوار حياتها ومؤسسيها، مصريون تارة وغزاويون تارة أخرى.
وقالت دراسة للمحلل السياسى محمد الشلودى بعنوان «الأنصار والمهاجرون فى سيناء»، إن ظهور تلك التيارات السلفية سابقًا على صعود الإسلام السياسى إلى الحكم، وكان جزء من هذه المجموعات السلفية منخرطًا فى مقاومة الاحتلال الصهيوني، وكانت جزءًا من الحركات الكبرى فى الساحة الفلسطينية مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ومنهم من عمل ضمن إطار «كتائب شهداء الأقصى»، لكن بعد مشاركة «حماس» فى الحكم، ظهرت هذه المجموعات برفضها للديمقراطية والمشاركة فى السلطة، على اعتبار أن ذلك عمل مخل بالدين والإسلام.
ثم بدأت هذه المجموعات تتكون وتنشئ حالة خاصة بها، تريد من خلالها أن تفرض رؤيتها على المجتمع، ولم تشكل ظاهرة خطيرة داخل القطاع، لكن الاحتلال كان دائمًا ما يحاول أن يستفيد من هذه المجموعات السلفية بربطها بالإرهاب العالمى الذى يظهر جزء منه فى سيناء، ويحاول أن يلصق تهمة الإرهاب العالمى بحركات المقاومة الفلسطينية، بحسب الدراسة التى قالت إن حكومة حماس قامت بتضييق الخناق على تلك المجموعات وملاحقتها؛ بسبب أعمال العنف التى قامت بها، وبسبب أن الصراع أصبح على أشده فى مسار السيطرة الفكرية، ووصل حد الملاحقة إلى اعتقال حماس من يَثبت تورطه فى أى من أعمال الجماعات.
بسبب ذلك انطلقت هذه المجموعات باتجاه سيناء؛ حيث وجدت فيها بيئة ملائمة لها، والتقت مع مجموعات مصرية جهادية عديدة ومجموعات أخرى ذات جنسيات متعددة؛ حيث كانت أشهر تلك الجماعات «جماعات التوحيد والجهاد ومجلس شورى المجاهدين والسلفية الجهادية وأنصار بيت المقدس»، فضلًا عن الجماعات الصغيرة مثل «جيش جلجلة».
إضافة إلى ذلك فإن التنظيم بمصر قد اعتمد على جمع تبرعات بواجهات مزيفة كالمؤسسات والجمعيات الخيرية كـ«مؤسسة الطور»، وهى مؤسسة توصف بالخيرية وتعمل على جمع التبرعات عن طريق البريد الإلكتروني، إلا أنه فى فترة من الفترات تم التشكيك فى هذه المعلومة، ولكن اتضحت صحتها بعد استخدام المؤسسة فى منشوراتها على حسابها على «تويتر» اسم «ولاية سيناء».
أيضًا يشير بعض الخبراء العسكريين إلى تلقى التنظيم دعمًا ماليًا ضخمًا من دول وأجهزة استخباراتية تسعى لإسقاط الدولة المصرية، وأنه يجب على السلطات القيام بكل ما يمكن لتجفيف تلك المنابع وضرب التنظيم بكل قوة لإبادته. 
أيضا من ضمن مصادر التنظيم للحصول على الأسلحة والذخائر والمعدات، ما يتحصل عليه من جراء مهاجمة النقاط الأمنية التابعة للجيش، حيث نشر التنظيم العديد من الصور التى توضح حصوله على كميات كبيرة من المعدات والأسلحة والذخائر التى تخص الجيش. هذا ما يعرفه الجميع، ولكن التساؤل الأكثر خطورة كيف تحصل سيناء على ذلك الكم الهائل من السلاح المتنوع، حيث نتحدث هنا عن الطراز المتطور من «الكلاشنكوف» وسلاح الحرب الأثقل والأعتى بنسخته الحديثة «الكورنيت».
تقود التقارير الاستقصائية بدايةً إلى تهريب الأسلحة عبر القُطر المصري، إما من السودان جنوبًا وإما من ليبيا غربًا. وتعود جذور الانبثاق المسلح إلى ما خلفته اتفاقيات العقيد القذافى مع الاتحاد السوفيتي، حيث تؤكد الوثائق وقوع أسلحة مشابهة وما يزيد على عشرات الآلاف من الصواريخ محلًا لاتفاقيات مشروعة بين الجانبين. ثم أعقب ذلك الحدث الجلل «الثورة»، حيث أصبحت مخازن السلاح بالداخل الليبى مشاعا للكل.
مختلف الجماعات فى سيناء تضم عناصر قادمة من قطاع غزة أو من اليمن أو حتى السودان ومن ليبيا، من خلال مناورات لاختراق الحدود المصرية بعيدًا عن المرور من المنافذ الرسمية، ومنها إلى نقاط التوزيع والتقدم نحو الأهداف، وتخترق القوافل القُطر المصرى لتسير بمحاذاة البحر الأحمر مرورًا بـ«الفرافرة»، أو منها ما يخترق قلب مصر تحديدًا بالزقازيق والإسماعيلية ليمر وينهب الطرقات حتى الوصول إلى شبه الجزيرة السيناوية، فى مسارات مرسومة، منها غير المتوقع، والآخر بعيد عن الشكوك، ومن هنا وبعد الاطلاع على بعض اللقطات المصورة لما تسمى «ولاية سيناء» ومقارنة بعض الأرقام المسلسلة التى تظهر على بعض الأسلحة وخصوصًا ذاك الرقم على «الكورنيت» نجد التوافق بينهم وبين الوثائق الليبية الروسية والوثائق الليبية الإيطالية المعنية ببيع السلاح، ما يؤكد نظرية العلاقة الطردية بين عمليات التهريب والارتكاز المعنوى والمادى لأبناء داعش بالقُطر المصري.
اتبع الأنصار الجدد أى «داعش سيناء» نمطا قريبا من نمط داعش الأم فى سوريا والعراق، ذلك ما سيسمح لهم بالسيطرة على أجزاء من سيناء على غرار الأم بسيطرتها على أجزاء واسعة، حيث يعتمد هؤلاء على ما تسمى بحرب الشوارع وهى التى لا تتناسب موازين المتحاربين فيها إن كان المقابل جيشا نظاميا، حيث إنه وبعد شن الهجمات، يتراجع الأفراد سريعًا ويلجأون لملاجئ فى الجبال أو المخيمات البدوية، وليس هناك قاعدة ينطلقون منها.
لم يقتصر تغلغل الأنصار الجدد عليهم فقط بل بدأوا فى إكمال المقولة بالمهاجرين، حيث تأسست الخلايا من المتطرفين فكريًا وهم كُثر، ثم بدأت المرحلة الجديدة التى أسس لها داعش من موطنه الأصلى -أجهزة الاستخبارات التى لها مصالح مشتركة فى بدء العمليات الداعشية بمصر- مضافًا إليها المرحلة التى أسس لها داعش من موطنه الفعلى -منهجية أبو بكر البغدادي.

الجيش في مواجهة داعش سيناء
كانت بداية عمليات الجيش المصرى فى سيناء من قبل ظهور «داعش سيناء»، ففى عام ٢٠١٢ وعلى أحد مواقع التمركز للجيش وخلال شهر رمضان، نُفذ الهجوم الذى أدى إلى استشهاد أكثر من ١٧ جنديا من قوات حرس الحدود أثناء تناولهم الإفطار، حيث شن الجيش آنذاك عمليات عسكرية لتطهير سيناء والقبض على الخلايا الإرهابية وقادتها المعروفين فى بعض المناطق فيما عرفت باسم عملية «نسر سيناء».
ومنذ ٢٠١٤ بدأت حملة أمنية موسعة سميت «حق الشهيد» فيها، استهدفت القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها العديد من مواقع التنظيم فى عمليات مهاجمة برية وجوية ومدفعية. 
ورصدت البيانات الواردة على صفحة المتحدث باسم القوات، قيام الجيش خلال الفترات السابقة برصد الآلاف من الإرهابيين والمشتبه بهم ودمرت أوكار الإرهابيين ومئات السيارات وآلاف الدراجات النارية.