الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" داخل "بركة غليون".. مصر تبدأ خطتها لسد الفجوة الغذائية في الأسماك.. 5 آلاف عامل يحولون تضاريس المنطقة.. 1359 حوضًا.. وأكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبري بالشرق الأوسط

مشروع أكبر مزرعة
مشروع أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد غد السبت، عددًا من المشروعات العملاقة، فى محافظة كفر الشيخ، بتكلفة تزيد على ٤ مليارات جنيه، يأتى على رأسها، مشروع أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، والتى تُقام بمنطقة بركة غليون بمركز مطوبس؛ وهو ما سيغير من ديموجرافية المنطقة كلها؛ حيث سيحولها لمنطقة جاذبة للشباب، ويوفر الآلاف من فرص العمل، كما يسهم فى القضاء على الهجرة غير الشرعية، خاصة بمحافظات الدلتا.


زيارة ناجحة لإدارة الشئون المعنوية:

وفد نظمت إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، زيارة للمحررين العسكريين، للوقوف على آخر المستجدات بالمشروع، لنقل الصورة كاملة للرأي العام، في مبادرة جديدة تضم لسجل مجهودات الإدارة.


إنجاز جديد للشركة الوطنيى للأسماك:

وتعد الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، إحدى أبرز الشركات الوطنية التى أنشئت حديثا بهدف تنمية الثروة السمكية فى مصر، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، من خلال تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكى، من أهمها مشروع إنشاء المدينة السمكية الصناعية "غليون" بمحافظة كفر الشيخ.


4000 فدان تغير طبيعة المنطقة:

وقد أقيم المشروع على مساحة ٤٠٠٠ فدان تقريبًا، ويبلغ عدد العمالة اليومية، خلال فترة إنشاء المرحلة الأولى للمشروع ٥٠٠٠ عامل وفنى ومهندس، وعدد المعدات والآلات ١٧٠٠ مُعدة ثقيلة/ اليوم، وبلغ إجمالى كميات الحفر والردم حوالى ١٦ م٣، وهو يساوى ٦ أهرامات بحجم الهرم الأكبر، وإجمالى أوزان كميات الحديد حوالى ١٣ ألف طن، وهو ما يزيد على وزن حديد ببرج إيفل بفرنسا.

يتكون المشروع من مفرخ «أسماك - جمبري» على مساحة ١٧ فدانًا بطاقة ٢٠ مليون أصبعية أسماك بحرية/ ٢ مليار يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية، بإجمالى ٤٥٣ حوضًا للتربية، و١٥٥ حوضًا للتحضين (٥٠*١٥٠) بطاقة إنتاجية ٣٠٠٠ طن أسماك/ دورة تقريبًا، ومزرعة إنتاج الجمبرى ٦٥٥ حوضًا للتربية (٥٠*٥٠م)، والأحواض ذات صرف مركزي، ومبطنة بمشمع بولى إيثيلين عالى الكثافة «HDPE» بطاقة إنتاجية ٢٠٠٠ طن جمبري/ دورة تقريبًا، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة، ٨٣ حوضًا (١٠٠م*٢٠٠م)، بطاقة إنتاجية ٢٠٠٠ طن.

كما يضم مركزا للأبحاث والتطوير والتدريب، بمساحة ٧٠٠ م٢، ويتكون من: معمل جودة المياه، ومعمل الغذاء الحي، ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك، ومعمل صحة وأمراض الأسماك، ومعمل تركيب وجودة الأعلاف.

كذلك مصنعًا لإنتاج الأعلاف للأسماك والجمبري، ويضم مصنع أعلاف الأسماك البحرية، على مساحة ١٥١٨ م٢، بطاقة إنتاجية ١٢٠ ألف طن سنويًا، ومصنع أعلاف الجمبري، على مساحة ٥٦٧ م٢، بطاقة إنتاجية ٦٠ ألف طن سنويًا، ومصنع عبوات الفوم، على مساحة ١٢٠٠ م٢، لإنتاج عبوات مختلفة الأحجام من الفوم، لتداول جميع منتجات الأسماك والجمبرى للأسواق الداخلية، والتصدير بطاقة إنتاجية (٩٠٠/ ١٥٠٠) كجم/ يوم، ومصنع الثلج على مساحة ٤٤٨ م٢، بطاقة إنتاجية ٤٠ طن ثلج مجروش/ يوم، و٢٠ طن ثلج بلوكات/ يوم.


أكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط:

وتضم المدينة السمكية الصناعية، «غليون» أكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبري، فى الشرق الأوسط، على مساحة ١٩٦٩٥ م٢، ويشتمل على مصنع لمنتجات الأسماك (مبردة - مجمدة - فيليه - مطهية - نصف مطهية - مصنع)، ومصنع منتجات الجمبرى (مبرد - مجمد - مقشر - مصنع - مطهية - نصف مطهية)، وذلك بطاقة إنتاجية ١٠٠ طن/ يوم.

من جانبه؛ أشار اللواء حمدى بدين، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، إلى أن الشركة تتولى تنفيذ العديد من المشروعات الهامة، فى مجال الاستزراع السمكي، بالتعاون مع وزارة الزراعة، والعديد من الأجهزة المعنية بالدولة، والتى تمثل طاقة إنتاجية جديدة، تسهم بعد تشغيلها فى زيادة الناتج المحلى عن طريق تطوير وتنمية البحيرات، والتوسع فى الاستزراع السمكي، وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية، والاستزراع المكثف، من خلال مشروع المدينة السمكية الصناعية «غليون» بمحافظة كفر الشيخ، ومشروعى المزرعة السمكية والاقفاص السمكية البحرية بمنطقة (شرق التفريعة)، ومشروع المزرعة السمكية (مثلث الديبة) بمحافظة بورسعيد، ومشروعى استزراع التونة، بكل من: «مرسى جرجوب» بمحافظة مرسى مطروح، و«الزعفرانة» بمحافظة البحر الأحمر، وإنشاء أسطول للصيد فى المياه الإقليمية والدولية، والتى من المتوقع أن تسهم إنتاجية مشروعات الشركة، فى تخفيض واردات الأسماك، بنسبة ٢٧٪ تقريبًا.


آلاف فرص العمل للشباب:

فيما قال اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، إن المدينة السمكية الصناعية بغليون، ساهمت بشكل كبير من تغيير ديموجرافية منطقة غليون، وتحويلها من منطقة أكثر احتياجًا، وبؤرة لمخالفة القانون، ومنفذا للهجرة غير الشرعية، إلى مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل، المباشرة وغير المباشرة، للصيادين وخريجى الجامعات، من أبناء كفر الشيخ، والمحافظات المجاورة لها.

من جهته؛ أكد الدكتور محيى الدين عبدالفتاح، أستاذ الكيمياء العضوية بجامعة قناة السويس، المشرف على المنظومة العلمية والبحثية بالمشروع، على أهمية المشروع الذى يُعد الأضخم من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط، ونقطة انطلاقة رائدة، لمستقبل الاستزراع السمكي، المبنى على أسس عالمية، مشيدًا بما يضمه المشروع من طاقات شبابية ووطنية مبدعة، من مختلف التخصصات العلمية والبحثية، لدعم وتطوير هذا القطاع الحيوى من المشروعات، لتحقيق أعلى إنتاجية لخدمة أبناء الشعب المصري.

من جانبها؛ فسرت الدكتورة هبة حسن، والدكتورة هند كرم، الباحثتين بمعهد بحوث صحة الحيوان التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة، وجودهما بمركز الأبحاث والتطوير، بأنهما يساعدان المتواجدين فى المركز، للحصول على شهادة «الأيزو»، والتى تؤكد على جودة جميع الاختبارات، التى تتم فى المعامل سواء للأبحاث أو التطوير، بما يضمن أن كل الاختبارات، التى تتم على المنتجات صحيحة بجودة تماثل الجودة العالمية أو الدولية.

ومن داخل وحدة الاستزراع المكثف؛ أوضح القائمون عليها، وهم من شباب الخريجين، من مختلف الجامعات المصرية، أنها تعتمد على تدوير المياه، بحيث يمكن استخدام نسبة مياه قليلة على مساحة صغيرة، وهى أسلوب مستحدث فى مصر، نتيجة الأماكن التى يوجد بها ندرة فى المياه.

فيما قالت الدكتورة سامية علاء، رئيس قسم التغذية بوحدة الإنتاج المكثف، إن هدف الوحدة هو تقليل عدد الأيام عن الاستزراع العادي؛ بحيث تصل مدة حجم السمكة إلى ١٠٠ يوم، وأن الوحدة تعمل طوال العام، بأقل كمية ماء على عكس الاستزراع العادي.

بدورها؛ شرحت الدكتورة مها محمد حامد، رئيس قسم التربية بوحدة المكثف، كيفية التحاقها بالمشروع، حيث قالت، إنها جاءت بعد علمها بأن المشروع يطلب عاملين للعمل به، حيث قمت بالفعل بتقديم الأوراق المطلوبة، وبعد فترة تلقيت اتصالًا للحضور، لإجراء الاختبارات المتعلقة فى مجال تخصصي، وتجاوزت كل هذا، وتم تعيينى بالمشروع.

وقدم مدير مصنع السمك والجمبرى، شرحًا توضيحيًا للمراحل، التى يمر بها تصنيع السمك، بداية من الفرز، وصولًا إلى عملية التغليف، ووضعه فى ثلاجات، مشيرًا إلى أن القوى الإجمالية للمصنع ١٢٠٠ عامل.


الشباب يروون تجربتهم:

فيما استعرض عدد من الصيادين وشباب الجامعات، العاملين فى المشروع، كيفية التقدم والالتحاق بهذا المشروع الطموح، وتجربة البعض فى محاولة الهجرة غير الشرعية؛ معبرين عن سعادتهم بهذا المشروع، الذى يوفر فرص العمل الثابتة، وتحقيق الاستقرار المادى والاجتماعي.

«محمد مسعد»، شاب لم يتجاوز الـ١٨ من عمره، حاول أكثر من مرتين، السفر عن طريق الهجرة غير الشرعية، من خلال أحد أصحاب القوارب، التى كانت تمر برشيد، تحمل أبناءنا لطريق الموت، واجتاز الطريق فى إحدى المحاولات، إلا أن السلطات الإيطالية تمكنت من ضبط مجموعة من الشباب، وقامت بترحيلهم إلى أرض الوطن، مرة أخرى.

تحدث محمد عن سابقيه، ومشاهد الهجرة، وما كان يتم فى بركة غليون؛ موضحًا أنها كانت صحراء، لا أحد يستطيع المرور بها.

وأشار «محمد» إلى أنه الآن يعمل بإحدى منشآت المنطقة الصناعية للشركة الوطنية لتنمية الثروة السمكية والموارد المائية، قائلًا: «لا أحد يستطيع الحلم بأن تعمر هذا المنطقة، وأننى حاولت الهجرة، سعيًا وراء الرزق، إلا أننى الآن عامل، وأستطيع الكسب دون مخاطرة الموت، مع أصدقاء لي، من: كفر الشيخ، البحيرة والإسكندرية».

كما أوضح «السيد سالم»، من قرية مطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، خريج كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه يعمل مشرفًا عامًا بأحد مصانع أكبر منطقة صناعية، للاستزراع السمكي، بالشرق الأوسط، فى غليون.

وأشار إلى أهمية المشروع لأهالى كفر الشيخ ومصر، مرددًا: «مشروع مصرى ناجح، وهيكبر وسيعم الخير على مصر». وتابع: «بأنه لا يستطيع قول إنها بركة غليون الآن، خاصة بعدما تم من تغيير فى البنية التحية وتعميرها، وتأثير ذلك على كفر الشيخ».

فيما أوضح «كريم محمد»، عامل من الإسكندرية، ووالدته من كفر الشيخ، أنه علم بالتقديم لمشروع يتم تنفيذه فى بركة غليون، من الشركة الوطنية للاستزراع السمكي، وتحقق فعليًا، فى أقل من ٤٨ ساعة، وكان أحد عمال هذا الصرح، الذى تم تنفيذه للمواطنين؛ مشيرًا إلى أن المنطقة منذ عام، كانت طريقًا للموت، بما أنها معبر للهجرة غير الشرعية، والتى اختلفت الآن وأصبحت خلية نحل للعمل والإنتاج.

بينما أشارت «رانيا عصام»، طبيبة بيطرية، خريجة جامعة الإسكندرية ٢٠١٧، إلى التحاقها بالعمل بمشروع الاستزراع السمكي، فى وحدة المكثف للإنتاج، وما تقوم به من عمليات مختلفة، للوصول لأقصى معايير الجودة للإنتاج.

وأوضحت، أن الشركة الوطنية للاستزراع السمكى والتنمية المائية، ترتقى لأعلى موصفات الإنتاج، لتوفير كل وسائل الجودة للمستهلك، وسلامة جميع المراحل، حتى تصل للمواطنين.

كما أكدت الباحثة «مها محمد»، خريجة كلية علوم الثروة السمكية، بجامعة كفر الشيخ ٢٠١٧، على تيسير مراحل التقديم للعمل بمشروع الاستزراع السمكي، التابع للشركة الوطنية للاستزراع السمكي، بغليون؛ حيث حصلت على العمل بعد اجتيازها للاختبارات والمقابلة الشخصية دون وساطة.

وأشارت مها محمد، إلى ما تقوم به، مع زملائها فى وحدة مكثف الإنتاج السمكى والتحكم فى زيادة الإنتاج، مع الوصول لأعلى معايير الجودة، المطابقة للمواصفات العالمية.

وأشارت الدكتورة «هبة حسن»، الخبير بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، بوزارة الزراعة، إلى ما تقوم به المعامل البحثية، بمشروع الاستزراع السمكى بغليون، من إجراء اختبارات وأبحاث لجميع منتجات المشروع، من أعلاف وأسماك، باختلاف أنواعها، لمطابقة المواصفات العالمية.

وأوضحت «حسن»، أن من مهام المعامل البحثية بالمشروع، أن تضمن سلامة وجودة المنتجات المزروعة، بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة العاملين والبيئة؛ مشيرة إلى استهداف معامل البحوث، بمشروع الاستزراع السمكى بغليون، والحصول على شهادة الأيزو ١٧٠٢٥؛ والتعاون مع معهد بحوث صحة الحيوان، برعاية وزارة الزراعة.

من جهتها؛ أشارت الدكتورة «هند كرم»، الخبير بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، بوزارة الزراعة، إلى التعاون والتناغم بين جميع العاملين بمعامل بحوث مشروع الاستزراع السمكى بغليون، لا فرق بين مدنيين وعسكريين، فكلاهما له مهامه، وعلى عاتقه مسئولية الوصول بتنفيذ أفضل النتائج، وتحقيق أعلى معدلات الجودة والسلامة، للعاملين والمنتج والبيئة.

وتابعت «كرم»، بأن معامل أبحاث المشروع المتكامل للشركة الوطنية للاستزراع السمكى بغليون، تسعى للحصول على شهادة الأيزو فى القريب العاجل.

أما الدكتور محيى الدين عبدالفتاح، الأستاذ بكليه العلوم، جامعة قناة السويس، فيقول: «فخرٌ لكل مصري، ما تم ويُستهدف من مشروع أكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكى بالشرق الأوسط، فى غليون»؛ كاشفًا عن تأسيس مدرسة ثانوية صناعية، للاستزراع السمكي، لاستكمال احتياجات المشروع.

وأشار «عبدالفتاح»، إلى تحويل المنطقة منذ عام، من منطقة للهجرة غير الشرعية، وطريق للموت، إلى تحويلها لأمل فى حياة المصريين، وتنفيذ أكبر مشروع للاستزراع السمكي، فى الشرق الأوسط.

وكشف عن عدم وجود مزارع سمكية فى مصر، خلال الفترة من ١٩٦٠، وحتى ٢٠١٤، إلى أن أخذت القيادة السياسية للدولة، وتكليف المؤسسة العسكرية، بالتعاون مع المؤسسات والشركات الوطنية، من أجل تنمية ودعم الوطن والمواطنين.

وأكد دعم الدولة للعلماء والبحث العلمي، ومشاركتهم فى بناء وتنمية مصر؛ مشيرًا إلى إمكانيات المعامل البحثية، بمشروع الاستزراع السمكى بغليون، ما يقدمه ليس فقط للأمن الغذائى المصري، بل للباحثين، من خلال التعاون مع الجامعات المصرية المختلفة، وتوفير أحدث الأجهزة والإمكانيات فى العالم.