الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ذكرى "أسطورة الخديوي".. تحقيق حلم قناة السويس بعد تأجيله 4 آلاف عام.. شارك في الحفر مليون مصري.. وحضر حفل الافتتاح ملوك وأمراء العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يشهد اليوم الموافق 16 من نوفمبر ذكرى افتتاح قناة السويس الـ 148 على يد الخديوى اسماعيل بحضور عدد كبير من الأمراء والملوك الذين جاءوا من أوروبا ليشهدوا حفل الافتتاح.

وتعد قناة السويس أهم حلم راود ملوك العالم والمصريين لربط البحر الأحمر بالمتوسط الذى يرجع الى أكثر من 4 الاف عام، وبدأها الفرعون المصري سنوسرت الثالث، ولأهمية هذه القناة التي أعيد حفرها 6 مرات على مدار 26 قرنا من الزمن، وفى العصر الحديث عاد الحلم مرة أخرى مع الحملة الفرنسية على مصر بتكليف من" نابليون بونابرت" إلى المهندس لوبير بإجراء الدراسات حول حفر القناة ولكنهم فشلوا نظرا للنتائج الخاطئة للدراسة التى أجراها المهندس، والتى أوضحت ارتفاع منسوب البحر الأحمر عن البحر المتوسط ب8 أمتار، وبذلك تم إلغاء مشروع القناة أيام الحملة الفرنسية، وفى عام 1854 تولى محمد سعيد باشا حكم مصر، واستطاع ديليسبس الدبلوماسي الفرنسي المحنك أن يستغل صداقته القديمة بالوالي الجديد وحصل منه فى 30 من نوفمبر على أول امتياز لحفر قناة السويس والامتياز الثانى عام 1856.

وفى عام 1859 ذهب ديليسبس إلى منطقة الفرمة القريبة من محافظة بورسعيد، واشترك فى حفر القناة مايقرب من مليون مصرى فى نفس الوقت الذى كان يبلغ عدد المصريين حوالى أقل من 5 مليون نسمة، بمعنى أن كل أسرة مصرية شاركت فى حفر القناة، واستشهد أثناء الحفر مايقرب من 100 ألف مصري لعدم توافر الأدوات المناسبة وقلة الطعام والشراب والعمل طوال الوقت وانتشار الأمراض.

وبعد التضحيات الجسيمة والعمل الشاق، فى عام 1869 افتتحت قناة السويس في بور سعيد وسط حفل شهده العالم بحضور الأمراء والملوك من كل انحاء العالم، وتم تخصيص ثلاثة منصات الكبرى للملوك والأمراء وكبار المدعوين، من أبرزهم ولى عهد هولندا وامبراطور النمسا وولى عهد بروسيا وامبراطورة فرنسا اوجيني، والثانية لرجال الدين الاسلامى، والثالثة لرجال الأكليروس، وبلغت تكلفة الحفل انذاك حوالى 2 مليون و500 الف جنيه.

وعند اكتمال عدد المدعوين والحضور في يوم من 16 نوفمبر، انتشر الجنود والأهالى المصريين على ضفاف القناة بالخيام للأستمتاع بمشاهدة هذا الحدث العظيم والحفل الأسطورى، وكان الخديوي اسماعيل قد راسل إلى مديري الأقاليم ليجهز كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم وأدواتهم البيتية وركوبهم، فانتشروا على طول القناة، من الأعراب، والسودانيين والفلاحين، والصعايدة، تعبيرا عن أفراح كافة طبقات وأطياف الشعب المصري.

وفي اليوم التالي من صباح 17 نوفمبر كانت السفن قد بدأت بالمرور في قناة السويس وتحرك الركب من مدينة بورسعيد الى دخول القناة، وقد قسمت إلى خمس قوافل، وقد أستعدت للأبحار وتقدمها يخت الأمبراطورة أوجيني، التي وصفتها الأمبراطورة أوجيني قائلة: "إنني لم أر فى حياتي أجمل مما رأيت".

وكان بجوار يخت الأمبراطورة أوجيني "ديليسبس" وورائها باقي اليخوت والأساطيل والبواخر التي تنقل الحضور، بينما الرجال على الشاطئ يحتفلون على طريقتهم الخاصة، والنساء يزغردن حتى وصلوا إلى الإسماعيلية، ثم استقبلهم الخديوي في قصره الفخم الذي بناه خصيصا من أجل هذه المناسبة.