الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مي عبدالله "نحاتة المنيا": حديثي مع الرئيس السيسي وجهًا لوجه إحساس لا يوصف.. وأطالب بتشكيل لجنة لتجميل الميادين

مى عبدالله في حوارها
مى عبدالله في حوارها مع البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشباب قاطرة الحياة والقوة الدافعة والمحركة لأي عملية تغيير
كوكب الشرق والفرعون الصغير مشاريعي المقبلة والمسئولون يتجاهلون النحت
دومًا يبرز دور الفن في جميع المحافل «محلية أو دولية»، حسبما لمسنا مؤخرًا، خلال منتدى «شباب العالم» الذي احتضنته مدينة شرم الشيخ، وشهد حضورًا فنيًا مبهرًا، تمثل في معرض الفن التشكيلي الذي أقيم على هامش المنتدى، وضم أعمالا لوجوه شابة بهرت الحضور بأعمالها الفنية، ومنهم: 
الفنانة التشكيلية مي عبدالله، التي عرضت بعضًا من أهم أعمالها في مجال النحت لأشهر الفنانين المصريين، إضافة إلى تمثال منتدى «شباب العالم»، الذى لفت انتباه الرئيس السيسى وقرر ضمه إلى مقتنيات القصر الرئاسي.
«البوابة» التقت المبدعة الصغيرة مى عبدالله.. في حوار ألقت من خلاله الضوء على مسيرتها الفنية التي لم تتجاوز السنوات، لكنها حققت خلالها نجاحات كبيرة، فإلى نص الحوار.


■ يطلق عليك البعض لقب «نحاتة المنيا».. لماذا؟
- لأننى ولدت ونشأت في مدينة المنيا التي أعتز بالانتماء إليها، وقد تخرجت في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة، وصممت أن يعرف الناس أن الصعيد المصري مليء بالمواهب، التي تؤكد أن مصر دومًا قادرة على إنجاب المبدعين فى المجالات كافة.


■ ماذا عن تجربتك في مجال النحت؟
- بدأت بعد التحاقي بكلية الفنون الجميلة، وفي البداية اتجهت إلى الرسم؛ لأني كنت أعشقه، وفي السنة الأولى بالكلية درسنا كل التخصصات فوجدت ميلا داخليا للنحت، وصممت على دراسته رغم أن كثيرين أشاروا عليّ بالعكس؛ لأنه يحتاج إلى قوة بدنية فائقة، فهو يستخدام أدوات ثقيلة ومجهدة، مثل: «الصاروخ، الشينيور»، بالإضافة إلى طبيعة المواد الخام المستخدمة مثل: «الطين، الجبس، الحجر الخشب»، إلا أنني صممت لحبي لفن «النحت».


■ هل كنت تحلمين باحتراف الفن منذ الصغر؟
- نعم.. فقد كنت أعشق الرسم كثيرًا منذ الصغر، وكانت أسرتي تشجعني وتدعمني على تنمية موهبتي بالرسم، خاصة أن أساتذتي كانوا يشجعوني ويتنبأون لي بمستقبل كبير، وحينما دخلت الكلية تغير مساري فعشقت النحت، وأعتقد أن الفن هو من اختارني، والموهبة من عند الله، وعلى الإنسان أن يطورها ليضيف ما هو جديد.


■ بماذا شاركت في المنتدى؟
- بـ ٦ قطع لمجموعة من الشخصيات الفنية، بالإضافة إلى تمثال المنتدي، وهو عبارة عن شعار للمنتدى على شكل «هرم» مصنوع من سبك البرونز، حمل على رأسه كرة تمثل الكرة الأرضية، بالإضافة إلى ثمانية أشخاص يمثلون شباب العالم، وكل منهم يمثل منطقة معينة من دول العالم، واستغرقت شهرين لصنعه؛ لأنه يصنع من مادة سبك النحاس المنصهر ويضاف إليه سبك البروز حتى يزداد بريقًا وبهجة.


■ وماذا عن الشخصيات الفنية التي اخترت تجسيدها؟
- هي تمثل التراث المصري ونالت إعجاب المشاهدين، كما أنها ترسم البسمة على وجوه محبي هذا الفن الأصيل، لما بها من طابع كوميدي تتميز به كل شخصية على حدة، فنرى مثلا الفنان الراحل حسن فايق كان يمتاز بالضحكة، وكذلك الفنانة الراحلة ماري منيب التي كانت تمتاز بأدوارها الكوميدية وتنحصر في دور «الحماة»، وأيضا الفنان أحمد فرحات الذي تميز بدور «فصيح» تلك الشخصية الكوميدية التي تعود عليها المشاهد دائما، وكذلك باقي الشخصيات وكلها صنعتها من مادة البوليستر وذلك لخفة وزنها وسهولة نقلها.


■ ماذا عن رد فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن أعمالك؟ 
- كنت سعيدة جدا وفخورة ولم أتوقع ذلك، وعلى الرغم أنني لا أعمل بالسياسة ومجالي الفني لا يسمح لي لكي أرى الرئيس ويحدثني، وكأنني مثل باقي الشباب المشاركين بالمنتدى، وأنظر له كما ينظر إليه الآخرون، ولكن أقابله وجهًا لوجه ويحدثني بإحساس لا يوصف، كان الموقف صعبًا بالنسبة لى، وأحسست أن الكلام لا أستطيع أن أعبر عنه، توقعت أن الرئيس يفتتح المعرض فقط ويصافح المشاركين، ولكن يناقشني عن هذا التمثال الذي انبهر به، وأخذ يتحدث ويبتسم لي ويداعبني بكلمات رقيقة وكأني ابنته التي يفخر بها، وأخذت أشرح له هذه الفكرة منذ بدايتها حتى توصلت إلى هذه النتيجة المبهرة، وطلب نقل هذا التمثال إلى قصر الاتحادية، وعندما أخبرته أنني كنت قد كتبت اسمى على التمثال، لكنه حُذف بسبب «الصب»، طلب من السفير بسام راضى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، بعد انتهاء المنتدى بتحديد موعد لي لكي أكتب اسمى عليه مرة أخرى داخل القصر.


■ ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها إلى الجمهور؟ 
- القضية الحقيقية التي أود تناولها هي قضية «النحت» الذي أصبح يتجاهله الكثير، وهذا الفن متواجد ولكن ليس بالصورة المشرفة، وهذا يرجع للمسئولين وعدم حسن الاختيار للفنان الذي يقوم بتجسيد تمثال ليمثل ويعبر عن منطقة محددة أو ميدان معين شهير، كما يرجع اختيار التمثال الذي يمثل المنطقة من خلال دراسة جيدة وعميقة، بالإضافة إلى طبيعة المباني المحاطة به وطرازها، وأيضًا اختيار الفنان الذي ينفذ هذا العمل تجد بها صعوبة، فلا بد من تشكيل لجنة معينة مختصة بتجميل الميادين وتنسيقها الحضاري، والتي تضم مجموعة من الفنانين التشكيليين والنحاتين والرسامين ومهندسين معماريين، حتى تصل إلى الصورة الحقيقية المشرفة التي تليق بطبيعة العمل، واستشهدت الفنانة ببعض الأعمال في محافظة المنيا مثل تمثال «نفرتيتي» المشوه، والذي قام الدكتور جمال صدقي بنحت تمثال آخر واستبدله بدلا من المشوه، بالإضافة إلى تمثالين آخرين في أحد ميادين المنيا، مثل: تمثال «الشهيد» وتمثال «السلام»، واللذين تم وضعهما في عيد المنيا القومي، مؤكدة أنه لا بد لنا أن ننظر للأقاليم لأنها في أشد الاحتياج إلى هذا التغيير.


■ ماذا عن خططك المستقبلية؟
- أستعد في الوقت الحالي لمشروع فني خاص بي ولا أحد يشاركني من خلاله، وهذا المشروع قائم على استكمال مشواري وإضافة شخصيات أخرى ذات قيمة فنية وتراثية ترسخ في وجدان الآخرين، ويأتي على قائمة المشروع تمثال لسيدة الغناء العربي «أم كلثوم»، التي كان ينتظرها آلاف المعجبين لحفلاتها الفنية من خلال الراديو وشاشات التليفزيون، فهذه الفنانة التي استطاعت بفنها أن تحفر اسمها في قلوب وعقول عُشاق فن الطرب الأصيل، بالإضافة إلى الشخصية التى أسعدت قلوب المصريين خلال فترة بسيطة هو لاعب كرة القدم الشهير والموهوب «محمد صلاح» إلى جانب شخصيات أخرى، أي أن كل فنان موهوب بمجال تخصصه، فهذه هبة من عند الله أعطاها لمن يستحقها، ومن هنا نوضح أن الفن ليس مقتصرا على فنان بعينه، ولكن في شتى المجالات، وإظهار عنصر الشباب في الوقت الحالي أتاح الفرصة لهم على التعبير عن فنهم وإبداعاتهم ليرتقوا بكل الفنون.


■ كيف ترين دور الشباب المصري في المرحلة المقبلة؟ 
- الشباب هم قاطرة الحياة والقوة الدافعة والمحركة لأي عملية تغيير، فطالب الرئيس خلال تدشين العاصمة الإدارية الجديدة إطلاع جميع الشباب بمستوياتهم كل على المشروعات القومية المنفذة على أرض الواقع، فالشباب قادر على مواجهة الصعاب؛ لأنه يحمل فكرًا جديدًا، ويضيف الكثير والكثير، لذلك لا بد من دعم هؤلاء الشباب وتنمية مواهبهم لدفع عجلة التنمية فمصر تنهض بشبابها ومبدعيها.