الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عبدالناصر وحمد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشار الجزء الأول من البرنامج الوثائقى الذى بثته قناة «العربية» عن تاريخ تنظيم الحمدين، إلى أن الانقلابى حمد بن خليفة كان يحاول أن يتقمص شخصية جمال عبدالناصر، وهو ما سبق أن ذكرته شخصيات عرفت أمير قطر السابق عن قرب؛ حيث أشارت إلى أنه كان يضع صورة الزعيم المصرى الراحل فى مكتبه، وأنه أراد لقناة «الجزيرة» أن تقوم بالدور ذاته الذى كانت تقوم به إذاعة صوت العرب خلال الحقبة الناصرية.
روى لى مسئول ليبى سابق أن حمد بن خليفة، كان كثيرًا ما يقول للزعيم الليبى الراحل معمر القذافى إنه يلتقى معه فى الإعجاب بفكر ومواقف ناصر، بل وكان يناديه أحيانًا بـ«أمين القومية العربية»، ويتقرب منه بالقول إنه يرى فيه وريثًا لعبدالناصر، ولكن القذافى كان يضحك من ذلك، وما أن يرحل حمد من مجلسه، حتى يفضفض لمساعديه بأن حمد ليس أكثر من عميل يحلم بدور أكبر من حجمه، وأن أكثر ما لديه أنه ينقل كل ما يدور بينهما بأمانة إلى واشنطن وتل أبيب.
ويبدو أن جنون العظمة الذى جعل الأمير الانقلابى يعتقد أنه وريث عبدالناصر، هو الذى دفع به إلى ربط علاقة صداقة الكاتب الصحفى المصرى الراحل مع محمد حسنين هيكل، الذى قام بدور مهم فى المرحلة الناصرية، حتى إنه كان يحضر محاضراته فى الدوحة، ويدعوه فى مناسبات عدة إلى لقاءات هادئة فى منتجعات فرنسية وإيطالية وإسبانية، يستمع فيها حمد بكل انتباه إلى تحليلات «الأستاذ» حول القضايا الشائكة عربيًا ودوليًا.
كان عبدالناصر يدعم ثورات التحرر من الاستعمار، بينما وجه حمد بن خليفة دعمه لـ «ثورات» العصابات والميليشيات ضد الأنظمة الوطنية والشعوب والمجتمعات.
كان عبدالناصر يدعو إلى الوحدة العربية، بينما كان حمد يخطط لإعادة إحياء الخلافة على أيدى الجماعات المتطرفة التى كانت فى حرب معلنة مع النظام الناصري، وفى مقدمتها جماعة الإخوان المتأسلمين.
كان عبدالناصر يدافع عن عروبة الخليج العربي، بينما تآمر عليها حمد، ومن بعده تميم، بالتحالف مع الفرس والأتراك والصهاينة، ولا يزالان يعملان على طمسها من خلال مخططاتهما التخريبية ضد الدولة الخليجية.
وكان عبدالناصر من أبناء المؤسسة العسكرية المصرية التى سعى نظام الدوحة ولا يزال إلى ضربها، عبر تمويله وتسليحه وتحريضه المستمر للجماعات الإرهابية.
وفوق كل ذلك، هناك اسم يختصر كل تناقضات حمد، هو يوسف القرضاوي، الإرهابى الإخوانى الذى كان جزءًا من مخطط الإطاحة بنظام عبدالناصر، قبل أن يفر إلى الدوحة فى العام ١٩٦٣، وأصبح فيما بعد مفتيًا «شرعيًا» لمشروع الحمدين التخريبى فى المنطقة العربية.
فهل يعقل أن يكون من كفّر عبدالناصر وتآمر ضده، ضمن الصف الأول من مساعدى رجل يدّعى أنه ناصري؟
نقلا عن «البيان» الإماراتية