الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

1869.. الخديو إسماعيل يفتتح قناة السويس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قديمًا، بنى المصريون الأهرامات، التى ستبقى راسخة وشاهدة على حضارة أم الدنيا منذ فجر التاريخ إلى قيام الساعة، وحديثًا كانت قناة السويس بمثابة محاكاة لمعجزة بناء الأهرامات، وتأكيدًا على قدرة المصرى الساعى دائما صوب المجد وصنع الحضارة.
كانت قناة السويس وسيلة فرنسية، أدارها ديليسبس ومن ورائه حكام فرنسا من أجل الغاية الكبرى، ألا وهى قطع طريق الإنجليز نحو مستعمراتهم فى الهند، فى إطار صراع القوى الاستعمارية، الذى غالبًا ما تنغمس مصر فيه شاءت أم أبت.
بدأت ملحمة حفر القناة فى الخامس والعشرين من أبريل ١٨٥٩ فى عهد الخديو عباس، وتحت إشراف المهندس الفرنسى ديليسبس صاحب امتياز حفرها.
وبعد ١٠ سنوات، بذل المصريون فيها دماءهم، وأزهقت أرواحهم، انتهى العمل فيها وسافر الخديو إسماعيل إلى أوروبا، فى السابع عشر من مايو ١٨٦٩ لدعوة ملوك وأمراء ورؤساء دول أوروبا، لحفل الافتتاح المهيب الذى أقيم فى مثل هذا اليوم ١٧ نوفمبر ١٨٦٩.
إلى بورسعيد توافد المصريون، لتمتلئ شوارع المحافظة الساحلية، عن آخرها بإيعاز من الخديو لمديرى الأقاليم، الذى سافر للإسكندرية ليستقل يخته «المحروسة»، ويُبحر به إلى بورسعيد، ويشاهد السفن تتوافد حاملة ضيوفه، الذين قدموا إلى مصر على نفقته الخاصة. قبل أن تلمس المياه مجرى القناة ورمالها اختلطت دماء ١٢٠ ألف مصرى برمال أهم ممر مائى فى العالم، حيث اقترنت القناة دومًا بدماء المصريين الزكية، بدءًا من حفرها وصولًا إلى تأميمها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام ١٩٥٦، وحينما أراد «عبدالناصر» معاقبة الكيان الصهيوني، أغلقها فى وجه سفنه، فكانت حرب ١٩٦٧، التى انتهت باحتلال الأراضى العربية فى مصر وفلسطين وسوريا، وظلت القناة مغلقة إلى أن تم افتتاحها فى ٥ يونيو ١٩٧٥.