الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

بعد 37 عامًا من الديكتاتورية بزيمبابوي.. حكم "موجابي" إلى مصير مجهول

موغابي
موغابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت أفريقيا منذ استقلالها في بداية الستينيات ما لا يقل عن 200 انقلاب عسكري، ويمكن القول أيضا بلغة الأرقام أن ما بين فترة 1966 إلى 1976 وقعت أكثر من مئة محاولة انقلاب عسكري ما بين الفاشلة والناجحة، كان آخرها أمس الثلاثاء في زيمبابوي.
ففي مساء 14 نوفمبر 2017، تجمع عناصر من جيش زيمبابوي الوطني حول مدينة هراري عاصمة زيمبابوي، وسيطروا على هيئة إذاعة زيمبابوي ومناطق أخرى في المدينة. 
وفى اليوم التالي أصدروا بيانا قالوا فيه إنهم لم يقوموا بانقلاب، وأن الرئيس روبرت موغابي في أمان، وأن الوضع لن يعود إلى طبيعته إلا بعد التعامل مع "المجرمين" المحيطين بموغابي، المسئولين عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في زيمبابوي.
إلا أن الأخبار القادمة من زيمبابوي تؤكد أن صفحة الرئيس روبرت موغابي، الذي حكم البلاد 37 عامًا متواصلة من الفساد، قد انطوت بانقلاب، ردًا على عزل نائب الرئيس، في الثامن من الشهر الجاري.
وعزل موغابي الذي يبلغ من العمر 93 عاما نائبه إيمرسون منانغاغوا، المتحالف مع الجيش، وأحد مناضلي الكفاح من أجل استقلال زيمبابوي، ما أثار غضب الجيش.
وكان منانغاغوا، الذي برر موجابي عزله بـ"ظهور بوادر خيانة"، ينظر إليه على أنه الخليفة المحتمل للرئيس العجوز، لكن متابعين أكدوا أن عزله يمهد الطريق للسيدة الأولى غريس موجابي لتولي الرئاسة.
وقد هرب نائب الرئيس المعزول من البلاد فور صدور قرار عزله، وبحسب مصادر صحفية، فإن قائد الجيش كونستانتينو تشيوينغا، هدد موجابي قبل ساعات من تحركه، لكن قادة حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الحاكم في البلاد ردوا فورًا بمهاجمة تشيوينغا ونعتوه بـ"الخائن"، مؤكدين أنهم "على استعدادا للتضحية بحياتهم من أجل الرئيس".
ومنذ إعادة انتخاب موجابي للمرة السابعة، كانت هناك مخاوف من إمكانية الإطاحة به من قبل الدائرة المقربة منه، وهو ما يرى البعض أنه تحقق اليوم مع فرض الجيش السيطرة على العاصمة والقصر الرئاسي، على الرغم من أن مصيره مجهول وهناك غموض بشأن بقائه في منصبه.
ونشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن زوجة روبرت موجابي غريس موجابي، التي كان زوجها يمهد لها الطريق نحو الحكم، هربت إلى ناميبيا المجاورة.
وتولى روبرت غبرييل موجابي المولود في 21 فبراير 1924 رئاسة الوزراء ثم انتخب رئيسًا للجمهورية 7 مرات.
كان موجابي قد التحق بجامعة "فورت هير" بجنوب أفريقيا لدراسة اللغة الإنجليزية والتاريخ، وتخرج منها عام 1951.
وفي عام 1963، أنشأ حزبا خاصا به عرف باسم "الاتحاد الوطني الأفريقي بزيمبابوي" المعروف اختصارًا باسم "زانو"، وهو الحزب الحاكم اليوم في البلاد.
حكم موجابي البلاد منذ العام 1980 كرئيس للوزراء قبل أن ينتخب رئيسًا للبلاد عام 1987، وأعيد انتخابه 1990، ثم أعيد انتخابه في الأعوام 1996 و2004 و2008 وفي 2013، وذلك عبر انتخابات شككت المعارضة في نزاهتها وأدت إلى حالة عدم استقرار سياسي.
يتهم موجابي بالدكتاتورية وبفرض حزبه على المشهد السياسي الزيمبابوي، كما يتهم بالعنصرية ضد الأقلية البيضاء، وباغتصاب أراضيهم منذ 1999.
وخلال حكم موجابي ساءت الأوضاع الاقتصادية للبلاد، رغم أنها كانت من أغنى البلدان الأفريقية بفضل ثرواتها المعدنية، لدرجة أنه في العام 2016، كان هناك أكثر من 4 ملايين مواطن في حاجة إلى المعونة الغذائية، وواجه موجابي اتهامات بتزوير الانتخابات والفساد.
وتأتي زيمبابوي في المرتبة الثانية من البلدان الفقيرة في العالم، بعد الكونغو. وطبقًا لإحصائيات صندوق النقد الدولي، فقد تراجعت معدلات النمو في زيمبابوي إلى 2.6 بالمئة، كما ارتفعت معدلات البطالة إلى 94 بالمئة في 2009.
وفي عام 2009 اعتمدت حكومة زيمبابوي الدولار الأمريكي عملة رئيسية للخروج من الأزمة النقدية التي تعاني منها البلاد، لكن دون جدوى.
وبين عامي 2008- 2009 عجزت الدولة عن تقديم أبسط الخدمات لمواطنيها، مما أدى إلى انتشار مرض الكوليرا، حيث وصلت نسبه المصابين إلى 100 ألف شخص، نتيجة عدم توفر الأدوية للعلاج.
ويعاني ربع سكان زيمبابوي من مرض "الإيدز"، وهي من أعلى النسب في العالم، حسبما أكدت إحصائيات الأمم المتحدة.