الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل أول صالون ثقافي بجامة القاهرة.. صلاح منتصر: المستقبل للصحافة الإلكترونية.. لا يوجد أي إبداع واختفى عنصر التشويق من الكتابة.. ونواجه حرب الجيل الخامس

 جامعة القاهرة
جامعة القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استضاف الصالون الثقافي بجامعة القاهرة، الكاتب الصحفي صلاح منتصر في حوار مفتوح مع الطلاب بعنوان "تجربتي مع 65 سنة صحافة"، بحضور رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت ولفيف من الأساتذة والطلاب والصحفيين، بقاعة الاحتفالات الكبري.
وتحدث منتصر عن العديد من القضايا والمواقف التي صادفها خلال عمله الصحفي وتجربته العملية.
ويشار إلى أن الصالون الثقافي أحد مخرجات وثيقة الجامعة للثقافة والتنوير التي تمت صياغتها والإعلان عنها خلال في شهر أكتوبر الماضي، ويستهدف إدارة حوارات بين طلاب الجامعة وضيوف الصالون من مفكرين وكتاب حول بعض القضايا التي تهمهم.

وأعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة ستضيف نوعًا جديدًا من الأسئلة خلال امتحانات الفصل الدراسي الثاني، مؤكدا أن هذ النوع الجديد هو "أسئلة حل المشكلات"، التي لا تعتمد على الحفظ، قائلا: "نريد طلابا يفكرون ولن يكون هناك نموذجا واحدا للإجابة وإنما حل محتمل صحيح وهذا النوع من الأسئلة يعتمد على التعددية".
وأضاف الخشت، سنقدم نموذجا للسؤال ولن يكون هناك إجابة واحدة نموذجية لأنها أخطر طريق لتكوين العقول المغلقة ويجب أن يكون حل المشكلات على سيناريوهات متعددة، وفي هذا الإطار تحقق وثيقة التنوير بخطوات محددة وقوية وفكرة مترابط".
وتابع: "مفيش حد يقدر يغير بسرعة حتى لو معاه عصا موسى لأنها لم تقدر على تغيير قوم موسى أنفسهم ولكنها خدمته في الرسالة ولم تغير قومه وبعد أن أقنعهم بالتوحيد وتركهم للقاء ربه فلما عاد إليهم وجدهم يعبدون العجل وعمل على تغيير سلوكهم مرة أخرى لمدة 40 سنة، والتغيير لابد أن يكون تدريجيًا ومحسوبًا وفق الطرق العلمية".

وأشار إلى أن اللقاء مع الكاتب صلاح منتصر لن يكون منولوجًا وإنما حوارًا مفتوحًا مع الطلاب بدون سقف لأن جامعة القاهرة تؤمن بالحرية الأكاديمية وحرية الرأي وحرية الصحافة، قائلا: "كل الصحفيين مرحب بهم في جامعة القاهرة، وسيتم استضافة العديد من الكتاب الشباب من بينهم محمد الدسوقي رشدي، ومحمد فتحي". 
وتابع رئيس جامعة القاهرة: "فتح باب الحوار المتبادل أهم ما يميز الموسم الثقافي لجامعة القاهرة، والحقيقة تأتي من الجهد المتبادل وليس فردا واحدا والحقيقة تولد من الحوار كما قال سقراط". 
ومن جانبه أكد الكاتب صلاح منتصر، أن فضل الصحفيين الأوائل في بدايات الصحافة لعشقهم للمهنة على الرغم من أنهم لم يدرسوا الصحافة، وأعتقد أن المستقبل لا شك للصحافة الرقمية أو الإلكترونية بدليل أن توزيع الصحف من 30 سنة كان أكبر من توزيعها حاليًا مما يوضح انصراف القُرّاء عن القراءة كما أن بعض القراء أصبحوا قراء وكتاب فى نفس الوقت".
وأضاف منتصر: "لم أعد أرى إبداعًا فى الخبر الصحفي والصحف متشابهة مما أدى إلى اختفاء السبق والتنافس في الأخبار، ولم يعد هناك إبداع، أم الصحف الإلكترونية فأصبحت قادرة على الوصول لكل بلاد العالم في نفس الثانية". 
وأوضح أن هذا الأمر جعله متشوقًا إلى الكتابة، مؤكدًا أن عنصر التشويق ومفاجأة الجمهور يجعل من الصحفيين أقوياء، مضيفا: "صغار الصحفيين كانوا بيمسحوا بلاط الوزارات ويمشوا على رجليهم للوزارات والجورنال، وكانوا يمشون بين أروقة الوزارات بخفة لاستقصاء المعلومات للجمهور"، مشيرًا إلى أن الصحافة فى الستينيات كانت تعتمد على الأخبار، ولا تتعدى الأعمدة بالجريدة الواحدة عمودين، مشيرًا إلى أن هناك 3 أشياء يجب أن يضعها الكاتب أو الصحفي في اعتباره أن الإنسان بطبيعته يميل للتشويق، والقراءة أمر مهم للجميع، وهو الأمر الأول الذي يجب أن يؤخذ في حسبان الصحفي، لاستكمال مسيرته في صاحبة الجلالة، أما الأمر الثاني فهو "لو زهقت من الكتابة إذا لن تصبح كاتبًا أو صحفيًا، فالكاتب إذا بحث عن النشر فلن ينشر"، والأمر الثالث "الدخول على المواقع المختلفة، فعلى الصحفي والكاتب الجيد أن يتصفح المواقع المختلفة، حيث إن الوقت الحالي هو حرب الجيل الخامس الذي يشهد تطورًا هائلًا للتكنولوجيا على كل الأصعدة".
وتابع منتصر: "الإنسان ما هو إلا أنه مجموعة من القرارات سواء قدرية أو بإرادته"، مشيرًا إلى أن أول قرار قدرًا له كان وفاة والدته وعمره 4 سنوات، وكان المفترض أن يدخل في هالة من الدراما إلا أنه لم يحدث هذا الأمر، ووالدي أخذني إلى شقيقته في دمياط وكانت امرأة أرملة ولديها أبناء، وكنت في هذا الوقت أريد أن أصبح حلوانيا ولم أرد استكمال دراستي، حتى بعثت عمتي مرسالًا إلى والدي لاتخاذ قرار في هذا الأمر، والذي بدوره أعادني إلى القاهرة لاستمرار دراستي، وتواجدي مع زوجة أبي الأولى، فأمي كانت الزوجة الثانية لأبي".
وأشار إلى أن هناك أمرين غيرا مسار فكره، أولهما الصحف اليومية التي كانت تأتي أمام باب بيته يوميًا، والتي كان حريصًا على قرأتها، والأمر الثاني مكتبة أخيه الأكبر الذي كان طالبًا بكلية الحقوق، ولديه الكثير من الكتب التي جذبته للقراءة.
واستطرد قائلًا: "من هنا قررت أن أكون كاتبًا"، مشيرًا إلى أنه عندما كبر دشّن جريدتين أولهما الأخبار وكانت تصدر كل يوم أحد من الأسبوع، والثانية "الزميل".
وأكد أن قاعة الاحتفالات وقبة جامعة القاهرة تحمل في طياتها الكثير والكثير من العلم والفن والآداب، متوجهًا بالشكر لإدارة الجامعة باستضافته له في هذا الصرح العظيم، مهنئًا الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، بصدور وثيقة التنوير للجميع.