" لسانك حصانك إن صنته صانك"، وزلة القدم أسلم من زلة
اللسان، مقولات أثبتت صحتها الأيام والوقائع خاصة في عالم المشاهير على كافة المستويات
السياسية والفنية، فمنهم من انتهى مستقبله المهني أو الفني، ولم يتوقف الأمر عند هذا
الحد، خاصة إذا كانت هذه الزلات تتسبب في إشعال الحروب، وترصد "البوابة نيوز"
أبرز المشاهير الذين ضاع مستقبلهم بعد سقوطهم في فخ "زلات اللسان".
الرئيس الأمريكي "رونالد ريجن"،
الذي كان يستعد لتسجيل خطابه الإذاعي الدوري إبان الحرب الباردة عام 1948، فقد طلب
منه مهندس الصوت أن يجري اختبارًا للصوت فقال ساخرا دون أن يعلم بأن التسجيل قد بدأ:""
يسعدني إعلامكم بأنني وقعت قرارا بمحو الاتحاد السوفيتي إلى الأبد، وسنبدأ بإطلاق النار
خلال 5 دقائق"، وعندما تسرب هذا المقطع للإعلام كاد أن يحول الحرب الباردة الى
حربا نووية، ومن ذلك الوقت شاع بين السياسيين بـــ "كارثة الميكروفون المفتوح".
الرئيس الأمريكي السابق أوباما تعرض لكارثة
الميكروفون المفتوح مرتين، الأولى قبيل انتخاباته لولاية ثانية عام 2012 في حوار مع
الرئيس الروسي وكان الحديث حول مشروع الدرع الصاروخي، وقال أوباما "هذه أخر انتخابات
لي، بعد انتخابي سيكون لدي مرونة أكبر، أتفهم ذلك سأنقل هذه المعلومة لفلاديمير"
واعتبرت وسائل الإعلام آنذاك أن هذا الحوار بمثابة فضيحة لأنه يغير من تصريحاته لصالح
أغراضه الانتخابية.
عام 2011، ومؤتمر صحفي لأوباما وساركوزى،
قام فني الصوت بفتح الميكروفونات قبل وقتها، وقام الرجلين بتبادل حواراوكأنه الأكثر
صدقا متحدثين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، قال أوباما: "سئمت منه! أما
أنا فعلى أن أتعامل معه يوميا"، ولا يعلم الزعيمان أن هناك أكثر من 50 صحفيا يستمعون
إلى الحديث.
وعلى المستوى المحلي، وتحديدًا في الأربعينيات،
صرح وزير المالية" أمين عثمان" بكلمات صادمة استفزت جميع المصريين، حينما
قال إن "علاقة مصر مع بريطانيا تشبه الزواج الكاثوليكي الذي لا طلاق فيه أبدا"،
والذي يعني تقديس الاحتلال البريطاني في مصر، ثم بعد عدة أيام تم اغتياله على يد مجموعة
من الشباب الثوريين المقاومين للاحتلال.
وعلى نفس السياق تكررت الغلطة مع وزير
الخارجية المصري "نبيل فهمي" بنفس التصريح، حيث وصف فهمي العلاقة بين مصر
وأميركا" بالزواج الشرعي"، مستنكرا أن تكون "نزوة" تستمر ليوم
واحد وتنتهي، مؤكدا أن العلاقة تقوم على قاعدة صلبة.
وتسببت هذه التصريحات في إشعال نيران الغضب
بين أبناء الشارع المصري الذي يرفض التبعية لدولة، وهو ما أدى إلى أن خرج الوزير ليبرر
تصريحه بكلمات تعني بأن" الترجمة لم تكن بشكل أوضح وصريح".
وكان وزير العدل المستشار الزند يتحدث
في أحد برامج التوك شو، عندما قال ردا على سؤال عن استعداده لحبس صحفيين خالفوا القانون:"
إن شا الله يكون حتى النبي عليه الصلاة والسلام استغفر الله العظيم يا رب"، ثم
اعتذر الزند بعد موجة الغضب التي شعر بها المصريون.
وتابع الزند، في تصريحات تلفزيونية:"
استغفرت الله والنهاردة هختم هذا الحديث بأني أستغفر الله العظيم، مرات ومرات ومرات،
ويا سيدي يا رسول الله، جئتك معتذرا".
وأثار المستشار الزند ايضا موجة غضب شديدة
ضده لقوله في مقابلة تلفزيونية عندما قال "إن ابن جامع القمامة لا يصلح أن يكون
قاضيا".
أما صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام في عهد
الاخوان، عرف بتصريحاته المسيئة "الجنسية" التي أثارت غضب المصريين آنذاك،
فقد صرح أثناء استضافة المذيعة السورية "زينة اليازجي " له، قائلا لها في
بداية اللقاء "أتمنى ألا تكون أسئلتك ساخنة مثلك".
وتجاوز عبد المقصود في ردوده على الصحفيين
حينما سألته صحفية في مؤتمر صحفي: فين حرية الصحافة؟ وفوجئ الجميع به يرد عليها ويقول
"ابقى تعالي وأنا أقول لك فين".
وبالعودة لزلات اللسان على المستوى الدولي
والعربي، فقد تعددت زلات اللسان لجورج بوش الابن، من ضمنها قائلا مصطلح "الحرب
الصليبية" في الحرب على العراق، مستكمل أنها" تمت بإيعاز من الرب" وتعتبر
من أشهر الأقاويل، وهو ما حاول أن يبرره لاحقا دون جدوى بعد أن ذاع نشره على نطاق واسع
في العالم العربي.
وفى اعتراف صريح لوزير الخارجية القطري
الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن "جماعة الإخوان المسلمين هي تنظيم إرهابي"، وهو
ما تحاول الدوحة تنفيذه طوال الوقت.
واثناء مقابلته بقناة "فوكس بيزنس"
الإنجليزية، وفي معرض نفيه لدعم بلاده للجماعات الإرهابية، قال الوزير إن الدوحة لا
تدعم القاعدة أو الإخوان وأي جماعة إرهابية، اعتبارا منه انه مصنف بذلك "الجماعة"
إرهابية وهذا ما جعل قطر في مأزق بسبب الاعتراف بتلك التصريح وذلة اللسان التي أفصحت
عن ما يدور برأسه.
وعاد وزير الخارجية القطري ليؤكد خلال
الحوار نفسه بتصريحات متناقضة تماما أن بلاده دعمت جماعة الإخوان حين كانت في السلطة،
وهو بالتالي اعتراف صريح ايضا بدعم تلك الجماعة المصنفة إرهابية بشكل دولي من قبل العديد
من الدول، أكانت في السلطة أم خارجها.
يوضح محمود سيد الأخصائي النفسي لــ
"البوابة نيوز"، أن "ذلة لسان" السياسيين والإعلاميين وحتى الفنانين
وكل المشاهير بشكل عام يرجع الى عدة أمور، أولها هي الكشف عن حقيقة الأمور وكشف القناعات
الداخلية للشخص حتى لو حاول أن يتخفى داخل مصطلحات والفاظ أخرى.
مؤكدا أن ذلات اللسان تعبر عن الأفكار والقناعات التي نؤمن بها ونخبأها عن الجميع، والارتباك والتوتر من السبب الرئيسي أيضا لأخطاء اللسان، فهناك فنانون لا يملكون القدرة على مواجهة الجمهور بشكل مباشر وتبادل الأحاديث فبالتالي ينتج مصطلحات خاطئة ومعانى غير مقصودة، والشخص الذى يعتاد على السقطات في التصريحات أو حتى من أجل الفكاهة، هم يتصفون بقلة الاختلاط بالمجتمع منذ الصغر أو الجرأة في تبادل الأحاديث وقلة الثقة بالنفس، ويقذفون الكلمات دون النظر فيما تؤدي إليه هذه المعاني.
وكان آخر هذا الزلات للمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب التي قدمت أغنية "مشربتش من نيلها"، حيث صدمت إحدى الحاضرات لحفلها الذي أقيم مؤخرا، وطالبتها فيه بأداء الأغنية من جديد، لكن المطربة ردت عليها قائلة "هيجيلك بلهارسيا"، بل طالبتها بشرب مياه معدنية فرنسية الصنع بدلا من ماء النيل، حينما قالت لها "اشربي من مياه ايفيان أحسن"، وهو الأمر الذي أثار غضب الشارع المصري وتم إحالتها إلى التحقيق.
