"البوابة نيوز" في منزل ضحية "جرار أبيار".. أهالي المتوفى: لم نشيع جنازة والدنا بسبب السوق.. "المحليات" تتقاضى إتاوات من البائعين.. ومحافظ الغربية لم يستجب للشكوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت قرية "قليب أبيار" التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية حادثًا مأساويًا، بعد أن دهس جرار زراعي، خفيرا نظاميا بالمعاش أمام منزله الذي يقع أمام أحد الأسواق العشوائية للخضراوات والفاكهة، توفى على إثرها في الحال لعدم تمكن سيارة الإسعاف من الدخول للسوق بسبب الزحام من الباعة.

وكان أهالي القرية أرسلوا بعدة شكاوى لمسئولي المحليات لنقل السوق من القرية، خاصة أنه يتسبب في عدة أزمات، مشيرين إلى أن هناك تقصيرًا من المسئولين، خاصة أن الباعة يدفعون إتاوات وإشغالات لبعض موظفي المحليات نظير تركهم يفترشون الشارع، الذي يقع في قلب كتلة سكنية وبطريق حيوي يمر منه طلاب المدارس، فضلًا عن تضرر المواطنين الواقعة منازلهم بالسوق، لا سيما أن أحد أبناء الضحية التقى باللواء أحمد صقر محافظ الغربية قبل وفاة والده بعدة أيام ليشتكي له من السوق ولم يرد عليه حتى سقط والده بعد الشكوى صريعًا أمام منزله.

وانتقلت "البوابة نيوز" إلى قريبة "قليب أبيار" والتقت أسرة ضحية الإهمال، محمد زايد، فيما قال نجله منصور: "أبي ضاع أمام منزلنا بسبب الموظفين المهملين وقيادات المحليات المتقاعسة، التي لا تستجيب للمواطنين واستغاثاتهم، خاصة أننا نعاني من وجود سوق الخضروات والفاكهة بمنطقة شارع المقابر والمدارس، وفي يوم الأحد من كل أسبوع يحضر باعة غرباء من القرية مع الباعة الموجودين، لتتوقف الحياة تماما ونحبس بداخل منازلنا بسبب غلق الشارع".

وتابع: "أنا مصاب بعجز في قدمي وأجريت 3 عمليات، ولا أستطيع الخروج من منزلي يوم السوق، وكثيرًا ما تأتي الإسعاف لإخراجي من المنزلـ وتقدمنا بالعديد من الشكاوي إلى الوحدة المحلية بكفور بلشاي التابعة إليها القرية، وإلى مجلس مدينة كفر الزيات، قبل الحادث ولم يستجب أحد لنا، وأرسلنا شكاوى إلى رئاسة مجلس الوزراء والتنمية المحلية، وجمعنا توقيعات من الأهالي لإغاثتنا من السوق، الذي يبدأ الفجر حتى نهاية اليوم".

وأضاف: "طلبت مني محافظة الغربية عرض شكواي على اللواء أحمد صقر، في لقاء المواطنين بديوان عام المحافظة، وبحضور رئيس مدينة كفر الزيات، ومسئولي المحليات، وعرضت شكواي ومعاناة الأهالي أمام المحافظة، وحدثت مشادة بيني وبين رئيس مدينة كفر الزيات في حضور المحافظ، زاعمًا أن السوق ساعتان فقط ولا يتضرر منه أحد".

وأشار إلى أنه خرج من اللقاء دون أي حل، ولم يكترث أحد بشكواه، حتى وقعت المأساة وسقط والده ضحية بعد أن دهسه جرار زراعي أثناء رجوعه بالمقطورة، فيما حاول سائق الجرار أن يتفادى البائعين فاصطدم بوالده ويتوفى في الحال، متابعًا: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسئول محليات فاسد ومقصر".

وقال أحمد منصور، مزارع، ونجل الضحية: إن سبب عدم إزالة السوق يعود إلى دفع الباعة إتاوات للمحليات، خاصة أنهم يقدمون صورة مغايرة للواقع إلى المحافظ.

وأكد نجل الضحية، صبري منصور، أنه يجب إلغاء السوق بالقرية، مشيرًا إلى أنهم لم يتمكنوا من تشييع جنازة والدهم بسبب السوق، متسائلًا: "هل ينتظر مسئولو المحليات وقوع كارثة أخرى لنقل السوق إلى مكان آخر؟".