الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أسعار الملابس الشتوية.. برد وخراب ديار في الإسكندرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رئيس شعبة الملابس الجاهزة: الجاكيت بـ5 آلاف جنيه.. وملابس البالة «غير صحية» 

مع ظهور النسائم والروائح الشتوية وسقوط الأمطار الطفيفة على أنحاء محافظة الإسكندرية خلال الأيام الماضية، تذكر المواطنون موعد خروج الملابس الشتوية من الخزائن أو التفكير فى شراء ملابس جديدة، وبالتزامن مع ذلك بدأ أصحاب محلات الملابس الجاهزة فى عرض الملابس الشتوية من «الجواكت» و«البلوفرات» لجذب الزبائن لها.
لكن «تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن»، بسبب زيادة أسعار الملابس الشتوية إلى الضعف بالمقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذى تسبب فى عزوف المواطنين عن الشراء واللجوء إلى شراء الملابس الموجودة على الأرصفة أو الملابس «النصف عمر»، التى ضربتها أيضًا موجة من ارتفاع الأسعار، ولكن تحت مقوله «نصف العمى ولا العمى كله»، يلجأ المواطنون لشرائها.
بناء على ذلك، أجرت «البوابة» جولة تفقدية على أشهر مناطق بيع الملابس الشتوية الجاهزة، بمحطة الرمل والمنشية بوسط الإسكندرية، وشرقًا بشارع خالد بن الوليد، وشارع جمال عبد الناصر، والمندرة، والتى استغرقت عدة ساعات لمعرفة أسعار الملابس.
وخلال الجولة، رصدت «البوابة» حالة من الركود تضرب محلات الملابس الشتوية الجاهزة وسط الإسكندرية، وعزوف المواطنين عن الشراء نظرًا لارتفاع سعرها عن السنوات الماضية، فيما لجأ البعض إلى الإقبال على محلات «البالة» لشراء الملابس المستعملة لقلة ثمنها، بالمقارنة للملابس الجديدة، الأمر الذى تسبب فى حالة من السخط والاستياء لدى المواطنين.
يقول «عبد الحميد عمر»، شاب فى الثلاثينيات من عمره: «إن أسعار الملابس الشتوية هذا العام ارتفعت بشكل مفاجئ، دون أى رقابة من المسئولين، وذلك بالمقارنة بالسنوات الماضية، وكنت بشترى البلوفر العام الماضى بـ١٥٠ جنيها، وأصبح الآن يبدأ من ٢٥٠ فيما فوق».
وأضاف «عمر»: «سعر بنطلون الجينز يبدأ من ٣٠٠ جنيه، وأما عن الجاكت الشتوى فحدث ولا حرج، فلذلك قررت أنى أقضى الشتاء هذا العام بملابس الأعوام السابقة».
واتفق معه «ياسر أنور»، شاب: «أنا وخدها كعب دائر على جميع المولات التجارية الشهيرة من أجل أن أفاضل ما بين الأسعار لشراء طقم واحد فقط أقضى به الشتاء، بجانب ملابس الأعوام الماضية، ولكن أسعار الملابس هذا العام نار».
وأضاف «أنور»: «أن الوضع أصبح صعبًا جدًا، وأن الرحمة انعدمت وسط الناس، وأصبح كل واحد ينهش فى الآخر بدءا من المستورد مرورًا بتاجر الجملة ثم القطاعي، والمواطنون هم الوحيدون الخاسرون فى هذه المعدلة».
فى إحدى محلات الملابس «البالة» بشارع خالد بن الوليد، قابلنا «محمد منصور»، الذى قال: «أسعار الملابس الجديدة أصبحت نارًا، فلجأت إلى الملابس المستعملة لعدة أسباب، أولها أنها ملابس مستوردة من دول أجنبية، وثانيا أسعارها رخيصة بالمقارنة بالأسعار فى الأسواق، على الرغم من أن الغلاء أثر عليها، ولكن يعبها شيء وحيد هو عدم توفير مقاسات مختلفة من القطعة الواحدة».
وأضاف: «أن محلات البالة انتشرت جدًا خلال الفترة الماضية لتخفيف العبء على المواطنين بعد زيادة أسعار الملابس الجديدة بالمحلات التجارية»، مشيرًا إلى «أن كل ما ينبغى عمله بعد شراء الملابس المستعملة هو غسلها جيدًا قبل الاستعمال».
لم تتوقف زيادة أسعار الملابس الشتوية على محلات الملابس الرجالى فقط بل تأثرت أيضًا الملابس الشتوية الحريمى بارتفاع الأسعار، وقالت «سحر محمد»، ربة منزل: «أننا أكثر تضررًا من الرجال فى زيادة الأسعار لأن كل الملابس الحريمى الشتوية ارتفعت إلى الضعف، على الرغم من عدم وجود ملابس أو ألوان جديدة».
وقال لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية: «إن مبيعات الملابس الجاهزة بالمحلات انخفضت بنسبة ٤٠٪، ما تسبب فى حالة الركود الشديدة، وذلك بعد زيادة أسعارها إلى الضعف».
وأضاف «عطية»، لـ«البوابة»: «إن الخامات ورسوم الجمارك زادت بنسبة ١٠٠٪، بالإضافة لزيادة رواتب الأيدى العاملة والمنتجات، وذلك فى ظل عدم وجود حركة فى البيع والشراء داخل محلات الملابس».
وأشار إلى «أن المنتج المحلى يغطى الملابس الشتوية بنسبة ٢٠٪ من احتياج السوق، بينما الملابس الجاهزة المستوردة تغطى حوالى ٨٠٪»، مضيفًا «أن استيراد الملابس متوقف بقرار من وزير التجارة الذى أصدره دون أن يجتمع بأعضاء الغرفة التجارية».
وعن أسعار الملابس الشتوية بالأسواق، قال «عطية»: «إن الجاكت الرجالى يبدأ من ١٥٠٠ إلى ٥ آلاف جنية، أما الجاكت الحريمى يختلف سعره على حسب نوعه تركى أو صينى ولا يقل عن ١٠٠٠ جنية»، مضيفًا أن الأسعار زادت بنسبة ١٠٠٪ عن السنوات السابقة.
وبشأن لجوء المواطنين إلى الملابس البالة، قال «عطية»: «إن البالة عبارة عن ملابس مستعملة يتم تجميعها من المستشفيات أو الخاصة بالموتى أو المتسرطنة، ويتم غسلها وعرضها للبيع للمواطنين، وأنها غير صحية وغير مقبولة، وعلى الرغم من ذلك فالمواطنون يلجأون لشرائها بسبب انخفاض أسعارها بالمقارنة بالأسعار الأخرى». 
وعن حل أزمة ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، قال رئيس شعبة الملابس الجاهزة: «إنه لا بد من تدخل الحكومة من خلال إصدار قوانين تساعد التجار على الاستيراد، وتخفيض رسوم الجمارك». 
وكان قد كلف الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، مسئولى مديرية التموين ومعاونيه ومديرى الإدارات التموينية ومديرى الرقابة والمتابعة بالمرور المستمر على الأسواق التجارية والمحال التموينية والتواجد بين المواطنين، للوقوف على أى مشكلة وحلها فى الحال، مؤكدا أن هدفه الأساسى هو إرضاء المواطنين وتقديم كامل الدعم لمستحقيه ومنع احتكار أى سلعة ومحاربة الفساد ومفتعلى الأزمات.
كما شنت مديرية التموين بالإسكندرية حملة مكبرة، فى إطار تشديد الرقابة على الأسواق بناء على التعليمات الصادرة من مبارك عبد الرحمن، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، بالتنسيق مع مباحث التموين بمديرية أمن الإسكندرية، وتم ضبط ٢٨ جوال ملابس «بيجامات حريمي» مهربة داخل الجوال ١٢ قطعة بإجمالى ٣٣٦، وتحرر عن ذلك محضر مقيد برقم ١٨٧٢٨ ج المنشية.