الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حزب الشيطان وليس حزب الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم تعالى أصوات طبول الحرب فى لبنان فإنه ليس سهلًا على اللبنانيين، باستثناء المقاتل فى فيلق الولى الفقيه وحزبه، الذى أصبح حزبًا للشيطان وليس حزبًا لله، جل شأنه، على اعتبار أنه وكيل إيران فى بلاد الأرز، أن يبادروا إلى حمل السلاح مجددًا، وأن يعودوا إلى الحرب الأهلية مجددًا، وأن يستعيدوا مآسى الحرب الأخيرة التى أنهاها مؤتمر الطائف المعروف، بعد جهود سعودية مضنية ساهم فيها بعض العرب بجهودهم، فى حين أن آخرين قد ساهموا فيها بقلوبهم!
ما كان من الممكن أن تستطيع إيران تحقيق أهدافها فى سورية لو لم يذهب بها هذا النظام البائس، بعد تظاهر أطفال درعا استجابة لصخب الربيع العربى فى تونس، وبعض الدول العربية الأخرى، إلى هذا المستقبل المظلم والحرب الأهلية، ولو لم يفتح أبوابها للإيرانيين والروس ولكل من هب ودب، ولذلك فإنه ليس سهلًا على اللبنانيين الذين اكتووا بجمر الحروب الأهلية أن يستجيبوا لهدير طبول الحرب ما لم يجبرهم حزب الله على امتشاق السلاح مجددًا، ومرة أخرى، للدفاع عن أنفسهم وعن أطفالهم وعن شرفهم وكرامتهم، وما لم تجبرهم إيران على ما تحدث به على أكبر ولايتى لرئيس الوزراء اللبنانى «المستقيل» سعد الحريري، وما صرح به فى حلب الشهباء السورية لقناة روسيا اليوم.
إن كل الحروب قد اضطرت إليها الدول كلها اضطرارًا، وحيث كان هناك دائمًا معتدٍ ومعتدى عليه، ولهذا فإنه لا بد أن يذهب اللبنانيون إلى حرب مقبلة باتت أصوات طبولها تصم آذانهم إذا مضت إيران فى السير على هذا الطريق الخطير، وإذا واصل المقاتل فى فيلق الولى الفقيه «اختطاف الدولة اللبنانية»، وواصل تحدى باقى الطوائف اللبنانية ومعها قطاع واسع من الطائفة الشيعية الكريمة، بإعلان أن هذا اللبنان سيصبح جزءًا من إيران الكبرى بقيادة «صاحب الزمان» ووكيله قائد الثورة الإيرانية ومرشدها الذى كان سابقًا «الإمام» الخمينى ولاحقًا أصبح على خامنئي.
ثم إن الواضح والمؤكد أن المملكة العربية السعودية لا تريد الدخول فى حرب مباشرة مع إيران إلا دفاعًا عن النفس، ودفاعًا عن العرب والخليج العربي، وإذا تجاوز الإيرانيون كل الحدود وواصلوا تدخلهم العسكرى والسياسى والإرهابى فى الشئون الداخلية للعديد من دول هذه المنطقة، التى تريدها طهران مجالًا حيويًا لها وتابعة لها تبعية مباشرة وفى كل شيء، وكما هو الوضع الآن بالنسبة لسوريا والعراق أيضًا، إن بقى قاسم سليمانى صاحب القرارات الصعبة فى بلادنا.
وهكذا، فإن من المفترض أنه معروف أن إيران، بعد فشلها فى فرد عباءتها السياسية والأمنية على شرقى البحر الأبيض المتوسط بالطرق والوسائل السلمية، قد لجأت إلى الاختراق والغزو العسكرى والميليشياوى الإرهابي، وإلى الاختراق الاستيطاني، وهذا إن استمر فإن الحرب التى يجرى الحديث عنها بأصوات مرتفعة فى هذه الأيام ستصبح تحصيل حاصل، وستندلع لا محالة.
نقلا عن الجريدة الكويتية