الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الشاعر واللاهوتي.. شنودة الثالث بابا العرب

البابا شنودة
البابا شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان شاعرًا قبل أن يكون بطريركًا ومسئولًا عن ملايين من أبناء الطائفة الأرثوذكسية، ظل عمره يسعى جاهدا ليتفقد رعاياه ويخدم وطنه، فكان حائط صد أمام محاولات التدخلات الخارجية على مدى سنوات حالكة شهدت خلالها الكنيسة عددا من الأحداث الموجعة ورغم الأزمات والشدائد لم يسمح للخارج بالتسلل لبلاده تحت ما يسمونه الحماية، إنه البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 117 في عداد باباوات الكنيسة المرقسية.
البابا شنودة الثالث، وُلِد باسم نظير جيد روفائيل، في 3 أغسطس 1923، التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.
وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرسًا للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذًا واستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.
رسم راهبًا باسم (أنطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال: إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.
ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
عشرات الكتب الدينية
أحب البابا شنودة الكتابة وكان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالبًا بمدارس الأحد ثم خادمًا بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات. وصدر عن البابا شنودة عشرات الكتب؛ من بينها كتاب أبانا الذي في السموات- كتاب إدانة الآخرين- أيوب الصديق ولماذا كانت تجربته- الغيرة المقدسة- القرآن والمسيحية- الكهنوت- اللاهوت المقارن- شريعة الزوجة في المسيحية، وأهم مبادئنا في الأحوال الشخصية.. وغيرها.
قبل رهبنة البابا شنودة كان يكتب شعرًا (أو كما يقول هو "ما كنت أسميه شعرًا") لبعض الوقت، إلى أن تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة في الشعر، وهو كتاب "أهدى سبيل إلى عِلميّ الخليل" للأستاذ محمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافي ونظم الشعر المختلفة. فكان يكتب بعض الأشعار وهو طالبًا حول بعض مواد الدراسة، أو في احتفالات مختلفة. ثم بدأ بعد رهبنته في كتابة قصائد روحية وأشعار دينية تلمس مواضيع مسيحية وروحية عدة. وتم تلحين بعضها، وأصبحت ترانيم شهيرة لجمال كلماتها، ومعانيها، وأيضًا ألحانها.
ومن أهم قصائد البابا شنودة: قصيدة ذلك الثوب (أو قصيدة هوذا الثوب خذيه)، قصيدة غريب (أو قصيدة غريبًا عشت في الدنيا)، قصيدة مسرحية: في جنة عدن (أو قصيدة تعالى الله مولانا)، قصيدة همسة حب (أو قصيدة قلبي الخفاق).
كما عبر بأشعاره عن إحساسه وحبه للرهبنة والتوحد ومنها "أنا في البيداء وحدي ليس لي شأن بغيري قد أخفيت جحري لي جحرُ في شقوق التل ساكنا ما لست أدري وسأمضي منه يومًا من قفر لقفر سائحًا أجتاز في الصحراء والآكام ديري".
عرف بابتسامته واحتوائه للأطفال ومساندته للبسطاء والضعفاء، فكان فارسا ومثالا للمحبة والوداعة والاحتواء، دشن ودعم لجنة البر لرعاية المحتاجين وسد احتياج المعوزين والمقبلين على الزواج من الفقراء.
عاش البابا شنودة رمزا للوطنية وله مقولة شهيرة: "لن ندخل القدس إلا مع إخواتنا المسلمين"، ورفض اتفاقية كامب ديفيد مما أدى إلى خلاف بينه وبين الرئيس الراحل السادات.