الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رأس الأفعى وذنبها في المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن تتعامل مع رأس الأفعى مصدر السم أفضل لك من أن تشغل نفسك وتضيع وقتك بالتعامل مع ذنبها، هذه هى المعادلة التى يبدو أن المملكة وحليفها الأمريكى قررا التعامل بها مباشرة وبقوة فيما يتعلق بأزمتنا مع الإيرانيين عمومًا وتحديدًا مع انقلابيى اليمن، ويبدو أن الصاروخ البالستى الذى أرسله الإيرانيون إلى الرياض مؤخرًا من خلال حوثيى اليمن كان بمنزلة القشة التى ستقصم ظهر البعير الإيرانى، وأذرعه التخريبية فى المنطقة، وعلى رأسها ميليشيات حزب الله. حكومة لبنان الرسمية تشمل أعضاءً من هذا الحزب الإرهابى؛ كما أن القرار الرسمى اللبنانى يسيطر عليه، ويوجهه ويتحكم فيه ميليشيا هذا الحزب، وقد حاول رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريرى أن يستميل التوجهات المتحالفة مع تلك الميليشيات، إلى مصالح لبنان الداخلية والإقليمية بدلًا من أن تكون مطية لذلك الحزب العميل، طوال عمر الحكومة اللبنانية التى رأسها، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، الأمر الذى انتهى بتقديمه لاستقالته. استقالة الحريرى أحدثت دويًا سياسيًا فى الداخل اللبنانى، وجعلت المواطن اللبنانى يشعر بالمأزق الذى وضعه حزب الله فيه، وخصوصًا أن انعكاسات هذا المأزق بدأت تتضح له، بعد أن منعت المملكة ودول الخليج مواطنيها من السفر إلى لبنان، وكذلك فعلت كبريات دول الغرب، ما يوحى أن ثمة خطوات جادة سيتخذها العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه هذا الحزب، الذى هو إحدى أذرع إيران التخريبية فى المنطقة.
والسؤال الذى يطرحه الكثيرون من اللبنانيين: كيف ستكون هذه المواجهة؟.. هل هى عسكرية، أم ستكون من خلال العقوبات الاقتصادية، الأقرب أن الخيار العسكرى مستبعد حاليًا، نظرًا للتبعات التى سيجرها هذا الخيار على الأمن والاستقرار فى المنطقة، وعلى لبنان خصوصًا، لذلك فالعقوبات الاقتصادية المحكمة هى الخيار المحتمل، من خلال التضييق على المصارف اللبنانية، لا سيما أن الحوالات الواردة إلى لبنان من المغتربين اللبنانيين، تمثل بالنسبة للاقتصاد اللبنانى مصدرًا مهمًا لتمويل النشاط الاقتصادى فى الداخل اللبنانى، وحينما يتم التضييق على هذه البنوك، ومنعها من التعامل مع هذا الحزب العميل أو من يتحالفون معه، فإن ذلك سيضرب الدولة اللبنانية فى مقتل؛ ويبدو أن الرئيس الحريرى قد استشرف هذه المخاطر القادمة، التى تكتنف مستقبل لبنان، على المدى القصير التى ليس فى مقدور لبنان، ولا أى حكومة فى لبنان، تحملها، فاتخذ قرار الاستقالة، وترك المتحالفين مع حزب الله وإيران، ليواجهوا العاصفة المقبلة وحدهم. الرئيس اللبنانى ميشيل عون المتحالف مع ميليشيا هذا الحزب الشيطانى هو من سيواجه هذه العاصفة، وأول المعنيين بالتعامل مع هذه الكارثة المتوقعة، التى تقول: إما بقاء الحزب محميًا من الدولة اللبنانية، وذهاب الاستقرار فى لبنان، أو التخلص من هذا الحزب، وبالتالى من النفوذ الإيرانى، وبقاء لبنان، وليس ثمة خيار ثالث غير هذين الخيارين.
المملكة عدوها الأول فى المنطقة هو العدو الفارسى الإيرانى، كما أنها تعرف أن الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة الشرعية فى اليمن، هم مجرد مقاتلون بدائيون، لكن الخطر الحقيقى يأتى ممن يقف خلفهم وهم إيران، وذراعها الرئيس حزب الله، لذلك فإن تقليم أظافر حزب الله فى لبنان، يعنى تقليم أظافر الملالى فى إيران. وليس لدى أدنى شك أن الإيرانيين، ومعهم قادة هذه الميليشيا، ومعهم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل عون، يدركون ذلك غاية الإدراك.
كيف سيتصرفون، وهل فى مقدورهم تحمل هذا الإعصار؟.. هذا ما ستكشفه لنا الأشهر القليلة القادمة.
نقلا عن «العربية نت»