الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

صراع بين طيور الظلام

بعد سلسلة من الضربات القاصمة للإرهابيين

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد سلسلة من الضربات الموجعة، التى وجهتها القوات المسلحة فى الشهور الأخيرة للجماعات الإرهابية فى سيناء، وأسفرت عن مقتل المئات منهما أعلنت إحدى هذه التنظيمات، وتُدعى «جند الإسلام»، تبنيها عملية ضد تنظيم «داعش» الإرهابى، أو من يسمون «خوارج أبوبكر البغدادى» فى سيناء، وذلك فى تطور لافت، اعتبره كثيرون دليلًا جديدًا على نجاعة استراتيجية الدولة فى مواجهة التكفيريين، وبما يمهد أيضًا للقضاء نهائيًا، على هذه الآفة الخطيرة، التى تهدد العالم بأكمله، وليس مصر فقط.

«جند الإسلام» ذراع «القاعدة» التى تهدد «داعش»

كشف المقطع الصوتى، الذى بثته جماعة «جند الإسلام» الإرهابية، السبت الماضى، النقاب عن الخلافات الموجودة بين الإرهابيين فى سيناء، حيث هددت الجماعة بإعدام عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى فى سيناء؛ واصفةً إياهم بـ«خوارج البغدادى»، ردًا على تكفير التنظيم لعناصر الجماعة، عبر عناصره فى سيناء.
وأعلنت الجماعة تبنيها لعملية استهداف عناصر «داعش»، فى ١١ أكتوبر الماضى، من خلال ما أسمته «الجهاز الأمني» للجماعة، الذى استهدف سيارة تابعة للتنظيم، بعد جمع المعلومات اللازمة، بهدف أسر عدد من العناصر والتحقيق معها.
وهددت الجماعة بتنفيذ الحد على عدد من قادة «داعش» بسيناء، ودعتهم إلى تسليم أنفسهم قبل القبض عليهم وتصفيتهم.
كانت جماعة «جند الإسلام»، تبنت استهداف مبنى المخابرات الحربية، فى مدينة رفح، عام ٢٠١٣ والذى أسفر عن استشهاد ٦ جنود، وإصابة ١٧ آخرين.
وعلى الرغم من قلة عمليات جماعة «جند الإسلام»، وتراجع نشاطها بالمقارنة بالعناصر الأخرى التابعة لـ«داعش»، إلا أنها سبقت التنظيم فى ظهورها، باعتبارها أحد الكيانات الإرهابية التى انضوت تحت لواء تنظيم القاعدة، ونفذت عمليات إرهابية قبل مبايعة أنصار بيت المقدس لتنظيم «داعش».
ومن أبرز هذه العمليات؛ استهداف مبنى المخابرات الحربية فى رفح عام ٢٠١٣، والذى أسفر عن مقتل ٦ جنود وإصابة ١٧ آخرين، والذى قالت الجماعة فى بيانها إن هذه العملية هى «غزوة رد الاعتداء على مسلمى رابعة وسيناء»، مما يكشف علاقتها أيضًا بجماعة الإخوان الإرهابية، التى تعد الجماعة الأم لكل هذه التنظيمات.

وبعد مبايعة تنظيم «أنصار بيت المقدس»، لـ«داعش»؛ اشتدت الخلافات بين التنظيم والجماعة، فى إطار الصراع على زعامة الإرهاب فى مصر، وبلغت الخلافات ذروتها حينما احتجز «بيت المقدس»، عناصر تابعة لـ«جند الإسلام»، من بينهم قادة بالجماعة، بعد أن أطلق التنظيم على نفسه اسم «ولاية سيناء»، ليفرض سيطرته على باقى التنظيمات الإرهابية.
وترددت أنباء عن توصل التنظيمين لاتفاق بعد ذلك، يمنح الجماعة الفرصة للعودة للعمل المسلح داخل سيناء، وعدم الصدام بينهما، بشرط التنسيق فى العمليات قبل تنفيذها، حتى لا يؤثر كل منهما على الآخر، إلا أن هذا الاتفاق لم يتحقق على أرض الواقع، بسبب ضعف القدرات العسكرية لجماعة «جند الإسلام» من ناحية، وقلة عدد مقاتليها من ناحية أخرى، ولجوء تنظيم «داعش» لتكفير الجماعة من ناحية ثالثة، ووصفها بأنها من «يهود الجهاد»، وهو ما دفعها لإعلان الحرب على عناصر التنظيم، أمس الأول، فى بيانها الصوتى، على الرغم من سكوتها طوال السنوات الماضية.
واعتمد التنسيق بين «بيت المقدس»، التابع لـ«داعش»، وجماعة «جند الإسلام» التابعة لـ«القاعدة»، على مشروعية التنسيق بين من يسمون أنفسهم «الجهاديين»، وهو ما أشار إليه القيادى الداعشى أبو بكر الناجى، فى كتابه «إدارة التوحش»، حيث قال: «الجهاد فى هذه المرحلة جهاد أمة، وليس جهاد تنظيمات أو مجموعات، فيجوز لكل فرد أو مجموعة، أو جماعات ثبت لها حكم الإسلام، ودخلت فى الجهاد، وتبادلت معنى الولاء على أساس الدم الدم، والهدم الهدم.
وأضاف: «هى جزء من الحركة المجاهدة، حتى لو خالفت المنهج الصواب فى أمور علمية أو عملية، ما دامت هذه المخالفة عن تأول لا عن تعمد، مع عدم إقرارهم على أى مخالفة يقومون بالمجاهرة بها»، شريطة عدم تلبسهم ببدعة من البدع، حال مباشرتهم «الجهاد» المزعوم، وينبع ذلك فى الأساس من رغبة هذه التنظيمات لتوحيد جهودها، من أجل تقليل ضربات القوات المسلحة ضدها.
وليس للجماعة إصدارات مرئية توضح عملياتها باستثناء إصدارين؛ أحدهما: صدر فى أغسطس ٢٠١٥، ليتضمن استعراضًا لمجموعة من التدريبات داخل سيناء، كما استعان خلال الإصدار بمقطع صوتى لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، للتأكيد على استمرار بيعته للقاعدة، مقابل مبايعة «بيت المقدس» لـ«داعش».
والإصدار الآخر صدر فى أكتوبر ٢١٠٥، بعنوان: «وأعدوا»، تضمن تسجيلًا صوتيًا للضابط المفصول هشام عشماوى، من كلمة سابقة له بعنوان: «لا تهنوا»، للتأكيد على انتماءات الجماعة للقاعدة، وفى أكتوبر الماضى، أعلنت الجماعة تأييدها لمبادرة «الصلح بين المجاهدين»، من أبناء الفصائل الإرهابية فى سوريا.

الجماعات الإرهابية فى سيناء تاريخ من الدماء والدمار والتكفير

سيناء أرض الفيروز والعمق الاستراتيجى لمصر، فشلت كل محاولات احتلالها من كل الدول الاستعمارية، وقدم رجال وأبطال القوات المسلحة، دماءهم من أجل تطهيرها من الاحتلال الإسرائيلى، ومنذ عقود تحاول الجماعات الإرهابية استيطان سيناء من أجل بناء ولاية لها.
وعمل فى سيناء العديد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، أبرزها جماعة «التوحيد والجهاد»، «مجلس شورى المجاهدين»، «الفرقان»، «التكفير والهجرة»، «السلفية الجهادية»، «تنظيم الجهاد»، «أنصار بيت المقدس»، «جند الإسلام»، «أصحاب الرايات السوداء»، و«ولاية سيناء»، حيث تم إدماجها تحت جماعة «أنصار بيت المقدس»، التى أعلنت مبايعتها فى البداية لتنظيم «القاعدة» الإرهابى، ثم بعد ذلك أعلنت مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابى.
ويرجع تاريخ نشأة هذه الجماعات التكفيرية فى سيناء، إلى عام ١٩٧٦، أى بعد انتصار القوات المسلحة على العدو الصهيونى بسنوات قليلة، ومنذ ذلك الوقت، وتحاول الجماعات المنحرفة استغلال طبيعة الجبال، فى توفير مكان آمن، تنطلق من خلاله لتنفيذ هجمات إرهابية، فى مصر عمومًا، وفى سيناء على وجه الخصوص، وعملت على استقطاب الكثير من الأهالى المحيطين بجبال سيناء، للعمل على زعزعة استقرار سيناء، ونشر الفوضى فيها.

وفيما يلى أهم الجماعات الإرهابية المنتشرة فى سيناء:
«التوحيد والجهاد»
تعد «التوحيد والجهاد»، أولى الجماعات المتطرفة، التى ظهرت فى سيناء، ويرجع تاريخ بدايتها إلى عام ١٩٧٦، وعملت بشكل سرى لسنوات متعددة، وعملت خلال تلك الفترة على بث الأفكار المنحرفة، واستغلال جهل الكثير من الشباب بالدين، فى تجنيدهم، وتوفير المال والسلاح، فى تلك الفترة، وقامت بتنفيذ تفجيرات طابا وشرم الشيخ.
إلا أن القوات الأمنية استطاعت القضاء على جزء كبير منهم، فى عمليات عسكرية، والقبض على الجزء الباقى، وإلقائهم فى السجون، إلا أن العديد منهم أُفرِجَ عنهم فى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، عن طريق العفو الرئاسى، الذى شمل الكثير من العناصر التكفيرية، شديدة الخطورة على مصر، ويقوم فكر هذه الجماعة على مبدأ «الجهاد».
«السلفية الجهادية»
هى أكثر الجماعات ارتباطًا بتنظيم «القاعدة» الإرهابى، فمجمل أفكارها مأخوذ عن «القاعدة»، ولكنها غير مرتبطة بـ«القاعدة» تنظيمًا، إلى أنها تتعامل على ضرورة إحياء فكر الجهاد من جديد، وتنشط هذه الجماعة فى الشريط الحدودى ورفح والشيخ زويد، وكان لها العديد من الهجمات الإرهابية، على قوات من الشرطة والقوات المسلحة، وكان لها ارتباط وثيق بـ«محمد الظواهرى» شقيق أيمن الظواهرى، قائد تنظيم القاعدة.
تنظيم «مجلس شورى المجاهدين»
ترجع بدايته بعد ثورة يناير ٢٠١١، ونشط خلال اختفاء دور الأمن فى شبه جزيرة سيناء، ويتكون من مجموعة من خلايا التنظيمات الصغيرة، ورغم أن هذه الخلايا الصغيرة تكفر بعضها، إلا أنها عملت على توحيد أنفسها، من أجل ضرب العدو المشترك لها، وكانت تستهدف إنشاء كيان واحد للتنسيق فى العمل العسكرى بينها.
وتنشط هذه الجماعة فى سيناء وغزة، وتستهدف مهاجمة إسرائيل، وأعلنت عن مهاجمة إسرائيل بهجمات صاروخية، موجهة إلى إيلات، فى جنوب إسرائيل، فى إبريل ٢٠١٣، وسديروت، وحاولت بناء أنفاق بين سيناء وغزة، وأعلنت مبايعتها لتنظيم «داعش» الإرهابى، ومبايعة أبو بكر البغدادى.
«التكفير والهجرة»
إحدى الجماعات التكفيرية، التى نشطت فى سيناء وتقوم على تكفير الحاكم الذى لا يطبق شرع الله، كما تكفر كل جنود الجيش والشرطة، بدعوى أنهم يساعدون الحاكم فى عدم تنفيذ شرع الله، حيث شنت العديد من الهجمات الإرهابية على قوات من الجيش والشرطة، كما تنشط فى المنطقة الحدودية ووسط سيناء، بل فى بعض المناطق بمدينة العريش، وأعلنت انضمامها إلى بيت المقدس.
«جند الإسلام»
وهى من أشد الجماعات المتطرفة تسليحًا، حيث نشطت هذه الجماعة بعد ثورة يناير، وتتلقى السلاح من ليبيا، لذلك تملك أسلحة ثقيلة، ومضادات للطائرات والدبابات، أخذتها بعد انهيار جيش القذافى، وتتمركز فى منطقة جبل الحلال، وتقوم بتدريب الجهاديين من أجل إقامة إمارة إسلامية فى سيناء.
تنظيم «ولاية سيناء».. «أنصار بيت المقدس»
هو من أكثر التنظيمات الإرهابية خطورةً، وأشدها تسليحًا وإجرامًا، وتنضم تحته كل التنظيمات الإرهابية فى سيناء، وقد مر بالعديد من المراحل؛ حيث أعلن فى البداية مبايعة تنظيم «القاعدة»، وزعيمه أيمن الظواهري، وبعد ظهور «داعش» على الساحة أعلن مبايعته فى ٢٠١٤.

١٢ ضربة موجعة للإرهابيين فى سيناء

أخذت القوات المسلحة المصرية على عاتقها حماية الحدود والأراضى المصرية، وسلامتها ضد الأعداء وقوى الشر والظلام، التى تحاول زج البلاد إلى نفق مظلم، وخاصة المجموعات الإرهابية، التى استغلت الخلل الأمني، الذى حدث فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير، وتسللت إلى أرض سيناء، فى محاولة منها لإيجاد موطئ قدم لها على الأراضى المصرية.
وتمكن الجيش المصرى من توجيه الضربات المتلاحقة، وإيقاع العديد من العناصر الإرهابية بين قتيل وجريح، وتدمير مخازن الأسلحة والمؤن، والعربات التى تستخدمها العناصر الإرهابية.
ومن العمليات العسكرية التى قام بها الجيش المصرى ضد المجموعات الإرهابية فى سيناء:
■ فى ١٢ أغسطس ٢٠١١، قامت القوات المسلحة المصرية، بالعملية «نسر»، وذلك ردًا على قيام العناصر الإرهابية بتفجير أنابيب تصدير الغاز.
■ وفى أغسطس ٢٠١٢؛ أطلقت القوات المسلحة عملية عسكرية، ضد العناصر الإرهابية فى سيناء، ولقد سميت إعلاميا «عملية سيناء».
■ وفى ٢٧ يوليو عام ٢٠١٣، أطلقت القوات المسلحة عملية «عاصفة الصحراء»، لملاحقة العناصر المتطرفة فى سيناء.
■ وفى الفترة من ٥ يوليو إلى ٢٣ أغسطس عام ٢٠١٣؛ قامت القوات المسلحة بعدة عمليات، أسفرت عن مقتل ٧٨، وإصابة ١١٦ آخرين، حسبما أعلن المتحدث الأسبق باسم الجيش المصري، العقيد أحمد علي.
■ وفى ٣ سبتمبر ٢٠١٣؛ أعلن الجيش المصرى عن مقتل خمسة عشر متطرفًا، فى هجمات لطائرات عسكرية مصرية.
■ وفى ٧ سبتمبر ٢٠١٣؛ هاجم الجيشُ العناصر الإرهابية فى سيناء، مستخدمًا مروحيات الأباتشي، مما أدى إلى مقتل العديد منهم، والقبض على ٣٩ عنصرًا متطرفًا.
■ وفى ٣ فبراير ٢٠١٤؛ شن الجيشُ هجمةً عسكرية ضد مواقع الإرهابيين فى سيناء، مما أدى إلى مقتل ٣٠ وإصابة العشرات، واعتقال عدد آخر من العناصر التكفيرية المتطرفة.
■ وفى ١٧ يناير ٢٠١٥؛ نشر الجيش المصرى فيديو يوضح مدى نجاحه فى السيطرة على العريش والشيخ زويد ورفح، بعد عملياته العسكرية إيجابية النتائج، ضد العناصر المتطرفة فى سيناء، ونجاح الجيش فى تدمير ١٦ نفقًا، بين مصر وقطاع غزة، وضبط أسلحة وذخائر و٣٠ سيارة بدون ترخيص، إضافة إلى الدراجات النارية، التى تستخدمها العناصر الإرهابية.
■ وفى ٨ سبتمبر ٢٠١٥؛ أعلنت القيادة العسكرية المصرية عن عملية «حق الشهيد»، وهى عملية عسكرية بدأتها القوات المسلحة لملاحقة العناصر الإرهابية فى مدينة الشيخ زويد ومدينة العريش ورفح فى سيناء، وأسفرت عن مقتل ٤٠ إرهابيًا، والقبض على البعض الآخر، وتدمير ٥٢ وكرًا للعناصر المتطرفة، وتدمير مخازن الأغراض التابعة للعناصر التكفيرية، وتدمير ٢٠ مركبة، و٤ دراجات نارية، كان يستخدمها الإرهابيون، وإحباط ٤ عمليات إرهابية قبل وقوعها، وتدمير أكثر من ١٠٠ عبوة ناسفة، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر والقنابل اليدوية، وبعض الوثائق الخاصة بالعناصر الإرهابية.
■ وفى ٦ فبراير ٢٠١٥؛ هاجمت قوات الأمن المجموعات الإرهابية فى سيناء، مما أسفر عن مقتل ٤٧ متطرفًا.
■ وفى مارس ٢٠١٦؛ أعلن المتحدث السابق باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، عن مقتل ٦٠ إرهابيًا، وإصابة ٤٠ آخرين، فى العمليات العسكرية، التى شنها الجيش ضد المتطرفين فى سيناء، كما تمكنت القوات المسلحة من تدمير ٣٢ مخزنًا للسلاح والذخيرة، يستخدمها المسلحون فى تنفيذ أعمالهم الإرهابية، و٢٧ سيارة دفع رباعى ونصف نقل.
■ وفى يوليو ٢٠١٧؛ نشر الجيش المصرى فيديو عن عملياته العسكرية، لملاحقة العناصر المتطرفة، فى جنوب مدينة رفح، واستطاعت القوات المسلحة تدمير عدد من سيارات الدفع الرباعي، التى تستخدمها العناصر المتطرفة. وأصدرت القوات المسلحة بيانًا بنتائج عمليات التمشيط، التى تقوم بها القوات فى سيناء، والتى أسفرت عن مقتل أكثر من ٤٠ إرهابيًا، وإصابة العشرات، وتدمير عدد من العربات والملاجئ، التى تستخدمها القوى الإرهابية.


«تنظيم الدولة».. تاريخ دموى

لم ينشأ تنظيم «داعش» الإرهابى حديثًا فى سيناء، فهو ذو تاريخ طويل فى المحافظة، حيث مر بالكثير من المحطات والانشقاقات والاندماجات، حتى تأسس فى سيناء.
ويعود تاريخ الجماعات الإرهابية فى سيناء، والتى تَكَوَّن منها تنظيم «داعش»، إلى فترة التسعينيات، وفى عام ٢٠٠٢ تأسست أول جماعة إرهابية مسلحة، وهى جماعة «التوحيد والجهاد»، وكونها الطبيب الإرهابي، خالد مساعد، وتلك الجماعة قامت بالكثير من العمليات الإرهابية، طوال الأعوام السابقة، خاصةً فى عامى ٢٠٠٤ و٢٠٠٦، وهذه الجماعة من الجماعات الإرهابية فى سيناء، التى انضمت لـ«داعش»، وأعلنت مبايعتها له.
وفى عام ٢٠١١؛ وعقب ثورة ٢٥ يناير؛ ظهرت مجموعة من الجماعات الإرهابية فى سيناء، أبرزهم جماعة «السفلة الجهادية»، و«جند الإسلام»، التى بايعت القاعدة ثم «داعش»، وقامت هذه الجماعات بالعديد من العمليات الإرهابية ضد الشرطة والأجهزة الأمنية.
وفى عام ٢٠١٢؛ حدثت طفرة كبيرة فى الجماعات الإرهابية المتواجدة فى سيناء، حيث توحدت تلك الجماعات فى كيان واحد تم تسميته «مجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس»، و«جماعة أنصار الجهاد فى سيناء».

ونوفمبر ٢٠١٤؛ بايعت جميع الجماعات الإرهابية فى سيناء.
وقال الخبير الأمني، اللواء جمال أبوذكري، مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، إن تنظيم «داعش» الإرهابى أوشك على الانهيار فى سيناء، وأصبح تواجده ضعيفًا، وذلك يرجع إلى جهود القوات المسلحة، بسبب الضربات الاستباقية التى يشنها الجيش، ضد الجماعات التكفيرية فى سيناء؛ مشيرًا إلى أن القوات المسلحة مسيطرة على ٩٠٪ من الأراضى فى سيناء، والتى كان يستحوذ عليها التنظيم.