كشف موقع "أفريقيا نيوز"، عن أن مصر والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا أكثر الدول الأفريقية تأثرًا بإلغاء الولايات المتحدة الأمريكية برنامج "يانصيب هجرة التنوع" أو الهجرة العشوائية، فيما يُعرف بالبطاقة الخضراء "جرين كارد"
وعقب حادثة دهس مانهاتن بنيويورك، في 31 أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى مقتل 8 أشخاص وجرح عدد آخر، لوح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإعادة النظر بنظام الإقامة الدائمة "جرين كارد"، والتي ذكرت التحقيقات أن منفذها، سيف الله سايبوف، دخل الولايات المتحدة قانونيًا في 2010 قادمًا من أوزبكستان عن طريق برنامج الهجرة العشوائية "جرين كارد".
وكَتَبَ الرئيس الأمريكي، ترامب، في تغريدة، مطلع الشهر الجاري، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "جاء (هذا) الإرهابي إلى بلادنا بمساعدة برنامج القرعة لتأشيرات التنوع الذي وضعه تشاك".
وأضاف: "أريد نظامًا قائمًا على الجدارة، نحن ندعو بنشاط إلى مثل هذه الهجرة، لكن لا نريد مزيدًا من هذا النوع من عمليات القرعة التي يريدها الديمقراطيون، نحن بحاجة لأن نصبح أقوى بكثير".
التقرير، أشار إلى أن أكثر من ألفين مواطن ينتمون للدول الثلاث تمكنوا من دخول الولايات المتحدة عبر هذا البرنامج في عام 2016 وفقا لبيانات وزارة الخارجية الامريكية.
وبلغ عدد من تمكنوا من دخول الولايات المتحدة في برنامج الهجرة العشوائية من مصر حوالى ألفان و855 شخصًا، يليها جمهورية الكونغو الديمقراطية بـ ألفان و877 شخصًا، ثم ألفان و143 شخصًا من أثيوبيا، فيما جاءت؛ السودان، وليبريا، والكاميرون، والمغرب، والجزائر، وكينيا بأعداد تزيد على الألف شخصًا، وتصدرت القارة السمراء قائمة أكثر المستفيدين، من الـ "جرين كارد"، تلتها أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
وتُعد؛ "البطاقة الخضراء" إقامة يحصل عليها الشخص، ما يمكنهُ من السكن والعمل بأمريكا بشكل دائم، حيث تختار الولايات المتحدة الأمريكية، في قرعة تجريها سنويًا، 55 ألف شخص، ممن يفكرون في الهجرة إليها للسكن أو الدراسة أو العمل، وذلك ضمن برنامج الهجرة العشوائي، بعد أن يتم اختيارهم بشكل عشوائي عن طريق نظام القرعة.
وتشرف على هذه الطلبات وزارة الخارجية الأمريكية، ويتم اختيار المقبولين عبر سحب عشوائي، وتوزيعهم بين الدول ذات معدلات الهجرة المنخفضة إليها، ويستطيع الفائزون بقرعة "الجرين كارد" السفر بحرية من وإلى الولايات المتحدة وذلك باعتبارهم مواطنين دائمين.
وتأسس برنامج قانون الهجرة العشوائية بموجب قانون الهجرة الأمريكي لعام 1990، ومنذ عام 1995 يتم طرح نحو 55 ألف تأشيرة في القرعة سنويًا، بهدف تنويع السكان المهاجرين للولايات المتحدة عبر اختيار أشخاص يأتي معظمهم من بلدان كانت معدلات الهجرة منها إلى الولايات المتحدة منخفضة في السنوات الخمس السابقة.
وتُعتبر الدول ذات معدل الهجرة المرتفع للولايات المتحدة، وتحديدًا الدول التي هاجر منها أكثر من 50 ألف مهاجر لأمريكا خلال آخر سنوات، غير مؤهلة للتقديم في برنامج الهجرة العشوائية "جرين كارد".
وحتى سبتمبر 2014 كانت هناك 18 دولة غير مؤهلة للبرنامج هي؛ البرازيل، كندا، بنجلاديش، الصين، جمهورية الدومينيكان، كولومبيا، الإكوادور، السلفادور، هايتي، الهند، جامايكا، المكسيك، باكستان، بيرو، الفلبين، كوريا الجنوبية، وبريطانيا وجميع الدول التابعة لها باستثناء إيرلندا الشمالية وفيتنام.
ويتمتع حامل البطاقة الخضراء، بمميزات عدة، على رأسها؛ كافة الحقوق المدنية للمواطن الأميركي عدا التصويت في الانتخابات، ويمكنه أيضًا الحصول على المنح المالية والقروض الخاصة بالتعليم وشراء العقارات، إضافة إلى الحصول على الضمان الاجتماعي والصحي عند التقاعد، ويلتزم حامل البطاقة بالقوانين الأميركية وبدفع الضرائب، غير أنه لا يُعتبر مواطنا أميركيا، لكنه يستطيع أن يتقدم بطلب للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات، وبالتالي الحصول على جواز سفر أميركي.
على جانب آخر، فإن السفارة الأمريكية بالقاهرة، كانت قد أعلنت في مُنتصف أكتوبر الماضي، عن إعادة فترة التسجيل على برنامج قرعة "الهجرة العشوائية" أو الجرين كارد السنوي لعام 2019، وذلك بسبب بعض المشاكل التقنية، حيث أكدت أن فترة التسجيل الجديدة للتقديم على برنامج الهجرة العشوائية لعام 2019 ستبدأ يوم 18 أكتوبر وتنتهي في 22 نوفمبر الجاري.
وقالت ليزا فيكرز، القنصل العام للسفارة الأمريكية بالقاهرة، في المائدة المستديرة التي نظمتها السفارة، في 17 أكتوبر الماضي، لعدد من الصحفيين لمناقشة الاستعدادات لقرعة تأشيرة التنوع 2019؛ إن نحو 800 ألف مصري تقدموا للحصول على "الجرين كارد" من وزارة الخارجية الأمريكية في العام الماضي 2016، وأنه تم قبول 3 آلاف و400 شخصًا منهم فقط.
وأشارت "فيكرز" إلى أن مصر احتلت المرتبة الثانية بعد الكاميرون في عدد الحاصلين علي التأشيرة العشوائية، وأن عدد الطلبات المقبولة في عام 2016 وصل إلى 50 ألف من إجمالي 14 مليون طلب على مستوى العالم، مؤكدةً أن البرنامج؛ "البطاقة الخضراء"، ليس له علاقة بأي سياسات ستتخذها الحكومة الأمريكية تجاه الهجرة.
