الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

معرض الكتاب القبطي.. "الإقبال ضعيف"

فى عيده الخامس

معرض الكتاب القبطى
معرض الكتاب القبطى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم تنوع الكتب المعروضة مابين الكتب العقائدية والطقسية والنبذات الصغيرة، وكتب الأطفال، والتسجيلات الصوتية، غير أن الإقبال الضعيف والهدوء سيطرا على معرض الكتاب القبطى فى دورته الخامسة، والتى تنظمه أسقفية الشباب، بمشاركة 39 دار نشر وكنيسة، بقاعة الأنبا رويس بالكاتدرائية. ومنذ بداية تنظيمه برعاية أسقفية الشباب، اتخذ القائمون على المعرض قرارهم بمنع عرض مؤلفات وكتب الأب «متى المسكين»، وأعلن منظمو المعرض رفض تعاليم «المسكين» ونشرها كنسيًا داخل مصر. فى الوقت الذى غابت فيه مكتبة «دير القديس أبو مقار»، وكتب الأب «متى المسكين»، فقد شاركت مكتبة «الأنبا غريغوريوس»، أسقف البحث العلمى الراحل بمذكراته، ومكتبة البابا شنودة الصوتية، وأيضًا مكتبة الكرازة، والتى قامت بعرض ثلاثة مجلدات تضمنت أعداد مجلة الكرازة منذ عام 2013 وحتى 2016، بالإضافة إلى مكتبة أسقفية الشباب، وقسم خاص بكتب البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.



البابا «شنودة" و«المسكين»
ما يكاد الإعلان عن معرض الكتاب القبطى حتى ترتفع الأصوات ما بين مؤيد ومعارض لعرض كتب الأب «متى المسكين»، الذى توفى فى ٨ يونيو ٢٠٠٦ عن عمر يناهز ٨٧ عاما، أى قبل وفاة البابا شنودة بست سنوات، ودفن فى دير أبى مقار، فى حفرة حفرها بنفسه فى الجبل. وقد افتتح كل من الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، سكرتير المجمع المقدس، مساء ٣ نوفمبر الجارى المعرض السنوى الخامس للكتاب القبطى الأرثوذكسى، الذى تنظمه أسقفية الشباب بمناسبة عيد جلوس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.
وكان الأنبا موسى أسقف الشباب، المشرف على المعرض، أصدر فى ٢٠١٤ قرارا بمنع بعض الكتب للأب متى المسكين، وهو ما أثار حفيظة أتباع أو تلاميذ «المسكين»، وعليه قرر دير أبو مقار عدم المشاركة فى فعاليات المعرض القبطى للكتاب.
الأب «متى المسكين» الذى بدأ منذ عام ١٩٨٨ فى تأليف شروح لبعض أسفار العهد الجديد، صدرت فى ١٦ مجلدًا تتسم بالشرح الأكاديمى والتفسير الروحى واللاهوتى، كتب أكثر من ١٨٠ كتابًا بخلاف ما ينشره من مقالات فى مجلات وجرائد دورية «أكثر من ٣٠٠ مقالة».
يوسف إسكندر، أو الأب «متى المسكين»، وُلد سنة ١٩١٩، تخرج فى كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام ١٩٤٤، وعمل بصيدليته بدمنهور، وبعد فترة باع كل ما يملك من سيارة وفيلا وقرر أن يلتحق بحياة الرهبنة فى دير الأنبا صموئيل بالصعيد؛ لأنه أفقر الأديرة وأبعدها عن العمران.
بعد سنتين من التبتل والتأمل كُلف أن يكون أبًا روحيا لرهبان الدير، لا سيما الشباب المتقدم للرهبنة حديثًا، وهو من أقنع «نظير جيد»، «البابا شنودة الثالث» خريج كلية الآداب بأن يصبح راهبًا، فتتلمذ على يديه.
الخلاف بين «شنودة والسادات»
اتسعت هوة الخلاف بين البابا شنودة والرئيس السادات حول بعض القضايا والسياسات، خاصة تمدد الظل الدعوى والخدمى للكنيسة وازدياد وتيرة الاضطرابات الطائفية، بالإضافة إلى الموقف من تقنين الشريعة، واتفاقية السلام مع إسرائيل.
وفى هذه الأثناء كتب الأب متى عدة مقالات، وأجرى مجموعة لقاءات صحفية حول هذه القضايا، برؤية تختلف عما طرحه البابا شنودة، وهنا لعبت السياسة دورها، وتم استدعاء أفكاره وكتاباته عن ضوابط الدور الدينى والخدمى للكنيسة، لتصدر من قبل الأجهزة الرسمية للإيحاء أن بجانب الخلاف السياسى مع الأنبا شنودة ظلال دينية، وانحرافا عن المسار يجب أن يُقوم، وتم التلويح بالأب متى لخلافة البابا بحسبانه الزعيم المعارض والمصحح الدينى لعثرات الكنيسة، لكنه رفض وكانت إجابته للسادات: «بأن الشخص الذى سيتم تنصيبه بطركًا بهذه الطريقة هو شخص محروم من قبل أن يجلس على الكرسى؛ وذلك لأسباب تخص القانون الكنسى الذى يحدد أن خلو المنصب مرتبط إما بالجنون أو الفساد المالى أو الأخلاقى أو الهرطقة». وقيل: إن الأب متى هو من اقترح تشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة بدلا من البابا شنودة، واشترط ألا يكون متى نفسه من بينها، واستقبل الأنبا شنودة تشكيل هذه اللجنة بسخرية قائلًا للأنبا صموئيل أحد أعضائها: «إن كرسى مار مرقس ليس دكة حتى يُجلس عليها السادات خمسة من الرهبان».
وقد حاول الأب متى عبر جولات مكوكية أن يقرب بين الأنبا شنودة والسادات، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، وتسربت شائعات وأقوال تتهمه بالخيانة، وأنه كان وراء نفى البابا شنودة، وتزعم هذه المواقف المتشددة عدد من رموز الكنيسة لا سيما الأساقفة الذين اعتقلهم السادات عام ١٩٨١، وهم من أعضاء المجمع المقدس، وساعدت العلاقة الخاصة بين الأب متى والسادات على رواج تلك الأقوال والاتهامات، لا سيما أن النظام منح الدير الذى يقيم فيه الأب متى ٢٠٠ فدان من أجل استزراعها.
والواضح أن موقف الأب «متى المسكين» يتسق مع أفكاره ورؤيته للدور الاجتماعى للكنيسة التى يحصرها داخل التوجيه الروحى فقط، وأن الكنيسة يجب ألا تقف موقف المنادى أو المؤيد للسلطان الزمنى؛ حيث تحرك بصفته الراهب الناسك صاحب الشعبية والحظوة الذى لا تعنيه الحسابات السياسية ولا معادلات الصمت والكلام، فما كان يهمه هو اللاهوت والكنيسة لا التاريخ والسياسة. ونظرا للشعبية التى يتمتع بها الأب متى، لم يستجب البابا شنودة للدعوات المطالبة بعقابه أو حرمانه، والتى انطلقت من المجمع المقدس الذى ظل بعض أعضائه يتحينون الفرصة لتصفية الحسابات بادعاء تجديفه فى العقيدة، وإن لم يجرءوا على مصادرة أى كتاب من كتبه.
ولكن عندما أصدر أحد رهبان دير «أبو مقار»، كتابا يؤكد فيه الأصول الأرثوذكسية لكتابات الأب «متى المسكين»، انبرى البابا شنودة للرد عليه فى سلسلة من الكتابات؛ فضلًا عن تعليقه فى بعض أشرطة الكاسيت على بعض أفكاره التى تتحدث عن الخلاص الروحى بوصفها من القيم المُؤسسة للبروتستانتية.
المصالحة
«الأب متى المسكين هو مثال مضىء فى تاريخ الرهبنة»… عبارة من المقدمة التى كتبها نظير جيد «البابا شنودة» لواحد من أهم كتب متى المسكين، وهو «حياة الصلاة الأرثوذكسية»، الذى يعتبر فى نظر اللاهوتيين من أهم ما كتب عن الصلاة المسيحية.
ويلاحظ البعض أن الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة، بدأ منذ اللحظة التى ترك فيها أنطونيوس السريانى (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى السريان لقسوة الحياة، وربما أيضا لنفور فى المنهج والرؤى، رغم أن الرحم التى أنجبت الرجلين كانت واحدة، هى «مدرسة الأحد»؛ الأمر الذى يوضح أنها لم تكن خيارا فكريا محددا بقدر ما كانت دافعة لأفكار وآراء متنوعة للإصلاح الكنسى.
بمرور الزمن خفت حدة الاحتقان بين الأنبا شنودة ومتى المسكين؛ حيث قام الأول بزيارته فى أثناء مرضه، ونشر خبر الزيارة فى مجلة الكرازة التى يحررها البابا بنفسه، والتى وصفت الأب متى المسكين بالقمص المكرم، وتكريما له حفظ له البابا شنودة كافة سلطاته الرهبانية والروحية داخل دير أبو مقار، ولم يتدخل فى الشئون المالية الخاصة بالدير حرصا منه على عدم استفزاز شعبيته التى يعرف أنها موجودة، وإن كانت كامنة حيث تحولت صورة متى المسكين لما يشبه الأسطورة لدى العوام.
«المسكين» فى مواجهة «البطريرك»
يقول محمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»: «إن كليهما يمثل مدرسة فى العمل.. فالبابا شنودة يرى أن الكنيسة مؤسسة شاملة مكلفة بأن تقدم حلولا لكل المشاكل وأجوبة لكل الأسئلة المتصلة بالدين والدنيا، أما متى المسكين فكان له رأى آخر، وهو أن الدين علاقة بين الله وضميره، وأنه لا ينبغى أن تكون له علاقة بالسياسة».



المكتبه الصوتية توفر عظات البابا تواضروس الثانى.. ومحاضرات البابا شنودة على «سى دى» 
تخفيضات لمواجهة الركود بعد ارتفاع أسعار الكتب %100

يبدأ المعرض فى استقبال الزوار من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، تتبارى فيه المكتبات بعمل تخفيضات على الكتب المعروضة، لجذب المهتمين رغم ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالعام الماضى.
ومن داخل القسم الخاص بأسقفية الشباب، قالت إحدى الخادمات المسئولة عن البيع، أنه تم منح تخفيض ١٥٪ على الكتب المعروضة، وتبدأ الأسعار من جنيهين للنبذات الصغيرة، مشيرة إلى أن الأسعار هذا العام ارتفعت إلى الضعف نظرًا لارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة، وهو الأمر الذى أثر فى حجم المبيعات، بحسب تعبيرها. ولفتت إلى أن الإقبال يزيد فى بعض الأوقات عن غيرها، مشيرة إلى أن كتب أعداد الخدمة وشخصية المخدومين أكثر الكتب مبيعًا، مشددة على أن كل ما له علاقة بالخدمة فى الكنيسة كان يباع بكثرة.
وأَضاف المسئول عن بيع الكتب بمكتبة الكلية الإكليركية، أن أهم الكتب التى تُعرض، كتابا الدكتور موريس تواضروس، والقس بيشوى حلمى للرد على الإلحاد، مشيرًا إلى أن مكتبة الإكليريكية تقدم خصمًا ١٠ ٪ على الكتب المعروضة.
ومن داخل القسم الخاص بدار الكتاب المقدس، قال المشرف على البيع، إن الدار تقدم تخفيض ٢٠ ٪ على الكتب المعروضة، مشيرًا إلى أن القسم مخصص للأحجام المختلفة والأشكال الجديدة من الكتاب المقدس، والتى تتناسب مع الاحتياجات المختلفة للجمهور.
وقالت مارى رومانى، المسئولة عن القسم الخاص بمعهد المشورة بالمعادى، إن الكورسات المعروضة عليها أقبال بشكل كبير، وخاصة كوراسات إعداد المخطوبين، وتربية الأبناء والمشاكل الزوجية.
فيما أعلنت المكتبة الصوتية للبابا شنودة عن توافر عظات البابا تواضروس الثانى منذ عام ٢٠١٣ وحتى بدء المعرض، إلى جانب وجود محاضرات البابا شنودة على «سى دى» وmp٣، والتى تضم ٣٦٦ محاضرة فى الكلية الإكليريكية و١٠١ محاضرة بمعهد الرعاية، و٣٠ محاضرة إعداد خدام، و٣٠ محاضرة فى تاريخ الكنيسة، إلى جانب ١٠٥٢ محاضرة ألقاها البابا شنودة بالاجتماع العام بالقاهرة، و٧١ محاضرة فى الاجتماع العام بالإسكندرية.
فيما أعلنت مكتبة العذراء بحدائق القبة على توافر نبذات «تى آجيا»، والتى تلخص كتب الدين المدرسى فى المراحل التعليمية المختلفة، والتى يصدرها القس فليمون محروس، بسعر خمسة جنيهات للكتيب، إلى جانب كتب الألحان والطقس للإبدياكون أسامة لطفى.
وأرجعت المسئولة عن مكتبة العذراء بحدائق القبة ضعف الإقبال إلى عدم وجود دعاية كافية على المعرض، فكثيرون ما زالوا لا يعلمون بدء المعرض، وغيرهم لا يعرفون بوجود معرض شامل للكتاب القبطى.
وقال القس موسى رافلة: «أتيت من أسوان لشراء الكتب من معرض الكتاب؛ حيث إنه فرصة لمحبى القراءة والدراسات الكنسية لشراء ما يحتاجونه من مكان واحد، لافتًا إلى أن ارتفاع الأسعار لا يمنع من يرغب فى القراءة والمعرفة من شراء الكتب. وأضاف: أحب شراء الكتب الطقسية والعقائدية، بالإضافة إلى كتب الخدمة المتنوعة، وأشترى الكتب لاستخدامى الشخصى وللخدمة فى أسوان، مشددًا على أن عالم السوشيال ميديا أثر بالسلب فى القراءة. واستطرد: الكتب ما زالت لها سحر خاص رغم انتشار المكتبات الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه من لا يقرأ الكتب لا يقرأ «أونلاين»، مشيدًا باستمرارية تنظيم معرض الكتاب القبطى قائلًا: نحن الآن فى عصر التكنولوجيا وعلينا الاهتمام بالقراءة والتعليم، وبخاصة مع انتشار موجات الإلحاد.



غريغوريوس الحاضر الغائب 
علاَّمة الكنيسة الذى تحدث الهيروغليفية والقبطية يشارك بمذكراته فى المعرض 
بداخل معرض الكتاب القبطى جزء مخصص لأسقف البحث العلمى الراحل الأنبا غريغوريوس، والتى خصصت جزءا كبيرا لعرض مذكراته التى تصل إلى ٥٢ مجلدًا بالحجم الكبير، والتى تلقى رواجًا؛ لأنها تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ الكنيسة أبان التحفظ على البابا شنودة الثالث وتشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة.
شغل الأنبا غريغوريوس عدة مناصب، وتدرج من مدرس فأستاذ العلوم اللاهوتية والفلسفة بالكلية الإكليريكية بالقاهرة ١٩٤٤، ثم شغل وكيل الكلية الإكليريكية ١٩٥١، وأستاذ ورئيس قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية ١٩٥٥، ثم مدير معهد الدراسات القبطية بالقاهرة، وأسقف الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى فى عام ١٩٦٧، إلى جانب عمله كأستاذ زائر فى جامعة برلين الغربية.
وُلد الأنبا غريغوريوس باسم وهيب عطا الله جرجس بأسوان فى ١٣ من أكتوبر١٩١٩، وحصل على ليسانس آداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة (فؤاد الأول) بتقدير جيد جدًا فى يوليو ١٩٤٤، ودبلوم فى الآثار المصرية من معهد الآثار المصرية كلية الآداب جامعة القاهرة بتقدير جيد جدًا فى يونيو ١٩٥١، وعقبها حصل على دكتوراه فلسفة فى الآداب والمصريولوجيات والدراسات القبطية من جامعة مانشستر بتقدير ممتاز فى يوليو ١٩٥٥.
الأنبا غريغوريوس الذى توفى فى ٢٢ من أكتوبر ٢٠٠١، شارك فى عدد من اللجان والهيئات، مثل: عضوية المجالس القومية المتخصصة، المجلس القومى للثقافة والفنون والآداب والعلوم، وعضو مجلس الكنائس العالمى، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل إفريقيا، وعضو مجمع اللغة العربية فى ٥ ديسمبر ١٩٧٩. 
كما كان رئيس لجنة المحادثات الكنسية بين الكنائس الرومانية الكاثوليكية والكنائس القبطية الشرقية القديمة، وعضو لجنة المباحثات بين الكنائس الشرقية الأرثوذكسية القديمة غير الخلقدونية، والكنائس الشرقية الخلقدونية. عضو لجان إعداد الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية عام ١٩٧١.
وكان أسقف البحث العلمى، رئيس اللجنة الوزارية لإعادة النظر فى مناهج التربية الدينية المسيحية ٢٨ مايو ١٩٦٨، رئيس لجنة تقصى الحقائق فيما يتصل بظهورات ومعجزات العذراء بالزيتون ٤ مايو ١٩٦٨، رئيس اللجنة الباباوية للإذاعات الكنسية ١٨ مايو ١٩٦٨، رئيس لجنة الترجمة العربية للكتاب المقدس- الذى اعتمد تشكيلها قداسة البابا كيرلس السادس فى ٥ يونيو ١٩٦٨، وتم طبع الأناجيل الأربعة بمعرفة دار المعارف.
أجاد الأنبا غريغوريوس عددًا من اللغات، وعلى رأسها القبطية والهيروغليفية والهيراطيقية والعبرية واليونانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية إلى جانب تمكنه من اللغة العربية. 
ومن أهم المؤلفات والبحوث العلمية التى نشرها، فقد قام الأنبا غريغوريوس بتأليف ٩٠ كتابًا من ١١٦ كتابًا تم إصدارها ضمن منشورات أسقفية الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى. ألّف ٦٠ كتابًا للمقررات التى تدرس فى الكلية الإكليريكية فى جميع فروع اللاهوت. ولديه أحد عشر مؤلفًا باللغة الإنجليزية.
لديه مقالات كثيرة ومتعددة فى كتب وموسوعات ومجلات، وصحف مصرية وعالمية باللغات العربية والإنجليزية والقبطية وغيرها. وتم تجميع الكتب إلى جانب الكتابات التى لم تطبع فى موسوعة بعد تبويبها باسم «موسوعة الأنبا غريغوريوس»، تم طبعها فى ٣٧ مجلدًا بالحجم الكبير. وحوالى ثمانية آلاف وستمائة محاضرة وعظة على شرائط كاسيت، وتم طبع معظمها على C.D ١٦ حتى الآن. وشارك فى مؤتمرات عالمية متعددة لا تقل عن مائة وعشرين مؤتمرًا.


الأب باسليوس المقارى:
منعوا كتب الأب متى فى غياب البابا 
وللتقرب من قضية منع كتب متى المسكين من المشاركة فى معرض الكتاب، كان لـ«البوابة» حوار مع الأب باسليوس المقارى، أحد تلاميذ «المسكين»، الذى قال إن مشاركة مكتبة دير أبو مقار خلال معرض الكتاب القبطى فى عام 2013، جاءت بناءً على خطاب من البابا تواضروس الثانى، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس وصف كتب الأب متى المسكين، بقوله: «هذه كتب نافعة جدًا ولا بد من اقتنائها».
وأضاف، عندما حاولنا الاشتراك العام الماضى فوجئنا برفض عدد من الكتب، وهو الأمر الذى جعلنا نرفض الاشتراك فى المعرض، لافتًا إلى عدم علم البابا بسبب عدم مشاركتنا فى المعرض. وأشار إلى أن البابا شنودة الراحل أشرف على الدير وزاره عدة مرات، ولم يتطرق أو يصدر قرارًا بمنع كتب الأب متى المسكين، وكان دائما يقول: «إنه يناقش فكرًا». وشدد على أن الوحيد الذى لديه سلطة منع كتب أبو مقار هو شخص البابا، مؤكدًا لا يوجد حظر إطلاقًا، ونحن ننشر الكتب منذ عام 1962، ولم يصدر أى قرار كنسى قانونى بتوقيع قداسة البابا (سواء البابا شنودة الثالث أو البابا تواضروس الثانى) بخصوص ما يذكرونه أنه «حظْر».. وإلى نص الحوار:

■ كم مرة شاركت كتب «متى المسكين» فى المعرض؟ وهل تلاميذه طلبوا بالمشاركة بمؤلفاته وتم رفضها؟
- حدث أن وصل إلينا خطاب بالبريد بعد رسامة قداسة البابا تواضروس الثانى، يدعونا فى الخطاب إلى الاشتراك فى المعرض، فلبَّينا الطلب، وجاء قداسة البابا تواضروس وافتتح المعرض. 
وعند دخول البابا إلى جناح كتابات دير القديس أنبا مقار، مدَّ يده إلى الكتب المعروضة وكان يمسك بكل كتاب (المجلَّدات الكبيرة)، ويعلِّق عليها قائلًا: «هذه كتب نافعة جدًا ولا بد من اقتنائها»، وفى العام التالى، أبلغنا البعض من موقع المقر البابوى بأن هناك إعلانًا عن المعرض، وطلبوا منا البدء فى إجراءات الاشتراك مثل العام السابق. ولما أرسلنا مَنْ يطلب الاستمارة لملئها كالمعتاد، رفض الشخص المختص إعطاء الاستمارة قائلًا: إن هناك كتبًا ممنوعة عرضها. وحينما بلغنى الخبر شكرت الله، ولم نشترك فى المعرض.
وهناك ملاحظة مهمة، هى أن البابا تواضروس فى ذلك الوقت، كان مسافرًا فى الخارج فى أثناء افتتاح المعرض، وهكذا تم منع كتب الأب «متى المسكين» فى غياب البابا تواضروس، ودون أخذ مشورته، وكأن الكنيسة بلا أب ولا رئيس! وقد بلغنا من شهود عيان أنه حينما عاد قداسة البابا من سفره، وطلبوا من قداسته افتتاح المعرض، ولما لاحظ أن جناح دير القديس أنبا مقار مُغلقًا، تساءل عن ما سبب الغلْق: أى أنه لم يكن يعرف عما حدث!
■ كيف يستطيع تلاميذه أن ينشروا فكر «متى المسكين»، رغم حالة الحظر الموضوعة على مؤلفاته؟
لا يوجد حظر إطلاقًا، ونحن ننشر الكتب منذ عام ١٩٦٢، ولم يصدر أى قرار كنسى قانونى بتوقيع قداسة البابا (سواء البابا شنودة الثالث أو البابا تواضروس الثانى) بخصوص ما يذكرونه أنه «حظْر».
■ ولكن هل فى تواصل مع البابا فى هذا الشأن؟
- قداسة البابا لم يبلِّغنا أن هناك حظرًا؛ لأنه هو الوحيد الذى يملك الصلاحية لإصدار هذا القرار، وهو لم يُصدره، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة لقداسة البابا شنودة الثالث نيَّح الله نفسه. 
ومما يجب ذكره: أنه حدث بينما كان قداسة البابا شنودة الثالث يشرف على دير القديس أنبا مقار فى الثلاث سنوات الأخيرة قبل انتقاله، وذلك بعد انتقال كل من الأب القمص متى المسكين، ثم نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير، وطلبنا من قداسته الإشراف على الدير، فكان يزور الدير شهريًا ويجلس معنا، وقد تصادف أن تقابل معى قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث فى إحدى زياراته الدورية هذه؛ حيث تحادث معى – وجهًا لوجه – فى أحد شئون المطبعة (وكان خاصا بأجور العمال)، ولكنه لم يتطرَّق أبدًا إلى كتابات الأب القمص «متى المسكين» إطلاقًا ولا أمرنا بمنع طبعها أو توزيعها، علما بأنه قبل نياحته وحينما كان ينقد بعض كتابات قدس أبونا القمص متى المسكين، كان يقول ردًّا على السائلين إنه يناقش فكرًا، فمن هذا الذى يدَّعى من ذات نفسه (وهو ليس بابا بطريرك) أنه يملك فى الكنيسة سلطان إصدار أى حظر لكتب الأب القمص متى المسكين، غير قداسة البابا سواء البابا شنودة الثالث قبل نياحته أو البابا تواضروس الثانى حفظ الله حياته؟! 
■ ولكن ما سبب عدم وجود قسم مخصص لدير أبو مقار؟
- هذا السؤال لا يُوجَّه لى ولكن يُوجَّه إلى الذين انتحلوا لأنفسهم -ونحن لا نعرف مَنْ هم- سلطان حظر الكتب.
■ منذ عامين تم عرض كتب الأب «متى المسكين» فى معرض الكتاب بسمالوط.. فما كواليس مشاركتكم فى المعرض؟
- تفضَّل نيافة مطران سمالوط بواسطة سكرتيره الخاص الذى اتصل بى تليفونيًا، وأبلغنى رسالة شخصية من نيافة المطران، بطلبه اشتراك دير القديس أنبا مقار فى معرض للكتب باشتراك كل كتابات الأب القمص «متى المسكين» فى سمالوط. وقال لى: «كل الكتابات بلا اسثناء بلا اسثناء بلا اسثناء!» (هكذا ٣ مرات)، وبهذه الجملة المكرَّرة اشتركنا فى المعرض.
■ من وجهة نظرك متى يختفى الخلاف الفكرى بين الأب الراحل متى المسكين والبعض من الأكليروس والعلمانيين؟ 
- حينما يرقى الكل إلى دراسة تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما درسه الأب القمص متى المسكين، من المخطوطات القديمة والكتب الطقسية مثل القداسات والأبصلمودية وكافة الكتب الكنسية، وبدراسة سير وتعليم آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مثل: البابا أثناسيوس الرسولى والبابا كيرلس الكبير، وغيرهم من آباء كل الكنائس الأرثوذكسية)، وبالإضافة إلى الدراسات الأكاديمية التى تخص الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة المسيحية وقواعد اللغة اليونانية القديمة والأبحاث اللاهوتية على مدى التاريخ، وغيرها من الأبحاث، كما درسها الأب القمص متى المسكين ليس بالقراءة والفهم العقلى فقط، بل وأيضًا بحياة الصلاة والتأمل واستشفاف الحق الإلهى من الله، وتفهُّم سير وحياة الآباء القديسين بالفهم الصحيح ما ظهر فى حياته كما رأيناها نحن بأنفسنا ونشهد بهذا – سواء ونحن فى بيت التكريس لخدمة الكرازة بحلوان، أو ونحن رهبان فى دير القديس أنبا مقار. 
وكل هذا من واقع الإلهام الإلهى المقدس الذى اختبره وعاشه الأب القمص متى المسكين على مدى ٨٧ عامًا (أى بما فيها حياته منذ صغره كما ورد فى مذكراته وكتاب «السيرة التفصيلية لحياته»)، وبالخبرات الروحية التى اجتازها الأب متى المسكين على مدى حياته وذكرها لنا وتسجلت كتابة، وكما ورد فى سيرة حياته التفصيلية، وأيضًا بالدراسات الأكاديمية (الماجستير والدكتوراه) فى كل أنحاء العالم، وقام بها علماء من جنسيات وأجناس مختلفة، وأيضًا بشهادة العلماء اللاهوتيين من كل العالم والكنائس المختلفة الذين اجتمعوا فى الدير الإيطالى فى مدينة «بوزيه» عام ٢٠١٦، فى مؤتمر لاهوتى علمى عالمى وقدَّموا دراساتهم عن الأب القمص متى المسكين وكتاباته وفلسفة علمه اللاهوتيين، وحياته الروحانية وكل نواحى حياته الأخرى.
وحينما يتآلف الكل حول الروحانية المسيحية القبطية الأرثوذكسية والعلم اللاهوتى الروحانى والعقائدى القبطى والأرثوذكسى، ومع كل هذا، حول الحياة المسيحية الروحانية القبطية الأرثوذكسية المعيشة، حينما يتآلف الكل بقوة الروح القدس العامل الفعَّال فى النفوس، حينئذ، ليس فقط يختفى الخلاف الفكرى، بل سينال الكل من الله الوحدة الروحانية والعقلية والنفسية بالروح القدس لنكون حقًا كنيسة واحدة وقلبًا واحدًا ومصيرًا مقدَّسًا واحدًا فى الحياة الأبدية.