الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"نيويورك تايمز": رسائل ترامب المتناقضة لدول المحيط الهادئ تقوض مصير واشنطن

ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أطلق خلال جولته الآسيوية الأخيرة دعوتين متناقضتين لدول العالم؛ حيث طالب الدول بالوقوف صفا واحدا خلف الولايات المتحدة لمواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العالم ينبغي أن يتوقع أن تسلك واشنطن طريقها الخاص فيما يتعلق بالتجارة.
وأكدت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، أن التوفيق بين هاتين الدعوتين سيكون أمرا صعب الحدوث، ومن الممكن أن يقوض مصير الولايات المتحدة كقوة في منطقة المحيط الهادئ على المدى القريب.
وذكر التقرير: "في كوريا الجنوبية يوم الأربعاء (الماضي)، ارتدى ترامب عباءة زعيم قوة عظمى، في خطاب ساده أجواء حرب باردة، وقال للمشرعين هناك (إن من مسئوليتنا وواجبنا أن نواجه هذا الخطر معا، لأنه كلما انتظرنا كلما تنامى الخطر، وأصبحت هناك خيارات أقل)".
وأشار التقرير إلى تحول ترامب بعد يومين من خطابه في كوريا الجنوبية إلى النمط الانعزالي الذي تبناه خلال حملته الانتخابية، العام الماضي، وذلك في خطابه بقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ بمدينة دا نانج في فيتنام، والذي قال فيه إنه "ليس هناك مكان كالوطن"، موضحا أن الولايات المتحدة لن تبرم مجددا اتفاقيات تجارية على نطاق إقليمي.
ويهاجم ترامب، منذ فترة الحملة الانتخابية، الاتفاقيات التجارية الموقعة بين الولايات المتحدة وشركائها في العديد من المناطق حول العالم، مؤكدا أن تلك الاتفاقيات ظالمة للولايات المتحدة ويقتصر نفعها فقط على الأطراف الأخرى، وهو الأمر الذي يمثل أحد أكبر محاور الخلاف بين واشنطن والعديد من حلفائها التقليديين حول العالم.
وألغى الرئيس الأمريكي، فور تقلده منصبه في يناير الماضي، اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، والتي كانت تضم 12 دولة، كما هدد مرارا بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة "نافتا"، والتي تتضمن إنشاء منطقة تجارية حرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن رسائل ترامب المختلطة تعكس منهاجه في التعامل مع أصول الحكم، والذي يُقدّر الانتصارات الفردية ويفضلها على النظرية الموحدة لدور الولايات المتحدة في العالم، لكنها تعكس أيضا حالة "الفوضى" في سياسة الرئاسة الأمريكية تجاه آسيا، واصفة تلك السياسة بأنها "عالقة" بين الواقعية الجيوسياسية للدبلوماسيين الأمريكيين، والقومية الاقتصادية لمساعدي ترامب السياسيين.
فيما لفتت إلى أن تلك الدوافع المتعارضة جعلت حلفاءه وخصومه على السواء مرتبكين بشأن دوافع الولايات المتحدة وبقاء قوتها، موضحة، على لسان خبراء، أن الاحتفاظ بتحقيق التوازن سيكون "مستحيلا" بمرور الوقت.