الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إلى "فشير" وكل "فشير" .. أيهما الأهم الحياة أم الوطن ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أيهما الأهم، الحياة أم الوطن؟ هذا سؤال طرحته على شريحة تتجاوز الـ10 آلاف من أبناء مصر، وجاءت إجابات من أجابوا مع اختلاف المفردات المستخدمة وبدون أي استثناء أنه "الوطن". 

والجميل أنه كان من بين من أجابوا مواطنين من بلدان عربية  وهزني أن تكون إحدى الإجابات  "أموت أموت وتحيا مصر"، وإجابة أخرى: "يكفيك أن تكون مصريا لتكون حضاريا"

الوطن أهم من الحياة، هذا ما أجمع عليه مواطنون بسطاء عاديون يعشقون هذا البلد الأمين الطيب، يعشقون مصر أرضنا وأمنا وعزنا وفخرنا،  ويرون أن الحياة لاشيء دون مصر عزيزة غالية.

فماذا عن سياسيين فى مصر؟ ماذا عن شخصيات عامة مصرية  مشهورة ومعروفة وترتبط أسماؤهم بالحياة السياسية والعمل العام؟  هل مصر لديهم أهم من الحياة؟ هل مصر لديهم أهم من المنافع الشخصية؟ هل مصر لديهم أهم من ذاتيتهم؟

ماذا عن البعض من هؤلاء المشاهير المعروفين الذي لا يتورع الفرد منهم عن إلحاق الأذى ببلده؟

 يتنوع هذا الأذى وتختلف درجاته، لكن إيذاء الأوطان مهما كان ماهو إلا خيانة.

ماذا عن أقوال وأفعال ومواقف تصدر عنهم  وهم من  يحملون الجنسية المصرية وعلى أرض مصر نشأوا وترعرعوا واستفادوا واكتسبوا الشهرة والصيت.. ماذا عنهم وهم يسيئون لها ويقترفون مايؤدي إلى إيذائها وضررها؟!

تعددت المواقف واختلفت.

**مابين مستقيل من منصبه في قمة السلطة، منددا بما زعمه كذبا عن قتل وإرهاب قام به الجيش والشرطة تجاه  مسالمي الجماعة الإخوانية! مقدما لأمريكا والغرب أقوى ورقة كبرهان يؤكد غضبتهم على مصر ويبرر تهديداتهم لها، بل يقدم الحجة القوية  للتدخل -إذا قرروا– وبين أياديهم برهان من المسئول المستقيل أن في مصر انقلابًا عسكريًا قمعيًا ضد معارضة سلمية إسمها جماعة الإخوان.

** وبين طابور خامس منتشر ومكثف وجوده إعلاميا من خلال شاشات فضائيات تفتح لهم الأبواب على مصراعيها كضيوف أو كمقدمي برامج كانوا هاربين في عز اشتداد الأزمة ثم أتوا الآن ليبثوا "آخر كلام" لهم بشكل ثعباني مسموم داخل العقول، يبلبلها ويشككها ويحاول زعزعة ثبات الولاء داخلها!!

**وماذا عن ذلك الذي تحدثت عنه المستشارة  الجليلة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق على الهواء وأمام الكاميرا بالإسم وبكل وضوح وصراحة، واصفة بكل شجاعة فعلته بالخيانة للوطن، مطالبة رئيس الدولة بمحاكمته.

 والاسم وصاحب الاسم الذي ذكرته المستشارة تهاني الجبالي هو عزالدين شكري فشير، والذي تحدثت في بلاغها العلني ضده، والموجه مباشرة إلى رئيس الدولة، قائلة: "إن الطابور الخامس متواطئ مع الإخوان ويشارك أعضاء الطابور الخامس في إشعال الحرائق في مصر ومحاولة إفشال الدولة، وفيهم من يفعل هذا علنا وفيهم من يحارب مصر في الخفاء، واحد من الذين يرأسون لجنة رسمية مش عارفة مين هذه الشخصية ومن هذا الدكتور عز الدين شكري فشير؟ هذا الرجل فشير، يجب أن يحاكم لأنه يمنع معونة تقدم لمصر بدعوى أن هناك موجة ثورية جديدة، شارحة الأمر قائلة: "إن السفير الياباني قال في أحد لقاءاته في وجود فشير، إن بلاده ستقدم مساعدات لمصر، إلا أن فشير طلب منه "تأجيل أي مساعدات لمصر لأن هناك موجة ثورية ثالثة قادمة في 25 يناير المقبل"

هذا ماذكرته المستشارة تهاني الجبالي مطالبة رئيس الدولة بتقديم "فشير" للمحاكمة بتهمة خيانة مصر وشعبها.

فمن هو "فشير" هذا الذي سألت المستشارة تهاني من هو؟ وماهو موقعه الآن فى الدولة؟  وماذا كان يعمل ويفعل من قبل ؟

** الدكتور عزالدين شكرى فشير،  يشغل الآن منصب مقرر لجنة "الحفاظ على المسار الديموقراطي" وهي اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء حازم الببلاوي برئاسة زياد بهاء الدين. وهي اللجنة التي اجتمعت مع السفير الياباني وفي الاجتماع أعلن السفير الياباني: إن اليابان قد قررت تقديم مساعدات لمصر، فتطوع فشير، مخطرا السفير أن مصر مقبلة على ثورة ثالثة في 25 يناير المقبل، مطالبا إياه بوقف أي مساعدات لمصر الآن، فما كان من السفير الياباني إلا أن طلب من بلاده وقف المساعدات التي كان مقررا منحها لمصر!

والدكتور"فشير" هو صاحب مبادرة من عدة بنود تدعو للصلح مع جماعة الإخوان ونظام الرئيس المعزول محمد مرسي.

نضع هنا أهم بنودها وحسب صياغتها:

أن يعلن دكتور مرسي قبوله التنحي من منصبه نزولا على إرادة الشعب اعتبارا من أول يوليو 2013 وأن يعلن دكتور محمد بديع حل جماعة الإخوان ويقدم بيانا بكل مصادر تمويلها الداخلية والخارجية منذ توليه منصب المرشد العام وأوجه إنفاق هذا التمويل.

الإفراج عن أعضاء الجماعة المحبوسين ممن يثبت عدم تورطهم في أعمال قتل أو عنف أو تحريض.

- تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، حيث يتضمن عقوبة الحرمان من مباشرة العمل السياسي لكل من يدعو لعدم المساواة أو الإخلال بحقوق المواطنين الأساسية.

-  يسمح لأعضاء جماعة الإخوان المفرج عنهم، طبقا لتعديلات القانون الجديد التي يقترح فشير إجراءها، بمزاولة العمل السياسي بحرية.

مشيرا في مبادرته  إلى " أنه يطرح المبادرة بعد طرح الرئيس السابق مرسي مبادرة للمصالحة من خلال وسطاء، ومن قبله طرح الجماعة الإسلامية والمفكر الإسلامي المحامي سليم العوا لمبادرات لم تلق قبولا مؤكدا –حسب قوله- على أهمية بلورة مبادرة أكثر توازنا علها تسهم في رأب الصدع وحقن الدماء وإعادة جميع أبناء الشعب إلى طريق البناء والانتقال الديموقراطي الآمن، مستخدما الآية الكريمة {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله}

هذه هى مبادرة الدكتور فشير، الذي مازال ينتظر قبول مرسي التنحي من منصبه، وإعلان محمد بديع حل جماعة الاخوان ، ويطالب بالإفراج عن اعضاء الجماعة المحبوسين ممن يثبت عدم تورطهم في عنف أو قتل أو تحريض، وقد يكون من الأبرياء منهم صفوت حجازي والبلتاجي والعريان، وبديع نفسه .. ولمَ لا؟ طالما دكتور "فشير"  يرى هذا!

 

** هذا هو الدكتور"فشير" الآن، فماذا كان من قبل؟

ولد "فشير" في الكويت، ثم عاد وأسرته ليعيش بالمنصورة، ثم التحق بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، وعمل لفترة وجيزة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ثم التحق بالسلك الديبلوماسي، وعمل في مكتب الدكتور بطرس غالي بوزارة الخارجية لمدة عام، ثم سافر للحصول على درجة الدكتوراة  من كندا، وبعد عودته عمل في المعهد الديبلوماسي لفترة وجيزة ، ثم في عام 1999 انتقل للعمل كسكرتير أول في سفارة مصر لدى دولة الكيان الصهيوني وظل بها لمدة عامين، بعدها انتقل للعمل كمستشار سياسي ( ولا أدرى كيف ولماذا؟! ) لمبعوث الأمم المتحدة بالشرق الأوسط فى مدينة القدس (!!) وظل بهذا العمل ‏حتى صيف 2004. (!!)

ثم غادر"فشير" فلسطين المحتلة  إلى السودان للعمل كمستشار سياسي لمبعوث ‏الأمم المتحدة للسودان خلال مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب، وتولى متابعة ملف دارفور بالبعثة لمدة ‏عام (!!) ملاحظة: واضح أن نتائج عمله فى مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب في السودان كانت مباركة، وأتت بتقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وكذلك الأمر فيما يخص ملف دارفور التي دمرتها الحروب الأهلية التي أشعلها البشير وجماعته الإخوانية الإرهابية بمساعدة ومعاونة الصهيونية الأمريكية، فعلا (برافو) فشير .. أحسنت.

ثم عاد دكتور فشير من جديد للخارجية لحوالي عام، ثم ترك الوزارة متفرغا للكتابة والتدريس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة !!

هذا هو تاريخ الدكتور "فشير" الذي تطالب المستشارة تهاني الجبالي رئيس الدولة بتقديمه للمحاكمة  بتهمة خيانة مصر وشعبها، بعد أن قام  بمنع معونة دولة اليابان لمصر تحت زعمه أن هناك موجة ثورية ثالثة قادمة في 25 يناير 2014 !!

والسؤال هنا: هل تم سؤال  دكتور"فشير" عن "فعلته؟ مجرد السؤال هل تم؟

أم أن "فشير" لم يسأله أحد عن فعلته؟ لا رئيس دولة، ولا غيره. وطبعا لن أقول هل سأله رئيس الحكومة عن فعلته؟ وإلا سيكون سؤالي ساذجًا كل السذاجة.

ويا دكتور "فشير" ويا كل "فشير" إن إجابات ما يقرب من العشرة آلاف مواطنة ومواطن مصري عن سؤالي "أيهما الأهم.. الحياة أم الوطن؟" والتي أجمعت كل الإجابات التي تلقيتها، على أن الوطن هو الحياة، وأن حياة بلا وطن لاتساوي جناح بعوضة. هذه الإجابات تؤكد أن لمصر الملايين من ناسها المخلصين من أبنائها البسطاء العاديين.

أما أنت يادكتور"فشير" ومعك كل "فشير" مثلك ممن يحاربون  مصالح بلدهم ويعملون على إيذائه دون تأنيب من ضمير، ولاخشية من الله، أنتم لستم سوى فقاعة من صابون، ستزول بعد تمام زوال الغمة، وحتما بإذن الله سوف تزول، وبعد استعادة مصر بحماية وقوة جيشها لعافيتها من جديد، وحتما بإذن الله ستعود، وأعتقد أنك بعدها لن تجد أمامك إلا أن تذهب لتعمل من جديد مستشارًا للأمم المتحدة في القدس التي  يحتلها العدو الصهيوني.

*ولك الله يامصر ..