الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم أسرية بدافع الانتقام.. تطعن شقيقها لرفضه عملها كـ "موديل".. وأخرى تسمم والدها لاعتراضه على ملابسها المثيرة.. وأطباء نفسييين: الغيرة والضغوط الاقتصادية السبب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الانتقام".. أصبح الدافع الأكبر وراء ارتكاب جرائم أسرية في الأونة الأخيرة حيث أقدم العديد من الأبناء على محاولة قتل أبائهم أو أشقائهم لأسباب تافهه قد لا تدفع للقتل إطلاقًا، إلا أن الحقد والانتقام عندما يتملك القلب يكون لهم سببًا مقنعًا لارتكاب الجريمة.
"البوابة نيوز" ترصد العديد من الجرائم الاسرية التي ارتكبها الأبناء بدافع الانتقام.

"نسمة" تُسمم زوج أمها لإجبارها علي الزواج من مسن
لم يمرَّ على زواجها سوى شهرين، وقرّرت الانتقام من زوج والدتها ومعاقبته على إجبارها على الزواج من مُسن بعقد عُرفي مقابل 15 ألف جنيه وثلاجة.
كانت "نسمة" قد أتمّت عامها السادس عشر ففوجئت بزوج والدتها يخبرها بطلب عريس الزواج منها ويستعد لزيارتهم لرؤيتها، فرفضت؛ لرغبتها في استكمال دراستها، ولكن عرض العريس على زوج والدتها مبلغ 15 ألف جنيه مقابل إقناعها بالزواج، وبعدما رفضت قرر حبسها في المنزل لمدة أسبوع ثم أرغمها على التوقيع على عقد عرفي لعدم إتمامها السن القانونية.
لم تنس "نسمة" ما فعله زوج والدتها فقررت الانتقام منه حينما تجد الفرصة المناسبة، وبعد مرور شهرين على زواجها ذهبت لزيارة والدتها التى طلبت منها أن تقوم بتحضير الطعام لزوج والدتها، فوضعت له سم فئران لتتخلص منه.

"نيرة" تطعن شقيقها لرفضه عملها كـ "موديل"
بينما لجأت فتاة لمعاقبة شقيقها على التحكم بها وفرض سيطرته عليها، بالشروع في قتله أثناء مشاجرة بينهما، بعد رفضه عملها كـ "موديل".
تخرجت "نيرة" من الجامعة ولم تحصل على فرصة عمل بشهادتها، فنصحتها صديقاتها بأن تستغل جمالها وتعمل "كموديل" للملابس والميك آب، ولأن هذا العمل لم يحتاج إلى مؤهلات سوى الجمال فلما لا تستغل ذلك في الحصول على الأموال التي تريدها دون تعب، وقررت خوض التجربة دون أن تخبر عائلتها، وبعد أول عمل لها، علم شقيقها بذلك.
واجهها بحقيقة عملها، وتشاجر معها وأمرها بأن تتراجع عن ذلك وإلا سوف يمنعها من الخروج، فسبته وتعدى عليها بالضرب وأثناء مشاجرتهما، أسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا وطعنته طعنة نافذة في البطن.

"إنجي" تحاول قتل والدها لإعتراضه علي ملابسها المثيرة
أما "إنجي" فقد وصفت نفسها بالمتحررة.. وقطعت علاقتها بكل من انتقد أسلوب حياتها.. وبالرغم من نضوجها إلا أنها اختارت أن تعيش حياتها كما يحلو لها ضاربة بكل المبادئ والاخلاق عرض الحائط.. للحد الذي جعلها تدس السم في طعام والدها لاعتراضه على ملابسها المثيرة وألفاظها الخارجة.
شعر والدها بغرابة تصرفاتها وخروجها المستمر لأوقات متأخرة من الليل، وعند حديثه معها ومحاولته فهم سبب تغيرها، فوجئ بتغير اسلوبها واستخدامها مصطلحات وألفاظ خارجة في ردودها، صعق من ردها وأخبرها أن لا تخرج من المنزل دون موافقته وعلمه إلى أين ستذهب، وطلب منها أن تقطع علاقتها بكل أصدقائها الجدد الذين يشجعونها علي الانحراف.
وفي صباح اليوم الثاني، قرر والدها عدم خروجها من المنزل إطلاقا إلا بعد أن تعدل من اسلوب حياتها وألفاظها وطريقة حديثها، وتقطع علاقتها رغمًا عنها بكل أصدقائها المنحرفون، لم تتوقف هي عند ذلك وتركته يقول ما يريد، ووضعت له سم في طعام الغداء، وبعد أن شعر بإعياء شديد طلب منها أن تحضر طبيب وتنقذه ولكنها لم تفعل.
وعندما سمع الجيران صوت إستعاثة والدها، ودخلوا لإنقاذه فعثروا عليه ملقى على الأرض في حالة إعياء شديدة ويتوسل لها بطلب الاسعاف، وبعد إبلاغ الجيران لقسم شرطة القطامية، أشاروا إلي سماعهم صوت شجار يوميًا صادر من منزلهما، وتم علي الفور إلقاء القبض على الابنة " انجي. ع.م. 29 عامًا"، فيما نقل الأب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأظهرت التحريات أن المتهمة تتعاطي المواد المخدرة، ولفتت إلي أن سبب الشجار الذي قامت علي أثره بوضع السم لوالدها، هو اعتراضه علي ملابسها المثيرة ومصطلحاتها وألفاظها الخارجة.


وفي ظل تلك الجرائم البشعة وغير المعتادة كان لابد أن يكون للطب النفسي رد بشان تلك الوقائع، حيث أكد الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، ان أكثر الجرائم البشعة تأتي نتيجة عوامل ضغط عدة قد تكون إقتصادية أو إجتماعية، علاوة على ذلك أن الاسلوب العدواني يتخذ طابع العدوى بعض الشيء، فتجد كثرة الاحتكاك بشخص عدواني يكسبك طبائع عنيفة وعدوانية وقد تكون تلك الطبائع لديك تفوق الشخص الذي اكتسبتها منه، وذلك نتيجة ما سلف ذكره من عوامل ومشاكل إقتصادية واجتماعية.
وأوضح أستاذ الطب النفسي:" ان الغيرة من أكثر العوامل التي تسبب العدوانية في التعامل، وهذا ما يتضح في واقعة قتل طالب لشقيقه وأكل لحمه، فلو استبعدنا دخول المخدرات كمسببًا للجريمة، لوجب علينا البحث في المشاكل الأسرية بين الجاني وبين المجني عليه، فقد تكون المشاكل بينهما ليست مباشرة، فمن الممكن أن تكون معاملة الأسرة للمجني عليه أفضل بكثير من الجاني، مما يولد للأخير شعور بالغيرة تتفاقم مع الأحداث وكثرة المشاكل إلى كراهية".


وفي نفس السياق قال الدكتور أحمد مهران الخبير القانوني، مدير مركز القاهره للدراسات السياسية والقانونية: "إن انتشار مثل هذه النوعية من الجرائم يرجع إلى عدة عوامل، تتضافر مع بعضها، لتؤدي في نهاية الامر إلى الجريمة البشعة، من هذه العوامل، العامل الإقتصادي، وقد يكون أهم العوامل، حيث أنه كلما زاد معدل الفقر زادت بالتوازي معه معدلات الجريمة من القتل والاغتصاب والسرقة، إلى جانب العامل النفسي الذي لا يمكن إغفاله، وقد تكون العوامل النفسية نتيجة رواسب اجتماعية واقتصادية وجنسية، ولكن لا يمكن أن نعول على الجريمة كلها بسبب العامل والخلل النفسي".
وعن العوامل الخارجية كتعاطي المخدرات مثلًا، وذلك مثلما حدث في جريمة كفر الشيخ، فمن الجائز أن يكون القاتل من متعاطي مخدر الفلاكا أو الزومبي، والذي يؤدي تعاطيه بكثرة إلى تحول الانسان لآكل لحوم بشر.