الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

العداء لأمريكا يجمع الفرقاء.. طهران تطلب حماية المراقد الشيعية في العراق مقابل منح "داعش" ممرًا آمنًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الغموض توصف بها العلاقة والتعاون بين إيران وتنظيم القاعدة، فرغم أن إيران تمثل دولة الشيعة فى العالم، ويمثل قيادات تنظيم القاعدة أهل السنة، إلا أن هناك اتفاقًا ضمنيًا ومصالح مشتركة تجمع بين تنظيم القاعدة والحرس الثورى والمخابرات الإيرانية، على رأسهم العداء العلنى لأمريكا، الذى يعتبر السبب الرئيسى فى تجميع الفرقاء وتجاوز الخلافات الاستراتيجية بينهم.
وتشير التقارير إلى أن علاقات القاعدة مع إيران تعود إلى منتصف التسعينيات، وكان مهندس هذه العلاقة أيمن الظواهري، ولعب دورا فى فتح قناة تواصل بين طالبان وإيران، التى ساعدت الولايات المتحدة فى حربها ضد طالبان فى حرب عام ٢٠٠١.

كما أكدت التقارير أن الاشتراطات الإيرانية على القاعدة هى قيامها بحماية المراقد الشيعية فى العراق، مقابل منح طهران التنظيم ممرا آمنا لمراسلاته وأنشطته المالية، بالإضافة إلى تأمين الملجأ الآمن لقادة القاعدة وعائلاتهم، ويمتد التعاون بينهما إلى مكتب الارتباط الخاص بتنظيم العلاقات الإيرانية مع التنظيمات السنية المتشددة المسلحة، والمسمى «قراركاه قدس»، الذى تولى نقل وتمرير قيادات التنظيم من أفغانستان وإليها، عبر محطاته المنتشرة فى باكستان إلى حد كبير، وفى مناطق العراق وجنوب لبنان وسوريا.
وأكدت مصادر استخبارية أمريكية قيام الملا أختر منصور، زعيم طالبان الذى قتلته القوات الأمريكية، بزيارة مكوكية إلى إيران، حيث مكان أسرته وعائلته، فالعديد من قيادات تنظيم القاعدة تتخذ إيران ملاذًا آمنًا لذويهم، وقد فرّ قادة تنظيم القاعدة إلى إيران بعد الاحتلال الأمريكى لأفغانستان، ووفرت إيران لهم حرية التنقل وممارسة الأنشطة والتعاملات المالية بما يلبى الشروط الإيرانية. 
وعززت الحرب على أفغانستان التى أعلنها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة بعد أحداث ١١ سبتمبر، وسقوط حكومة طالبان، العلاقة الوطيدة بين إيران والقاعدة، حيث حظى التنظيم بدعم ومساعدات كبيرة جدًا من إيران، ولجأ إلى إيران أكثر من ١٠٠ من أعضاء وعناصر القاعدة وعائلاتهم، من بينهم عائلة أسامة بن لادن، وكانت إيران تمثل الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة وعائلاتهم، كما قامت إيران بإطلاق سراح خمسة قياديين من التنظيم، مقابل إخلاء القاعدة سبيل دبلوماسى إيرانى هو «حشمت الله زادة» الذى اختطف فى اليمن فى بداية التعاون بينهما.

وكشفت الوثائق المنسوبة لأسامة بن لادن وجود تعاون لوجستى بين القاعدة وإيران، ورغم أن بن لادن نفسه كان يشكك وربما يدرك أن إيران تلعب على أكثر من حبل، خاصة فيما تعلنه بأن أمريكا هى الشيطان الأكبر، بينما تبطن تعاونها معها فى استهداف القاعدة فى أفغانستان وباكستان، لكن كثيرا من المواقف كانت تظهر أن أهداف إيران والقاعدة تتلاقى وربما تتوحد، فقد ساهمت القاعدة مع إيران، فى أكثر من مناسبة فى مساعدة عناصر إيرانية فاعلة على التغلغل والنفوذ إلى السعودية والبحرين واليمن.
وتهدف إيران من وراء علاقتها الخاصة مع تنظيم القاعدة إلى استغلال علاقتها بالقاعدة فى القيام بعمليات ضد بعض الدول التى تشهد حالة توتر فى العلاقات فيما بينها، وعلى رأسها السعودية، كما يمنح وجود عناصر تنظيم القاعدة فى إيران قوة تفاوضية فى علاقتها مع الولايات المتحدة، فإيران تستخدمهم ككارت يمكن التفاوض به من أجل الحصول على مميزات وضمانات أمريكية فى ملفها النووي، وكذلك استخدامهم فى زيادة الخناق على الولايات المتحدة فى حالة تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، كما أدت العلاقة الخاصة بين القاعدة وإيران وتوفير الدعم اللوجستى للقاعدة إلى تأمين إيران وحماية نفسها من أى هجمات محتملة يقوم بها التنظيم داخل الأراضى الإيرانية، فالأهم فى الاستراتيجية الإيرانية هو استخدام التنظيم فى نشر الفوضى وإغراق المنطقة العربية فى حالة من عدم الاستقرار، من خلال رعاية ودعم المجموعات الإرهابية.
والمتابع للاستراتيجية الإيرانية فى الشرق الأوسط يجدها لاعبًا رئيسيًا وأساسيًا فى حالة الفوضى والتقسيمات التى اجتاحت الدول العربية، فإيران هى المسئولة الأولى عن تدمير أربع عواصم عربية، هى بغداد ودمشق والبحرين وصنعاء من خلال ميليشياتها المسلحة.