الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

زعماء الإرهاب في حماية دولة "الملالي" (ملف)

حسن نصر الله والظواهري
حسن نصر الله والظواهري واسامة بن لادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواريخ وأرقام

1991 اتهمت الولايات المتحدة إيران بتقديم دعم لتنظيم «القاعدة»

1998 «أبو أنس الليبي» اتهم بتورطه في تفجيرات شرق إفريقيا وفرت طهران له حماية

2001 فرت قيادات من القاعدة وأسرهم إلى إيران بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان

2006 انضم محمد إبراهيم بيومي إلى تنظيم القاعدة ويعيش في إيران منذ العام ٢٠١٤

2008 كشفت وثائق سرية تم الكشف عنها بعض أسماء أهم قيادات القاعدة ممن عاشوا في إيران بأسماء مستعارة مثل «أبو حفص الليبي»

2009  أرسل قيادي في تنظيم القاعدة يدعى عطية الليبي لأسامة بن لادن يخبره أن أسرته في إيران في طريقها للمجئ إلى باكستان

2017  نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مقطع فيديو يظهر فيه حمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم «القاعدة» خلال حفلة زفافه في إيران

10  سنوات مدة استضافة نظام طهران لقيادات تنظيم القاعدة منذ عام 2007

100 من أعضاء وعناصر القاعدة وعائلاتهم من بينهم عائلة أسامة بن لادن استضافتهم طهران

19 وثيقة أثبتت تعاون إرهابيي القاعدة مع حزب الله اللبناني

٦ آلاف وثيقة تكشف استضافة إيران لقيادات الصف الأول والثاني في التنظيم وعوائلهم بعد غزو أمريكا لأفغانستان

ماذا كان يفعل قيادات تنظيم القاعدة في إيران؟ ولماذا استضافتهم إيران بكل هذه الحفاوة والكرم؟ وما سبب كل هذا التساهل والتسامح القاعدي في حق إيران؟ الكثير من التساؤلات التي تطرح نفسها حول علاقة هذا التنظيم، الذي لا يزال العالم يجني آثار تطرفه وإرهابه بالدولة الإيرانية. 
في هذا الملف ترصد «البوابة» حقيقة وأسرار هذه العلاقة الشيطانية بين طرفين واقعهما لا يستطيع فك طلاسمها، ولكنه الشيطان عندما يريد أن يحقق أهدافه فكل ما هو خارج إطار الواقع والخيال معا يحدث، فيجتمع قادة تنظيم القاعدة الذي ملأ الدنيا غلوا وتشددا في أبواب حماية السنة وعقيدة التوحيد على بُعد خطوات من حسينيات الملالي. 
من بين الآلاف من الوثائق التى كشفت عنها الاستخبارات الأمريكية، والتي أعلن عن ظهورها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي حصلت عليها القوات الأمريكية، من الحاسوب الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، المقتول في مدينة أبوت آباد الباكستانية، مايو 2011، والتي أكدت من خلالها علاقة وطيدة بين تنظيم القاعدة، ودولة إيران، وتعاون الأخيرة مع القاعدة وإمدادها بالمال والسلاح، وقواعد التدريبات، بالإضافة إلى اتخاذ طهران ملاذًا آمنًا لعناصر القاعدة. 
الوثائق حملت العديد من الأمور التي تخص الأمور الشخصية لـ«بن لادن» وعائلته، وعلى رأسهم نجله «حمزة بن لادن» الذي طالبه والده في إحدى الوثائق المكشوفة بالعيش في قطر، كما استضافت طهران عائلة بن لادن مدة تتجاوز 8 سنوات، بالإضافة إلى أن التنظيم الإرهابي فر بعض قياداته من أفغانستان عقب الغزو الأمريكي لها إلى إيران، التي تعد الحصن الآمن لهم في ذلك الوقت، وعاشوا فيها بأسماء مستعارة، وسهلت سفرهم إلى أراضيها.

مجلس إدارة «القاعدة» في قلب طهران

 إيران سمحت بخروج أعضائه والذهاب إلى سوريا

 أبو حفص الموريتاني وأبو الخير المصري وسيف العدل.. أبرز القيادات

من بين ٦٠٠٠ ألف وثيقة تم العثور عليها في منزل «بن لادن»، كشفت إحداها أنه بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام ٢٠٠١، فر بعض قياديى القاعدة وأسرهم إلى إيران، واستضافتهم السلطات هناك ووضعتهم تحت الملاحظة، وكانت السلطات الإيرانية قد استضافت أولاد بن لادن في مجمع سكني لأكثر من ثماني سنوات.

وفي رسالة أخرى أوصى بن لادن ابنيه محمد وعثمان بعدم مغادرة إيران للشريط القبلي بسبب غارات طائرات «الدرون» الأمريكية من دون طيار التي استهدفت العشرات من عناصر القاعدة.

وفى منتصف يونيو ٢٠٠٩ أرسل خطاب من قبل قيادى فى تنظيم القاعدة يدعى عطية الليبي، يخبر فيه أسامة بن لادن أن أسرته في إيران في طريقها للمجئ إلى باكستان، وفي خطاب يعتقد بأنه يعود لعام ٢٠٠٩ أيضًا يقول بن لادن: «لقد سمحت إيران بالخروج لبعض الأخوة من إيران والذهاب إلى سوريا».

وكشفت الوثائق السرية التي تم الكشف عنها عام ٢٠٠٨، بعض أسماء أهم قيادات القاعدة ممن عاشوا في إيران بأسماء مستعارة محسوبة على النظام الإيراني، وكان على رأسهم الإرهابي المعروف بـ«أبو حفص الموريتاني» مستشار الشئون الدينية لأسامة بن لادن، وخبير القاعدة في إيران فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، واسمه الحقيقي هو محفوظ ولد الوليد، وعاد إلى موريتانيا عام ٢٠١٢.

وثاني الأسماء التي كشفت عنها الوثيقة جاء اسم «أبو الخير المصري» الإرهابي الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة تنظيم القاعدة، بجانب كونه مسئولًا عن ملف العلاقات الخارجية للتنظيم كالتواصل مع حركة طالبان، ويتمتع بعلاقات ممتدة مع زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، والزعيم الحالى أيمن الظواهري.

والثالث هو سيف العدل، عضو فى مجلس إدارة تنظيم القاعدة، وأحد المشاركين في التخطيط للعمليات الإرهابية وخبير الدعاية لتنظيم القاعدة، كما تبوأ في وقت سابق رئاسة العمليات العسكرية للتنظيم، فضلًا عن تعاونه الوثيق مع أبو محمد المصري، ويعتقد أن العدل يتواجد حاليًا في إيران.

بينما جاء «أبو محمد المصري» رابعًا، كعضو آخر في مجلس إدارة تنظيم القاعدة، ويعد من أكثر أعضاء القاعدة قدرة وتمرسا في تخطيط العمليات، وكان الرئيس السابق لتدريب أفراد التنظيم، ويرجح البعض أنه لا يزال مقيمًا فى إيران حتى الآن، بخلاف القيادى المعتقل حاليًا فى أمريكا «سليمان أبو غيث» العضو في مجلس إدارة التنظيم، والناطق الرسمي باسم التنظيم قبل اعتقاله.

كما يعد «أبو الليث الليبي» من أهم القيادات التي عاشت داخل إيران بعد اشتعال الحرب في أفغانستان، ويعرف عنه اسم على عمار عاشور الرفاعي، ولقي حتفه في غارة طائرة أمريكية بدون طيار كقائد شبه عسكري، وكان نشطًا في شرق أفغانستان والمنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان؛ ومارس هناك الحكم الذاتي بصلاحيات كبيرة.

بعد أبو الليث جاء عبد العزيز المصري المعروف باسم على سيد محمد مصطفى البكري، الذي شارك بفعالية في تنظيم القاعدة، وكان يعتبر كبير خبراء المتفجرات والسموم، ويعرف عنه خبرته الواسعة في مجال البحوث النووية، وشاركه في مجال عمل المفجرات الإرهابي «أبو دجانة المصري» الذي عمل مدربًا للتفجيرات قبل اعتقاله، وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامي المصرية، وزوج ابنة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وكان محمد أحمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات في واقعة العرض العسكري الشهيرة، من ضمن الشخصيات الإرهابية التي عاشت في إيران، وكان مسئولًا عن تسهيل المهمات والعمليات لتنظيم القاعدة، وهو عضو بارز في الجماعات الإسلامية المصرية، كان على علاقة جيدة مع الاستخبارات الإيرانية في وقت سابق.

وكان معهم أيضًا كل من ثروت شحاتة، نائب الظواهري السابق، وخبير فى تخطيط العمليات، وكانت تجمعه علاقة احترام مع قادة القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي قبل مغادرته لإيران لاحقًا، و«على مجاهد» الذي كان مسئولا عن توفير المتفجرات، وتدريب المجندين على الكمبيوتر والإنترنت، وتسهيل حركة تنقل المتشددين رفيعي المستوى من إيران إلى العراق، التقارير تشتبه به بتنفيد الهجوم على مترو الأنفاق في نيويورك نهاية عام ٢٠٠٥، و«أبو أنس الليبي» الذي اتهم بتورطه في تفجيرات شرق إفريقيا عام ١٩٩٨، وهو عضو بارز في تنظيم القاعدة، وعضو في الكتائب الليبية الإسلامية المقاتلة، قبل أن يعتقل ويحتجز في الولايات المتحدة، و«أبو الضحاك» المعروف باسم على صالح حسين التبوكي، وكان يعمل كممثل للمجاهدين الشيشان فى أفغانستان، و«خالد السوداني» العضو في مجلس شورى تنظيم القاعدة، و«قاسم السوري» المعروف باسم عز الدين القسام السوري، وكان يعمل على الربط بين قادة القاعدة في وزيرستان وباكستان والعراق، وتخطيط وتنسيق العمليات الإرهابية في أوروبا مع العديد من الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة، وغيرهم من قيادات الصف الأول والثانى وعوائلهم ممن احتوتهم الدولة الإيرانية.


العداء لأمريكا يجمع الفرقاء ..  طهران تطلب حماية المراقد الشيعية فى العراق مقابل منح التنظيم ممرًا آمنًا

حالة من الغموض توصف بها العلاقة والتعاون بين إيران وتنظيم القاعدة، فرغم أن إيران تمثل دولة الشيعة فى العالم، ويمثل قيادات تنظيم القاعدة أهل السنة، إلا أن هناك اتفاقًا ضمنيًا ومصالح مشتركة تجمع بين تنظيم القاعدة والحرس الثورى والمخابرات الإيرانية، على رأسهم العداء العلنى لأمريكا، الذى يعتبر السبب الرئيسى فى تجميع الفرقاء وتجاوز الخلافات الاستراتيجية بينهم.

وتشير التقارير إلى أن علاقات القاعدة مع إيران تعود إلى منتصف التسعينيات، وكان مهندس هذه العلاقة أيمن الظواهري، ولعب دورا فى فتح قناة تواصل بين طالبان وإيران، التى ساعدت الولايات المتحدة فى حربها ضد طالبان فى حرب عام ٢٠٠١.

كما أكدت التقارير أن الاشتراطات الإيرانية على القاعدة هى قيامها بحماية المراقد الشيعية فى العراق، مقابل منح طهران التنظيم ممرا آمنا لمراسلاته وأنشطته المالية، بالإضافة إلى تأمين الملجأ الآمن لقادة القاعدة وعائلاتهم، ويمتد التعاون بينهما إلى مكتب الارتباط الخاص بتنظيم العلاقات الإيرانية مع التنظيمات السنية المتشددة المسلحة، والمسمى «قراركاه قدس»، الذى تولى نقل وتمرير قيادات التنظيم من أفغانستان وإليها، عبر محطاته المنتشرة فى باكستان إلى حد كبير، وفى مناطق العراق وجنوب لبنان وسوريا.

وأكدت مصادر استخبارية أمريكية قيام الملا أختر منصور، زعيم طالبان الذى قتلته القوات الأمريكية، بزيارة مكوكية إلى إيران، حيث مكان أسرته وعائلته، فالعديد من قيادات تنظيم القاعدة تتخذ إيران ملاذًا آمنًا لذويهم، وقد فرّ قادة تنظيم القاعدة إلى إيران بعد الاحتلال الأمريكى لأفغانستان، ووفرت إيران لهم حرية التنقل وممارسة الأنشطة والتعاملات المالية بما يلبى الشروط الإيرانية.

وعززت الحرب على أفغانستان التى أعلنها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة بعد أحداث ١١ سبتمبر، وسقوط حكومة طالبان، العلاقة الوطيدة بين إيران والقاعدة، حيث حظى التنظيم بدعم ومساعدات كبيرة جدًا من إيران، ولجأ إلى إيران أكثر من ١٠٠ من أعضاء وعناصر القاعدة وعائلاتهم، من بينهم عائلة أسامة بن لادن، وكانت إيران تمثل الملاذ الآمن لتنظيم القاعدة وعائلاتهم، كما قامت إيران بإطلاق سراح خمسة قياديين من التنظيم، مقابل إخلاء القاعدة سبيل دبلوماسى إيرانى هو «حشمت الله زادة» الذى اختطف فى اليمن فى بداية التعاون بينهما.

وكشفت الوثائق المنسوبة لأسامة بن لادن وجود تعاون لوجستى بين القاعدة وإيران، ورغم أن بن لادن نفسه كان يشكك وربما يدرك أن إيران تلعب على أكثر من حبل، خاصة فيما تعلنه بأن أمريكا هى الشيطان الأكبر، بينما تبطن تعاونها معها فى استهداف القاعدة فى أفغانستان وباكستان، لكن كثيرا من المواقف كانت تظهر أن أهداف إيران والقاعدة تتلاقى وربما تتوحد، فقد ساهمت القاعدة مع إيران، فى أكثر من مناسبة فى مساعدة عناصر إيرانية فاعلة على التغلغل والنفوذ إلى السعودية والبحرين واليمن.

وتهدف إيران من وراء علاقتها الخاصة مع تنظيم القاعدة إلى استغلال علاقتها بالقاعدة فى القيام بعمليات ضد بعض الدول التى تشهد حالة توتر فى العلاقات فيما بينها، وعلى رأسها السعودية، كما يمنح وجود عناصر تنظيم القاعدة فى إيران قوة تفاوضية فى علاقتها مع الولايات المتحدة، فإيران تستخدمهم ككارت يمكن التفاوض به من أجل الحصول على مميزات وضمانات أمريكية فى ملفها النووي، وكذلك استخدامهم فى زيادة الخناق على الولايات المتحدة فى حالة تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، كما أدت العلاقة الخاصة بين القاعدة وإيران وتوفير الدعم اللوجستى للقاعدة إلى تأمين إيران وحماية نفسها من أى هجمات محتملة يقوم بها التنظيم داخل الأراضى الإيرانية، فالأهم فى الاستراتيجية الإيرانية هو استخدام التنظيم فى نشر الفوضى وإغراق المنطقة العربية فى حالة من عدم الاستقرار، من خلال رعاية ودعم المجموعات الإرهابية.

والمتابع للاستراتيجية الإيرانية فى الشرق الأوسط يجدها لاعبًا رئيسيًا وأساسيًا فى حالة الفوضى والتقسيمات التى اجتاحت الدول العربية، فإيران هى المسئولة الأولى عن تدمير أربع عواصم عربية، هى بغداد ودمشق والبحرين وصنعاء من خلال ميليشياتها المسلحة


محمد العوفي: «التنظيم» خطط لتنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية

لمدة عشر سنوات وأكثر، حظى قادة القاعدة الهاربون بكرم ضيافة وحسن استقبال في بلاد فارس، هكذا اعترف عدد من هؤلاء القادة في رسائلهم وشهادات أدلى بها بعضهم في وسائل الإعلام أو في تحقيقات قضائية، تحدثوا فيها عن الحفاوة الإيرانية بهم وبكل من له علاقة بتنظيم القاعدة الإرهابى الذي يظهر نفسه للعالم بأنه من أهل السنة والجماعة، ومن أهم الاعترافات فى هذا الشأن ما ذكره أبو حفص الموريتاني، الذى يعد من أهم القادة المنظرين العلميين، ورأس اللجنة الشرعية للتنظيم خلال فترة زمنية مهمة فى عمر التنظيم، وأجرى فيما بعد بعض المراجعات الفكرية حول منهج القاعدة المتشدد المتطرف والمخالف للشريعة، حينما قرر سرد مذكراته التاريخية عن رحلته مع تنظيم القاعدة، أورد جزءَا لا بأس به عن علاقة تنظيم القاعدة بالدولة الإيرانية، وأسباب احتواء طهران برجال ورموز القاعدة، وكذلك عوائلهم، وعلى رأسها عائلة أسامة بن لادن مؤسس التنظيم.

فيقول أبو حفص نصًا: «نحن مررنا بمراحل فى إيران ليست إقامة جبرية، بل قل ضيافة فيها بعض القيود، وأبدا لم تحقق معنا أى جهة غربية ولا عربية ولا غيرها»، نافيًا بشكل واضح ما أثير حول الإقامة الجبرية حسبما أشاع إعلام القاعدة، بأن قادة القاعدة كانوا تحت الإقامة الجبرية، مضيفًا فى نفس اللحظة: «كان يتعامل الإيرانيون مع ملفنا كورقة يستفيدون منها، وكان يوجد معه بعض الإخوة الذين كانوا فى مجلس شورى التنظيم» بما يعنى أنه ليس كل من ذهب إلى إيران هم أسر وعوائل بعض القيادات فقط، هذا اعتراف أحد رموز القاعدة القدامي، بجانب العديد من الشواهد الكثيرة والاعترافات الكثيرة وليست هذه المجموعة القاعدية الوحيدة التي دخلت إيران بسلام، فقد دخل سليمان أبو الغيث عدة مرات إيران، والشخصية القاعدية الاستخباراتية الغامضة «سيف العدل».

كما كشف محمد العوفي السعودي التائب، الذى كان يشغل منصب قائد ميدانى بتنظيم القاعدة، فى اعترافاته، أن تنظيم القاعدة كان يخطط لاعتماد استراتيجية جديدة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية تقوم على مبدأ استنزاف الدولة من خلال تشكيل خلايا أو سرايا «مجموعات أفراد» تترصد أهداف محددة في مختلف أنحاء البلاد قبل أن تعرضها على قيادة التنظيم داخل الأراضى اليمنية، وبعد ذلك يتم وضع الخطط المناسبة للتنفيذ، وعند الانتهاء تعود تلك السرايا إلى اليمن، مما سيظهر فشل السلطات السعودية أمام الرأى العام في القبض على المنفذين، بحسب تلك الاستراتيجية.

 ووفقًا لما كشفه العوفي عن علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» واستعدادهم لمدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية.


وثائق تكشف توفير المال والسلاح وتدريب المقاتلين في معسكرات «حزب الله»

كشفت الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي تم العثور عليها من خلال الحاسوب الشخصي لزعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي قتل في أبوت آباد الباكستانية مايو ٢٠١١، عن وجود علاقة وطيدة بين دولة إيران، وتنظيم القاعدة «الإرهابي»، حيث عرضت طهران من خلال تلك الوثائق على «القاعدة» المال والأسلحة، وكل ما يلزمها من تدريب للمقاتلين في معسكرات حزب الله الشيعي اللبناني.

الوثائق التي تتكون من ٤٧٠ ألف ملف من الأنواع المختلفة، وجدت بها وثيقة تشمل على ١٩ صفحة، أشارت الـ«سى آى إيه» الأمريكية، إنها كتبت بخط يد أكبر قيادات القاعدة، وتثبت وجود اتفاقات بين التنظيم والسلطات الإيرانية لضرب مصالح الولايات المتحدة فى المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج كلها، حيث أوضحت تلك الوثيقة التى يعود تاريخها لعام ٢٠٠٧، أن السلطات الإيرانية منحت إيواء لعدد من عناصر التنظيم المتطرف، فيما سهلت سفرهم إلى أراضيها، بالإضافة إلى انتهاك تنظيم القاعدة تعهداته فى إطار الاتفاقات الثنائية بين الجانبين، مما أدى إلى إلقاء القبض على عدد من عناصره فى إيران.

ليس هذا فحسب، ولكن الوثائق أكدت أن «بن لادن» كتب بنفسه رسالة للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله على خامنئي، يطالبه فيها بالإفراج عن المحتجزين، ومن بينهم أحد أفراد عائلته، بالإضافة إلى وجود العديد من إصدارات الفيديو التى يظهر فيها حمزة بن لادن، نجل بن لادن، خلال حفلة زفافه، بالإضافة إلى كشفها عن مخاوف زعيم تنظيم القاعدة السابق، من إمكانية انقلاب إيران على أسرته بعد أن كانوا محل ترحيب، إذ حذر بن لادن نجله حمزة الذى كان يقيم فى إيران حيث احتفل بزواجه، من الوثوق في الإيرانيين، ونصح زعيم تنظيم القاعدة السابق في رسالة كتبها إلى ثلاثة من أبنائه وإحدى زواجاته، بترك ممتلكاتهم في إيران والتوجه إلى قطر.

وبالرغم من أن نجل بن لادن «حمزة» لم يستجب إلى نصائح والده زعيم التنظيم السابق، في الانتقال إلى دول الخليج، ودبر أمره في الوصول إلى باكستان، إلا أن بن لادن ظل متمسكًا برغبته في انتقال وريث منظمته الإرهابية للإقامة في قطر، حيث أكد بن لادن في رسالة كتبها إلى رئيس أركانه، رغبته في أن ينتقل نجله حمزة إلى قطر لدراسة العلوم الشرعية، حتى يتمكن من مقاومة التشكيك في الجهاد وترسيخ قناعته.