الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مصطفى بالي المدير الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في حواره لـ"بوابة العرب": "داعش" لن ينتهي من سوريا.. والحل يكمن في "الدولة الفيدرالية"

مصطفى بالي، المدير
مصطفى بالي، المدير الإعلامى لقوات سوريا الديمقراطية والمتحدث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تركيا تسهل دخول المقاتلين عبر معبر تل أبيض
للتعرف أكثر على مصير الدواعش الأجانب الذين تم القبض عليهم بواسطة قوات سوريا الديمقراطية، إجرت «البوابة» حوارًا مع مصطفى بالي، المدير الإعلامى لقوات سوريا الديمقراطية والمتحدث باسم القوات، الذى أكد أنه تم القبض على دواعش مصريين كانوا يقاتلون إلى جانب صفوف التنظيم الإرهابى فى مدينة الرقة، فضلًا عن القبض على مئات الدواعش من جنسيات مختلفة، ويتحدد مصيرهم وفقًا لما تحدده وتتفق عليه القوات، فقد يتم إيداعهم فى السجون التى تخضع لإشراف القوات فى الشمال السورى أو يتم تسليمهم إلى البلاد الذين ينتمون إليها إذا طلب هذا البلد استلام الداعشى المنتمى إليه. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. ما طبيعة الوضع فى سوريا فى الفترة الحالية؟
- الآن سوريا انتقلت إلى مرحلة جديدة من الحرب على داعش حيث أصبحت حربا داخلية أو أهلية، بين قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الشيعية التى تدعمه وبين قوات سوريا الديمقراطية فى مدينة دير الزور شمال سوريا، فضلًا عن أن هناك احتلالًا تركيًا بمحافظة أدلب، مشيرًا إلى أنه تم طرح أكثر من حل سياسى لإنهاء الأزمة الداخلية وحل الصراعات بين شرائح المعارضة، منها مؤتمر جنيف ومؤتمر سوتشى التى دعت إليه روسيا أكثر من ٣٣ كيانًا سياسيًا للمناقشة والتشاور لإنهاء الأزمة، ولكن أعتقد أن الأزمة لن تنتهى إلا باعتراف النظام بوجود مشكلة حقيقية فى الداخل، وحرصه على حلها بالاتفاق مع القوى المعارضة.
■ ما أبرز المناطق التى تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية؟
- نحن نعتبر نفسنا القوى الفعلية والجيش الرسمى لفيدرالية شمال سوريا، وننتشر فى الأجزاء التى تخضع لسيطرة القوات، والتى تمتد بدءًا من الحدود السورية – العراقية فى الشرق وحتى غرب مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، كما نعتبر إقليم عفرين ومنطقة الشهباء بريف حلب جزءًا من مشروع فيدرالية سوريا، وتنتشر قواتنا فى الفترة الحالية فى محافظة الرقة ودير الزور، وهذه هى المناطق التى حاربت فيها قوتنا ضد إرهاب تنظيم داعش وجبهة النصرة.
■ كيف تشكلت قوات سوريا الديمقراطية؟ وكم عددهم وكيف تحصل على الأسلحة اللازمة لعملياتها؟
- هذه القوات تشكلت البذرة الأولى لها فى مدينة كوبانى السورية عام ٢٠١٤، عندما تم تشكيل أول تحالف عسكرى بين قوات كردية وعربية وتركمانية تحت مسمى «غرفة عمليات بركان الفرات»، التى عبرت عن الإرادة الحقيقية لكل مكونات المجتمع السورى، واستطاعت محاربة تنظيم داعش والانتصار عليه فى موقعة كوباني.
أما بخصوص عدد القوات فهى لا تتجاوز عشرات الآلاف، أما حصولها على السلاح، فهذا أمر سهل للغاية، خاصةً أن سوق السلاح العالمى مفتوحة للجميع ولمن معه أموال لشرائها، فليس من الصعب الحصول على السلاح، مشيرًا إلى أنهم فى الفترة الحالية يعتمدون على السلاح الأمريكى والأوروبى الذى يٌقدم إليهم من قوى التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، والتى تدعم قوات سوريا الديمقراطية، فهذا التحالف يوفر للقوات ما تحتاجه من أسلحة.
■ كم عدد الدواعش الذين ألقت القوات القبض عليهم؟
- يقدر عددهم بالمئات.. ومن جنسيات مختلفة.
■ هل تم القبض على مصريين بينهم؟
- نعم، تم القبض على مصريين كانوا يقاتلون مع تنظيم داعش الإرهابي.
■ ما مصير الدواعش الأجانب الذين تم القبض عليهم؟
- الإرهابى الأجنبى هو الذى يحمل جنسية غير الجنسية السورية، ومصيرهم تحدده القوات، إما يتم اتخاذ الإجراءات المتبعة فى شمال سوريا ويتم إيداعهم فى السجن، و إما يتم تسليمهم للجهات المعنية، وهى الدول المنتمى إليها الداوعش للتعامل معهم.
■ كم بلغت خسائر داعش فى سوريا؟
- رغم خسائر داعش مساحات شاسعة من الأراضى التى كان يسيطر عليها فى سوريا، ولكن خسائره المادية لا تقاس بالخسائر المعنوية التى ألحقتها القوات بالتنظيم الإرهابي، فهذا التنظيم روج لنفسه على أنه القوة الخارقة التى لا يستطيع أحد الوقوف أمامها أو الانتصار عليها، كما أنه من السهل أن يخترق أى جيش ويلحق الهزيمة به، ولكن بعد الانتصار على التنظيم الإرهابى فى موقعة كوباني، أثبتنا للعالم وللتنظيم أنه يمكن هزيمة الإرهاب وهدم القوة الوهمية التى بناها التنظيم لنشر الرعب فى نفوس أعدائه.
■ ما أبرز المناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى سوريا فى الفترة الحالية؟
- للأسف الشديد، رغم خسارة داعش العديد من المدن التى سيطر عليها عام ٢٠١٤، إلا أنه لا يزال لديه حضور قوى فى البادية السورية ويتحصن بالمدنيين الذين يساندون التنظيم بقوة.
■ هل تعتقد انتهاء التنظيم فى سوريا بعد خسارته للمدن التى سيطر عليها فى عام ٢٠١٤؟
- لا، داعش لن ينتهى فى سوريا بهذه السهولة حتى لو تمت هزيمته عسكريًا، وذلك لأن التنظيم الإرهابى استطاع اختراق العقول، وجعل عددًا كبيرًا من السوريين يساندونه بقوة، وهذا الأمر خطر كبير على مستقبل سوريا، خاصةً أن الأفكار التكفيرية التى زرعها التنظيم فى نفوس البعض أخطر من المواجهة العسكرية للتنظيم.
■ فى رأيك، كيف سيطر داعش فى عام ٢٠١٤ على مساحات شاسعة من سوريا؟
- اعتمد التنظيم للسيطرة على هذه المساحات على استراتيجية الرعب وإلحاق الهزيمة بخصمه، وذلك عن طريق إقناعه بأنه غير قادر على محاربة التنظيم الإرهابي، وأنه التنظيم الذى لا يقهر، ويستطيع هزيمة أى جيش بينما لا يستطيع أى جيش هزيمته.
■ هل هناك دول تدعم تنظيم داعش فى سوريا؟
- بالتأكيد، فنحن عثرنا على وئاثق بعد تحريرنا المدن التى كانت تحت سيطرة داعش وأبرزها مدينة الرقة، تفيد بأنه كانت هناك علاقات دبلوماسية بين داعش وتركيا، وأنها كانت تسهل دخول الإرهابيين الأجانب داخل سوريا عن طريق معبر تل أبيض (الحدودى بين تركيا وسوريا) ومعبر جربلس، مقابل أموال يتم دفعها للجيش التركى، وتقدر بحوالى من ٣٠ إلى ٤٠ ألف دولار للشخص الواحد.
■ ما مستقبل سوريا بعد الحرب الأهلية التى دامت لأكثر من ٦ سنوات؟
- مستقبل سوريا هو إقامة دولة سوريا الفيدرالية الديمقراطية، والاعتراف بحق الأكراد فى شمال سوريا بشكل مستقل وتطبيق النظام الفيدرالى فى المناطق التى تسيطر عليها قواتهم.