الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

2004.. وفاة المناضل ياسر عرفات

ياسر عرفات
ياسر عرفات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان.. يرفع يديه بوجه بشوش تملؤه الابتسامة مفارقًا السبابة والوسطى، يمتطي دومًا جواد الأمل والتفاؤل بملامح فلسطينية خالصة، هو ياسر عرفات «أبو عمار» أبو القضية الفلسطينية، قضية العرب الأبدية.
شهدت القاهرة مولد محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، في يوم 24 أغسطس 1929، وكان أبوه يعمل بتجارة الأقمشة في حي السكاكيني بالعاصمة المصرية.
انضم إلى الجيش المصري خلال حرب 1948 للقتال ضد الكيان الصهيوني، وتخرج بعدها بعامين في كلية الهندسة جامعة القاهرة «فؤاد»، كان رئيسا لاتحاد طلاب فلسطين بالجامعة، وانضم ثانية إلى الجيش المصري ضمن الوحدة الفلسطينية ليصد العدوان الثلاثي.
بعد فشله في الحصول على تأشيرة للهجرة إلى كندا أو السعودية، تحصل على تأشيرة الكويت عام 1957 ليعمل مدرسًا وكون مجموعة مع المغتربين الفلسطينيين، كانت نواة لحركة فتح، التي تأسست ما بين عامي 1958 و1960، واعترفت الدول العربية بالحركة ممثلًا للشعب الفلسطيني في جامعة الدول العربية.
«إن المسدس في يدي، وغصن الزيتون في اليد الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي»، كانت هذه إحدى أشهر العبارات التي وردت في خطبته التاريخية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك عام 1974.
في عام 1990 وحينما بلغ عمره 61 عامًا تزوج من مديرة مكتبه سها الطويل 27 عامًا، فانجبا «زهوة».
أبرم مع إسرائيل عدة اتفاقيات للتوصل إلى تحقيق السلام كانت إتفاقية «مدريد» 1992 هي أول اعتراف فلسطيني رسمي بالكيان الصهيوني وتبعها باتفاق «أوسلو» 1993 لكن كعادة تل أبيب لا تلتزم بتعهداتها طالما بقيت تملك القوة.
نال «عرفات» جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين وشيمون بيريز في عام 1994 تقديرًا لمجهوداتهم في إرساء السلام.
شهد عام 2000 محاولة لتوقيع «كامب ديفيد» أخرى ولكن هذه المرة، بين «أبو عمار» ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ولكن «عرفات» رأى أنها إتفاقية منقوصة، ورفض التصديق عليها فاتهمته إسرائيل والولايات المتحدة بتقويض فرص السلام.
وتبع ذلك اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي أتهم خلالها «عرفات» بالتحريض على العنف، وازداد العداء بيت الرئيس الفلسطيني وتل أبيب، فحاصرته بمقر إقامته في مدينة رام الله في عام 2002 وبقى مُخاصرًا لعامين ساءت خلالهما صحته وسافر إلى فرنسا في 29 أكتوبر 2004.
ربما أضعفته الحاجة، وأصابه الوهن من طول المشوار، وأتهم بالعمالة لكنه أبقى على سبابته والوسطى مفترقتين، يتفاوض ويطلب ويُلح على حقوق شعبه بصوت متعب، ويدافع عن قضيته الأبدية، ولكن لابد لكل رحلة نهاية ولكل إنسان مُستقر إلى الحقيقة الوحيدة في الدنيا، الموت الذي تلقفه في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر 2004 حيث عاد من عاصمة النور إلى الأرض العربية بفلسطين.
بلا تشريح دُفن «أبو عمار»، لتتقاطع التساؤلات بالتخمينات، حول حقيقة الوفاة هل هي بسبب تليف الكبد كما قيل، أما أن للكيان الصهيوني يدا في مقتله، أسئلة تثار وتطل كلما اقترب الحادى عشر من نوفمبر من كل عام في ذكرى الرحيل.