الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إبراهيم باشا.. مؤسس الجيش المصري الحديث

ابراهيم باشا
ابراهيم باشا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى وفاة أحد أعظم قادة الجيش المصري الحديث، إبراهيم باشا الابن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة.
ولد إبراهيم باشا عام 1789، ووصف بأنه ساعد أبيه وعضده القوى في جميع مشروعاته ومعاركه وتطلعاته، حقق لمصر أمجاد عظيمة أذهلت أوروبا وأرعبت الخليفة العثمانى "الباب العالى".
قاد حملة عسكرية ضخمة على وسط الجزيرة العربية وقضى على الدولة السعودية الأولى بين 1816 و1819 فقد انتصر في حربه ضد عبدالله بن سعود بالدرعية، وقضى على حكمه، وأسره وأرسله لأبيه محمد علي باشا في القاهرة، فأرسله محمد علي إلى الأستانة، وطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، ونال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سخية، كما نال أبوه محمد علي باشا لقب خان وهو اللقب الذي لم يحظ به سواه، وأنشأ "إبراهيم باشا" التكية المصرية سنة 1816م.
عين قائدًا للجيش أثناء ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية للظفر بالاستقلال، فاقتحم معاقلهم وأخمد ثورتهم التي استمرت من 1825م إلى 1828م، لكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة أجبره على الجلاء عن اليونان وحين طمع محمد علي في ممتلكات السلطنة العثمانية بالشام أرسل ابنه مع جيش قوي ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى «كوتاهيه» عامي 1832م و1833م، وحينما تجدد القتال بين المصريين والأتراك انتصر وهزمهم هزيمة ساحقة في معركة نسيب الفاصلة في يونيو 1839م وغنم أسلحة كثيرة من العثمانيين، ولكن الدول الأوروبية حرمته من فتوحه وأجبرته على الجلاء عن جميع المناطق التي كان قد فتحها.
وكانت اليونان وجزء من أوروبا الشرقية تابعة للدولة العثمانية منذ القرن الـ 15 الميلادي، وعندما اندلعت ثورة ضد العثمانيين عجز السلطان عن إخمادها، فطلب من محمد علي باشا -أقوى ولاة الدولة العثمانية - القضاء على تلك الثورة فبعث محمد علي ابنه إبراهيم باشا والذى نجح في القضاء على الثورة وإنهاء التمرد واكتسب الجيش المصري خلال تلك الحرب خبرات ميدانية، وضم محمد علي جزيرة كريت (مكافأة من السلطان)
خاض "إبراهيم باشا" الحرب المصرية العثمانية أو ما يعرف بحروب الشام الأولى وهي بمثابة الجزء الأول من الصراع العسكري بين مصر والدولة العثمانية، أثناء حكم محمد على باشا والذى طالب السلطان العثماني بأن يمنحه ولاية الشام مقابل مساعدته له في حرب الاستقلال اليونانية فاكتفى السلطان بمنحه ولاية جزيرة كريت وهو مالم يرض به محمد علي وكان ذلك سببا في اشتعال الحرب بينهما وانتهت بانتصار إبراهيم باشا ووصول نفوذ دولة محمد علي إلى أعالي نهر الفرات.
في عام 1839م وجه السلطان العثماني جيشًا لاسترداد أراضي الشام التي نجح إبراهيم باشا في فتحها خلال الحرب المصرية العثمانية الأولى، وكان نتيجة ذلك أن جهز إبراهيم باشا جيشه وزحف مرة أخرى إلى الأناضول ودارت معركة نزيب التي استطاع إبراهيم باشا بعبقرتيه العسكرية أن يسحق الجيش العثماني، وهنا أصبحت الامبراطورية العثمانية على وشك الانهيار، وهرعت بريطانيا والنمسا ودول أوروبية أخرى، للتدخل واجبار مصر على قبول معاهدة لندن ونجحت بريطانيا في إشعال ثورات أهالي الشام ضد الحكم المصري حتى استعادت الإمبراطورية العثمانية سوريا، وقام حافظ باشا، يرافقه مولتك، بمسيرة الجيش إلى سوريا.
تولى إبراهيم باشا حكم مصر بفرمان من الباب العالي في مارس 1848 نظرًا لمرض والده لكنه لم يعمر أكثر من سبعة أشهر ونصف بعد ذلك توفى وهو لم يبلغ الستين من عمره في 10 نوفمبر 1848.