تدرس الإدارة الامريكية بقوة إلغاء نظام الهجرة العشوائية أو برنامج يانصيب هجرة التنوع الذي يمنح تأشيرات «الجرين كارد» أو البطاقة الخضراء للأجانب، وتشير تقارير دولية إلى أن مصر ستكون أكبر الدول الإفريقية تأثرا حال إلغاء الهجرة.
واستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوم الدهس الإرهابي الذي شهدته مدينة نيويورك، ونفذه عنصر ينتمي لتنظيم "داعش" يدعى سيف الله سايبوف - 29 عاما -، ليطالب الكونجرس الأمريكي بإنهاء برنامج الهجرة العشوائية، وذلك بعدما قالت تقارير إن منفذ الهجوم الذي أودى بحياة 8 أشخاص دخل الولايات المتحدة قانونيا في 2010 قادما من أوزبكستان عن طريق برنامج الهجرة العشوائية.
وكتب ترامب في عدة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر" عقب الهجوم الذي وقع مطلع نوفمبر الجاري قال فيها: "أدعو الكونجرس إلى إنهاء برنامج اليانصيب تأشيرة التنوع فورا. انها كارثة لبلدنا".
وتابع: "هذا البرنامج يمنح التأشيرات ليس على أساس الجدارة ولكن لمجرد أن يتم اختيار المتقدمين عشوائيا في اليانصيب السنوي والناس وضعت في أن اليانصيب ليست هي الأرقى في البلاد".
واضافة الى ترامب، أعلن وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، تأييده لاقتراح الرئيس بإلغاء تأشيرات واستبدالها بنظام النقاط.
مصر أكبر الخاسرين.. أرقام صادمة
وتتصدر مصر قائمة أكبر الخاسرين حال الموافقة على هذا المقترح، حيث أكدت الأرقام الصادرة عن الخارجية الامريكية أن ما يقارب 3 آلاف مصري قبلت طلباتهم في البرنامج خلال العام الماضي، وتأتي كل من إثيوبيا والكونغو في المركز الثاني والثالث ضمن قائمة أكبر الخاسرين.
بيانات وزارة الخارجية الامريكية، خلال الفترة من 2007 - 2016، جاءت صادمة بالنسبة للمصريين، ففي العام الماضي، بلغ عددهم المستفيدين المصريين من البرنامج 2855 شخصا، وأشارت الوزارة إلى أن المتقدمين لبرنامج الهجرة العشوائية بلغت أعدادهم حوالي 11.4 مليون متقدم خلال عام 2016.
وقالت ليزا فيكر، القنصل العام الأمريكي بالقاهرة، إن عدد المتقدمين لبرنامج الهجرة العشوائية تجاوز الـ"مليون" مصري، مؤكدة أن 3400 شخص فقط حصلوا على الموافق.
ما هو «الجرين كارد»؟
الجرين كارد ببساطة هو برنامج يمنح التأشيرات ليس على أساس الجدارة ولكن لمجرد أن يتم اختيار المتقدمين عشوائيا في اليانصيب السنوي، ويمنح ما يقدر بـ 50 الف شخص فرصة الانتقال الى الولايات المتحدة.
وتنص المادة 203 من قانون الهجرة والجنسية على فئة من المهاجرين يعرفون باسم "المهاجرين المتنوعين" من البلدان ذات معدلات الهجرة المنخفضة تاريخيا إلى الولايات المتحدة. ويتوفر عدد محدود من التأشيرات في كل سنة مالية.
ويتم توزيع المستفيدين على 6 مناطق جغرافية، ولا يجوز لأي بلد من البلدان أن يحصل على أكثر من 7 % من الصوات الرقمية المتاحة في أي سنة واحدة.
وتصدر المستفيدون الأفارقة قارات العالم العام الماضي حيث بلغ إجمالي عددهم 20706 شخصا، فيما جاءت القارة العجوز "أوروبا" في المركز الثاني بـ 15،207 أشخاص، فيما جاءت كلا آسيا8،898 شخصا، وأمريكا الجنوبية 1،370 شخصا، وأوقيانوسيا 532 شخصا، وأمريكا الشمالية 5 أشخاص.
ترامب يلوح بالإلغاء مجددا
ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يلوح بها ترامب بإلغاء الهجرة إلى أمريكا، حيث أنه لطالما أشعل حملته للانتخابات الرئاسية بتصريخات معادية للمهاجرين.
وردا على تصريحات ترامب، قالت رابطة "مهاجرون حول العالم"، إن تصريحات ترامب المعادية للمهاجرين بصفة عامة وللمسلمين بصفة خاصة ودعواته المتواصلة لطردهم من امريكا او منعهم من دخولها.
وأشارت الرابطة إلى أنه لم يصدر أي قرار رسمي عبر المواقع الرسمية التابعة للحكومة الأمريكية "وزارة الخارجية" أو الكونغرس بشأن إلغاء برنامج الهجرة.
واوضحت الرابطة أنه في حال قرر ترامب إلغاء البرنامج فعليه أن يحظى بموافقة الكونغرس، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه "لو لم تكن أمريكا تستفيد من المهاجرين القادمين بالغرين غارد لما استمرت هذه القرعة من 1990 حتى الآن".
وذكرت الرابطة أن "هذا القرار لن يكون في صالح الحكومة الأمريكية، لكن كل هذا لا يستبعد تشديد الإجراءات على المهاجرين مستقبلًا خاصة القادمين من دول العالم الثالث"، وهو ما وضح جليا في مراسيم ترامب المتتالية لحظر دخول المسافرين من الدول الإسلامية.
مصريون عن إلغاء التأشيرة: "لن تلغى".. وستقتصر على دول بعينها وبشروط أشد صرامة
أما الشباب المصري، فكان لهم آراء مماثلة لبيان الرابطة، حيث قال أسامة رضا – 29 عاما – أنا خريج كلية تجارة، وتقدمت للهجرة مرتين هذا العام، فيعد أن تقدم عدد كبير من المصريين حدث خلل تقني في الموقع الرسمي للهجرة مما اضطررنا للعودة والتسجيل عبر الموقع مرة أخرى.
وقال أسامة إن ترامب كثيرا ما هاجم المهاجرين وحاول توقيف برنامج الهجرة.
فيما استبعد مصطفى محمد – 28 سنة - إلغاء الهجرة بشكل تام، وقال إن القرار ليس بيد ترامب بمفرده، ولكن يجب أن يعود للكونغرس في نهاية الأمر، وهو ما يتيح فرصة لاستمرار الجرين كارد ولكن بضوابط.
وتابع: "هي ممكن يكون لها ضوابط اشد صرامة، ولن تكون عشوائية بالصورة النمطية الحالية، وممكن تقتصر على دول معينة مثلا دون دول تانية وبشروط محددة".
