الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تصارع اللصوص يكشف الجريمة.. "داعش" يفضح العلاقة الآثمة بين "طهران" و"القاعدة".. انشقاق "البغدادي" عن "الظواهري" يظهر أصابع إيران في الإرهاب العالمي

زعيم تنظيم القاعدة
زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ إعلان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في نوفمبر 2013، فك الارتباط مع تنظيم الدولة «داعش» في العراق والشام.. وتأكيده أن جبهة النصرة وحدها هي التي تمثله، دبت الخلافات بين «الإرهابيين الكبيرين» الظواهري، وأبوبكر البغدادي، الذي رد بتسجيل صوتي بعنوان: «باقية في العراق والشام»، قال فيه: «لقد اعتدنا ومنذ عشر سنوات من الدماء والأشلاء أننا لا نخرج من محنة إلا ويبتلينا الله تعالى بمثلها أو أشد منها، مضيفا أن تنظيمه في العراق والشام باق ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها».

وجاء تسجيل الظواهري ردًا على ما أعلنه البغدادي، زعيم الفرع العراقي للقاعدة، في أبريل 2013، بتوحيد «دولة العراق» وجبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن المسئول العام للجبهة، أبو محمد الجولاني، سارع في اليوم التالي إلى التنصل من الإعلان، معلنًا مبايعة الظواهري، في خطوة للربط بين تنظيم القاعدة والجبهة.
ومن بعدها تعددت الخلافات بين التنظيمين الأخطر في تاريخ الإرهاب العالمي، حتى ظهر الخلاف الأكبر على خلفية علاقة القاعدة بالدولة الإيرانية، فلم تفلت «القاعدة» من الاتهامات الداعشية بتلقيها دعمًا وتمويلًا من طهران، ففي تسجيل صوتي للمتحدث باسم تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق والشام المعروف بـ«أبومحمد العدناني»- الذي لقي حتفه فيما بعد- تحت عنوان «عذرًا أمير القاعدة»، أثبت صحة تلك العلاقات المدنسة بين القاعدة وإيران، كاشفا عن مساعدات طهران في تيسير إيصال الإمدادات والعتاد إلى عناصر القاعدة.
وقال متحدث «داعش» نصًا: (إن لـ«القاعدة» دينا ثمينًا لطهران)، وهو ما اعتبره المراقبون شهادة شاهد من أهلها، نظرًا لخروج تنظيم «داعش» من رحم القاعدة، معتبرين أن هذه الشهادة هي المشهد الأخير في مسلسل الأكاذيب والمراوغات المفتعل لنفي العلاقة الجهنمية من الأساس.
وظهر تسجيل العدناني المتضمن لشهادته عن علاقة طهران بالقاعدة، في أعقاب خلاف حاد نشب بين التنظيمين الأخطر في العالم، بعد بيان للإرهابي أيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي، كاشفًا فيه سر غض بصر «داعش» عن الجمهورية الإيرانية وعدم تنفيذها عمليات داخل أراضي الأخيرة، كان امتثالا لتنظيم بن لادن في أفغانستان، وهو ما نفاه العدناني في رسالته المعنونة بـ«عذرًا أمير القاعدة»، التي قال فيها إن الكثيرين اجتهدوا في تفسير وتأويل بيان الظواهري الذي لم يسمِ فيه الأشياء بأسمائها، بجانب ما وصفه بتناقض البيانات والتصريحات السابقة، خاصة البيانات المتعلقة بالحديث عن تبعية «داعش» للقاعدة.
كما نفي مبايعة «داعش» في العراق والشام للقاعدة، بقوله: «لم نبايع في يوم من الأيام تنظيم القاعدة»، مشيرًا إلى أن عناصر «داعش» عندما سمعوا تصريحات الظواهري الخاصة بهذه المبايعة، اتهموا بسببها زعيم القاعدة بـ«التخريف»، مطالبًا الأخير بالتراجع عن تصريحاته وإصدار بيان يوضح الحقيقة، وإلا فإن تنظيمه سيكون معذورًا فيما سيفعله فيما بعد أي «في قادم الأيام» حسبما قال حينذاك.

وقال العدناني في الرسالة الصوتية نفسها، إن «داعش» لم ينفذ عمليات مسلحة في إيران، تلبية لطلب زعماء القاعدة وحفظًا لمصالحها وخطوط إمدادها، كما أن التاريخ سيسجل أن لقاعدة بن لادن والظواهري دين ثمين في عنق إيران، وإن «داعش» تغاضي عن إيران، التي كبحت جماح جنودها، امتثالًا لمطالبات قيادات القاعدة.
واتهم العدناني في تسجيله الظواهري بأنه أجهد نفسه في إثبات أمر لم يستطع إثباته خلال بيانه الذي قصد فيه التشهير بأن أبوبكر البغدادي زعيم «داعش» بايع القاعدة، محاولًا إظهار أتباع البغدادي بمظهر الخونة، موجهًا حديثه إلى الظواهري بقوله: «لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض تنظيم الدولة فى العراق والشام لما وسعكم إلا أن تبايعوه وتكونوا جنودًا لأميره القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيمًا»، مشيرًا إلى أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان.
وطالب العدناني في نهاية تسجيله بقية قادة القاعدة بإعلان موقفهم الصريح من تنظيمه في العراق والشام في بيان رسمي، مشيرًا إلى أن سكوتهم موافقة وعدم رفضهم تصريحات الظواهري، يعد محاربة لـ «داعش» وعناصره التي لن تبقى صامتة وستدافع عن منهجها بكل ما أوتيت من قوة.
رغم الحرص الإيراني طوال السنوات الماضية على إخفاء ونفى كل ما يمكن أن يثبت تورطها في تقديم تمويلات وإمدادات لتنظيم القاعدة، إلا أن الوثائق والتقارير الأمنية التي تم تسريبها، كشفت بشكل واضح وصريح عن وجود علاقات مركبة وثنائية بين إيران الشيعية وتنظيم القاعدة السني في سبيل مصالح بعينها تخدم أهداف الطرفين.
وخرجت للنور أدلة دامغة كشفت عن هذه الشراكة، منها مئات الوثائق، التي كشفت عن أن طهران تعتبر بوابة الخروج والدخول لتنظيم القاعدة عبر امتدادها الجغرافي بين كل من أفغانستان وباكستان والبحر العربي والعراق.
ومما جرى كشفه للعالم، ما وقع خلال العام 2001 أي عقب انهيار حكم طالبان، بهروب العديد من قادة وعناصر تنظيم القاعدة، وعلى رأسهم أسامة بن لادن، مؤسس القاعدة وزعيمها وقتئذ، ونائبه أيمن الظواهري الزعيم الحالي، إلى باكستان، بينما ذهب آخرون إلى إيران، التي أرسلت وفدًا خاصًا إلى أفغانستان لتأمين عمليات نقل أمن للقيادات والعناصر القاعدية لإيران، وكان منهم قادة الصفوف الأولى والوسطى من التنظيم المركزي، وهو ما أدى إلى تأسيس وتشكيل مجلس إدارة للقاعدة في قلب الأراضي الإيرانية عام 2002 بأمر من أسامة بن لادن لدعم التنظيم في كل من أفغانستان وباكستان والعراق فيما بعد، وكان الحرس الثوري هو الجهة المسئولة عن تأمين وتدبير أمور رجال القاعدة وعوائلهم.