الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإدمان يبدأ بـ"كوكو الضعيف" وينتهي بكارثة (ملف)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تختلف البدايات من صاحب السوء أو رغبة التقليد أو نشوة نفث الدخان في الهواء، ومن السيجارة التي يسميها الأطفال «كوكو الضعيف»، تبدأ الحكاية.. حكاية الإدمان المريرة، تلك التي تلقي بدمارها ليس على الصبي أو البنت فقط، لكن على الأسرة بأكملها، تصبح خنجر حزن ووصمة عار تلاحق أفرادها إنّ حلت.. للكارثة أسبابها الكثيرة وليس فقط ما يتصوره البعض بأن الفقر هو سببها فلكم من طفل ثري زلت قدمه وكان سببًا فى ضياع أموال أسرته، وكم من شابة كانت ملء العين وتحولت إلى فتاة ليل.. الإدمان شيطان بل مارد يحرق غصون الحياة.. يقتل أبناءنا وبناتنا.. فاقتلوه بالأمل وسدوا عليه السبل بالتوعية.

«عبدالرحمن» استبدل المدرسة بـ«التوك توك».. وبدأ بـ«السجائر» 
«عبدالرحمن هشام» تلميذ الصف الأول الأعدادي، فقبل عامين رسب في عامه الدراسي الأول بالمرحلة الإعدادية دون علم والديه اللذين انفصلا عن بعضهما وهو في السادسة من عمره وأخذته والدته وأخاه الأكبر للعيش معًا في منزل آخر واهتمت الأم به على مدار ثلاثة أعوام قبل زواجها من رجل آخر.
بدأت حياة الطفل في التغير إلى الأسوأ عاما بعد عام، حيث أهمل واجباته المدرسية وانضم إلى «شلة» العفاريت كما أطلقوا على أنفسهم ليخوض تجربة الهروب من المدرسة أول مرة في الصف السادس الابتدائي مع أصدقائه «الجدد»، لتصبح عادة دائمة بالنسبة له يفعلها مرة أو مرتين أسبوعيا دون ملاحظة أحد. 
وبعد رفضه عدة مرات تدخين السجائر مع أصدقائه الأكبر سنا في المدرسة، جاءت إجازة الصيف لتكون نقطة التحول في مسار حياته حيث قرر خوض تجربة التدخين مع طفلين آخرين من جيرانه، تلك العادة السيئة التي طالما حلم بتحقيقها كلما رأى أخاه الأكبر منه بما يقرب من ١٢ عاما يمارسها.
بدأ الطفل يمارس عادة التدخين دون علم أحد، خاصة بعد انشغال الأم بعملها وقضاء حاجة المنزل وزوجها الجديد الذي لم يتخذ الطفل الصغير كابن له أبدًا، ولم يعد المصروف يكفي الطفل الصغير الذي قاده الإهمال ليفتح عينيه على ممارسات وعادات الشباب السيئة مبكرا، واضطر لسرقة بعض الأموال من والدته التي انشغلت عنه بالعمل حتى تكفي متطلباته ولا تحمل أعباءه على زوجها الجديد، ولم يخطر على بالها أبدا أن ابنها يسرق منها ما يقرب من ١٠ جنيهات يوميا لشرب السجائر، التي كانت بداية الدمار لحياة الطفل حيث رسب في الدراسة وأهملها ليعمل سائق توك توك دون علم والدته، وذلك للحصول على ما يكفيه من أموال حتى لا يعود إلى السرقة مرة أخرى، وقرر عدم الذهاب إلى المدرسة إلا وقت الامتحانات.

علي ماهر: «كيفي» تسبب في موت جدي بـ«جلطة»
الشاب يدعى «علي ماهر- ١٨ عامًا- طالب»، ويروي قصته مع إدمان المخدرات قائلا: «كنت طفلا مدللا لأسرتي، فكان أعمامي وجدي يصطحبوني معهم لجلساتهم مع أصدقائهم، وخلالها كانوا يتناولون كل أنواع المخدرات، ومع مرور الوقت دخلت في تجربة الإدمان بعد أن أصبحت لا أستطيع الحياة دون المخدرات، خاصة بعدما صاحبت أصدقاء سوء شجعوني أكثر على سلوك هذا الطريق، بل وأدخلوني مجال «الشم» هيروين وكوكايين.. الخ، ولأنها غالية، فقد كنا نسرق أي شيء للحصول عليها، فقد كنت أسرق الأشياء من المنزل بل والضيوف الذين يزورننا، حتى ساءت سمعتي وشوهت صورتي». 
ويضيف قائلا: «بعد ذلك أدخلني أهلي مصحة للعلاج من الإدمان، ظللت شهورًا بها، وخرجت وعدت مرة أخرى للإدمان، وتكرر الأمر طويلا، حتى أصيب جدي بجلطة في القلب من حزنه علىّ، فقررت بعدها العلاج حتى الشفاء».
«راوية»: ابني أهدر ثروتنا على «دماغه» وحول حياتنا جحيماً
الحكايات لا تتوقف، والمأساة لا تنتهي، وتلك حكاية أخرى ترويها سيدة فقدت زوجها، وأصبحت مسئولة وحدها عن أسرتها المكونة من ٦ أبناء وتقول: «بعد وفاة الزوج أصبحت مسئولة عن أولادى، ويعلم المولى كيف مرت بنا رحلة الحياة حتى تمكنت من تزويج الأبناء، ولم يبق منهم سوى الأصغر، الذي اتخذ مسارا مختلفا في حياته، بعد أن تعرف على رفقاء السوء، فترك دراسته وعمل في مقهي، وأصبح مدمنا، بعدها دخل مجال التجارة في المخدرات، وقبض عليه ودخل السجن، وبعدما خرج أدخلته مصحة للعلاج، لكنه للأسف خرج ليعود للمخدرات». 
الحكايات تتشابه في عالم الإدمان، فالسيدة راوية مرت بقصة مشابهة وعنها تقول: «تحولت حياة ابني الشاب إلى جحيم بعد إدمانه المخدرات على أيدي رفقاء السوء، فبعدما كان وديعا هادئا تغيرت أخلاقياته.
وأصبح عنيفًا بل وتطاول علىّ كثيرا، وصرف أمواله التي ورثها عن والده الراحل على المخدرات، بعدها حاول الاستيلاء على ذهبي لبيعه والإنفاق على شراء المخدرات، وأدخلته المصحة، وخرج منها ليعود إلى المخدرات، ولا أعرف ماذا أفعل؟».
ومن الأمهات إلى الزوجات، حيث تحكي السيدة «فاتن.م- ٣٠ عاما- ربة منزل» قصتها المأساوية مع زوجها، فتقول: «عشت أجمل سنوات العمر مع زوجي بعد قصة حب استمرت سنوات في الجامعة توجت بالزواج، والكل كان يحسدني على هذا الشاب الهادئ الوسيم، ومرت سنوات في سعادة، أنجبنا خلالها طفلين، بعدها تحولت حياتنا إلى جحيم، بعدما صادق «شلة سوء دفعت به إلى طريق المخدرات.
وساءت صحته فتحول إلى هيكل عظمى، وساءت أخلاقه، فأصبح دائم التعدي عليّ، وأصبح عاطلا عن العمل، واضطررت أنا للنزول إلى مجال العمل للإنفاق على أولادي».