الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب قادمة.. ما العمل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأن التدخل الإيرانى فى الشئون العربية قد تجاوز كل ما يمكن احتماله، ولأن هذه الحرب المحتدمة فى اليمن هى حربٌ إيرانية على السعودية، ولأن إيران باتت تحتل سوريا احتلالًا فعليًا، وأصبح لها «مستوطنات» فى العديد من أحياء دمشق القديمة، ولأنها غدت تُصادر لبنان كدولة وككيان وكقرار، وحولت ضاحية بيروت الجنوبية إلى قاعدة استخبارية وسياسية لها؛ فإنه لم يعد بالإمكان السكوت على هذا كله، ولذلك فإنَّ كبار المسئولين السعوديين معهم الحق كله عندما يعلنون أن للصبر حدودًا، وأنهم سيردون على هذا التحدى بتحدٍّ أشد منه وأكثر قوة.
لم يعد بإمكان أيٍّ كان إنكار أن إيران، التى كانت افتعلت حرب الثمانية أعوام مع العراق لكنها فشلت فى أن تنتصر فى تلك الحرب، مصممةٌ على استكمال تحويل هذه المنطقة العربية إلى مجالٍ حيوي، سياسى وعسكرى استخبارى واقتصادي... وكل شيء لها، ولعل ما شجعها ويشجعها على هذا أنها تستند إلى دعم روسى بات واضحًا، ولا يستطيع أيٌّ من كان إنكاره، وأنَّ الولايات المتحدة، التى من المفترض أنها أكثر المعنيين بهذا الأمر، مصابةٌ بالارتباك فى عهد هذه الإدارة التى على رأسها دونالد ترامب، بينما كانت حسابات إدارة باراك أوباما السابقة، إن لم تكن متواطئة مع الإيرانيين، خاطئةً وكـ«التغميس خارج الصحن»!
الآن يسعى الإيرانيون، وهذا واضح ومعروف ويتحدث عنه حتى كبار المسئولين فى طهران كل يوم، إلى السيطرة على باب المندب، وعلى البحر الأحمر بكل منافذه، بعد شبه السيطرة على الخليج العربي، مما يعنى أن الاستمرار فى التحمل والنفس الطويل سيتحول حتمًا إلى استسلام سيدفع ثمن نتائجه العرب كلهم، والأجيال العربية القادمة بأسرها، من الآن حتى نهاية هذا القرن، وربما إلى ما بعد قرون طويلة، وهنا فإنه على كل عربى يحتل موقعًا مسئولًا فى بلده أن يتذكر، فى كل ليلة قبل أن ينام، كم استطال الاحتلال الصفوى للعراق ولبعض المناطق العربية الأخرى.
وهذا يعنى أنه لا يجوز إلقاء عبء المواجهة فى هذا الصراع، الذى تدل كل المؤشرات على أنه سيتحول إلى حرب طاحنة، فى أية لحظة، على المملكة العربية السعودية فقط، ولعل ما من المفترض أنه بات واضحًا لكل عربى من المحيط إلى الخليج أن الاستهداف الإيرانى لا يقتصر على السعودية فقط، وأنّ الإيرانيين إنْ كانوا يركزون عليها الآن فلأنهم يعتبرونها الرقم الرئيسى فى المعادلة العربية، وهى كذلك، والمثل يقول: «إن من يتغدى بشقيقك سيتعشى بك لا محالة»!
وهكذا، فقد أصبح كل عربى فى هذا الوطن، المهدد بتغيير هويته العربية، يسمع أصوات طبول حرب بات الإيرانيون يفرضونها على هذه المنطقة فرضًا، بعدما شجعهم كل هذا التمدد الذى أحرزوه فى سوريا ولبنان والعراق، وفى اليمن أيضًا، مما يعنى أن ترك السعودية تواجه هذا التحدى المصيرى وحدها ليس أمرًا غير جائز فقط، بل هو استسلام سندفع ثمنه كلنا، ومن دون استثناء، والأخطر أنّ أجيالنا المقبلة ستدفع مثل هذا الثمن وأكثر منه بألف مرة!
نقلا عن «الجريدة» الكويتية