الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"هجر الزوجات".. كارثة تهدد الأسرة المصرية.. 2 مليون طفل يعانون أزمات انفصال والديهما.. إسراء: اضطررت لتسلية نفسي بمكالمات جنسية.. علماء نفس: يصيب المرأة بالاضطراب الهرموني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل يوم حكاية.. هكذا أصبح حال دفاتر وسجلات محاكم الأسرة، بعد أن انتشرت حالات الطلاق بطريقة لم يشهدها المجتمع المصري من قبل، خاصة أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض المشاكل الأسرية التي ملأت محاكم الأسرة بالزوجات اللاتي يصرخن من هجرة أزواجهن لهن لفترات طويلة قد تصل إلى أعوام.
حكايات لا تنتهي وقصص تكشف عن المأساة التي تحولت إلى معاناة نفسية تعاني منها الزوجات اللاتي يعانين قسوة ذلك الواقع المرير بسبب ألم فراق الأزواج وتحمل مسئولية أنفسهن، وحرمانهن من حقوقهن في العلاقة الزوجية.

"ليلى" 30 سنة تقيم دعوى خلع حملت رقم 7678 لسنة 2017، وذلك بسب هجرة زوجها لها بعد شهر من الزواج لمدة وصلت لأكثر من عام وتركها معلقة، وتقول: "زوجي تركني بعد شهر من الزواج للسفر خارج البلد والعمل خارجها وجمع مال بحيث بقوم بشراء شقة.
"أسراء" التي روت حكايتها تقول إن زوجها رفع ضدها دعوى قضائية بالزنا حملت رقم 1955 لسنة 2017 واتهمت بشرفي، حيث اضطرت إن "أسلي نفسي بمكالمات جنسية من ملل الحرمان بسبب سفره عني خمس سنوات وتركني فيها أعاني طمعًا في أن يجمع الثروة ولم أر شئيًا لا أنا ولا طفلي الصغير.
وهناك " أمينة" مثال صارخ للعنف ضد الزوجات بعد أن قام زوجها باتهامها بالزنا ورفض نسب الطفل له بسبب إصابته بالإعاقة، وأكملت: وأنا فى المتاهة أعاني منذ ستة أعوام فى تسجيل ابنى ونسبة".
وعن انتشار الظاهرة بشكل ملحوظ يقول المحامي بمحاكم الأسرة شريف نصار: إن نسبة الطلاق والخلع بسبب الهجر تشير إلى وجود 2 مليون طفل يعانون من الخلافات بين الآباء والأمهات المتنازعين بسبب الهجر، وهذا ما أكدته محاكم الأسرة والمنظمات الحقوقية التي أكدت معاناة مليون سيدة من مأساة هجرة أزواجهن لهن وحرمانهن من حقوقهن.
وأضاف نصار أن القانون عرف المرأة المهجورة قائلا: المرأة المهجورة هي كل امرأة تركها زوجها بدون أي عذر لفترة لا تقل عن السنتين وهذا سبب من أسباب التفريق القضائي ويكون إثبات ذلك بشهادة شاهدين عدول.
وأشار إلى أن محاكم الأسرة أكدت أن النسبة وصلت إلى 60% من السيدات التي يقفن أمام محكمة الأسرة يطالبن بالخلع والطلاق بسبب الهجر، وفيما يتعلق بعدد دعوى الضرر بسبب الخلع فقد وصت إلى 250 ألف دعوى بسبب ألم الفراق.
وفيما يتعلق بموقف القانون فى لقب المرآة المهجورة بكونها معلقة وعن قضايا الطلاق بسبب الهجر يقول الخبير بمحام الأسرة "شريف نصار:" إن القانون يصف موقف الزوجة المهجورة بأنه يجوز لها أن تطلب الطلاق إذا هجرها زوجها أكثر من 4 أشهر، فلا شرع ولا قانون يعطيان الزوج أن يهجرهن في الفراش.
وتابع: "إذا هجر الزوج زوجته دون عذر مقبول فمن حقها طلب الطلاق للضرر الواقع عليها بل يحق للزوجة أن تطلب الطلاق إذا أقام زوجها في بلد بعيدة حيث إن القانون ينص على: "إذا لم ترض الزوجة بغياب زوجها أكثر من ستة شهور رفعت أمرها إلى القاضي ليقوم بمراسلة زوجها وإلزامه بالعودة فإن لم يرجع الحكم في وقع الطلاق والفسخ".

ويقول دكتور "محمد سعد": الزوجة تحتاج للجنس مثلها مثل الزوج، فهو حق طبيعي منحه الله لهما، فالهجر بعد زواج المرأة وخوضها تلك التجربة مع زوجها يصيبها بالاضطراب النفسي والهرموني، ويجعلها تفكر فيه كثيرًا، وأحيانا يتسبب في وقوع جرائم ومنها الزنا والخيانة إذا لم تحصل على حقها الشرعي، متابعًا: "هناك مجموعة من الآسباب التي تؤدي الى الهجران وتأثيراتها السلبية على حياة المرأة والأطفال".
وأشار إلى أن عدم التفاهم من الناحية الزوجية وعدم وجود الرغبة في تحقيق الذات، وهناك علاقات اجتماعية فردية ما بين الأزواج ويمكن وصفها أنها مفككة وتؤدي إلى الهجران، مشيرًا إلى أن الجانب الانفعالي وهو الجانب المهم في تقييم شخصية الرجل تجاه شخصية المرأة، فكل هذه الأمور لها الأثر السلبي في حدوث عملية الهجران، أما في بعض الأحيان يكون الهجران من باب الانتقام، خاصة إذا كان الزوج شكاكًا، وبالتالي يكون سلوكه سلبيًا داخل العائلة، والذي لا ينسجم مع الجانب النفسي لكلا الزوجين أيضًا غياب الحس الديني والإسلامي داخل الرجل.
وأكد أنه من الضروري على الرجل التقرب إلى زوجته، وأن يكون هناك تفاهما مبنيا على  أسس دينية وأخلاقية واجتماعية صحيحة، لذلك أدعو الزوجة إلى تقديم التنازلات وتوفير الأجواء العائلية المريحة للرجل حتى لا تحدث عملية الهجر لأن الرجل لا يهجر إلا عندما يشعر أنه بحاجة إلى بيئة مناسبة لأفكاره التي لا يجدها في بيئته الزوجية لذا من الضروري أن تكون المرأة على قدر المسئولية في كل نواحي الحياة.
الآثار المترتبة على الهجران:
وتابع أن تصرف المرآة بآلية الدفاع وهذه الآليات كثيرة منها: أما أن تعيش في الماضي والذكريات وتسمى في علم النفس بـ(الانسحاب) أو أنها تحاول التعويض فتتميز في جانب من جوانب الحياة، في محاولة لتثبت للرجل أهميتها أو مكانتها وهذا ما يسمى (التعويض)، أما البعض منهن من تميل إلى الشذوذ وهي بهذا تسعى إلى الانتقام من زوجها حتى تحط من قدرة اجتماعيا والخوف الشديد من توسع هذه الظاهرة.
وأضاف: "للهجران آثار سلبية على صحة المرأة النفسية كالتوتر والاكتئاب والنسيان والاضطرابات الصحية، كما أنه غياب الأب عن البيت يؤثر على نفسية الأطفال فيصبحون أكثر ميولا للوحدة والانطواء، وقد يؤدي إلى عدم نمو القدرات العقلية أسوة بغيرهم، فالمرأة المهجورة بحاجة إلى المساعدة الاجتماعية والمالية ونيل حقوقها المشروعة في العيش بكرامة وتربية أولادهن بشرف".
وقال الدكتور فتحى بكير أمام، إن الإسلام موقفه من الهجر بقوله تعالي: "وأهجروهن في المضاجع"، مشيرًا إلى أن هذه الآية واضحة الدلالة، والهجر هنا هو هجر تأديبي لا هجر كما يحلو للزوج بان يهجر زوجته ولغرض معالجة المشاكل التي تحدث ما بين الزوجين وليس الهجر بدون سبب.
ويقول الفقهاء: "يجوز للمرأة ان تطلب الطلاق في هذه الحالة وأن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الزوج إلى هجر المرأة هو عدم الانسجام بين الزوجين والتي يكون سببها سوء الاختيار والاختلاف البيئي والثقافي كذلك سوء الحالة المادية، أيضًا عدم فهم أحد الأزواج للآخر".