الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

نساء "داعش".. الأم مدرسة الإرهاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
40 % من سيدات التنظيم فرنسيات
3 % من الإرهابيين فى صفوف «داعش ليبيا» نساء 
تتراوح الشريحة العمرية للداعشيات ما بين 16- 24 عامًا
 «التوأمتان» تعودان إلى بريطانيا.. و«أحلام» إلى ألمانيا
٦٠ شابة بريطانية تركن المدارس وغادرن للقتال فى سوريا

تشكل ظاهرة «العائدات من داعش» هاجسًا للعديد من الدول، التى تتخوف من الخطر الناجم عن تواجدهن فى البلاد، فالعديد منهن تلقى تدريبات على أيدى «الدواعش» على كيفية حمل السلاح، فضلًا عن أنهن عشن فى بيئة دموية، ويحملن الكثير من الأفكار المتطرفة التى لها تأثير سلبى على الأجيال القادمة، خاصةً أنهن الحاضنات والأرحام التى تحمل الأجنة، فإذا كن «صالحات سيصلح المجتمع والعكس صحيح».
وما يزيد من خطورة الأمر، التقرير الصادر عن مجموعة صوفان فى مارس 2016، الذى أشار فيه إلى أن عدد المقاتلين الأجانب فى سوريا والعراق ما بين 27 ألفا و31 ألفا، ثلثهم من النساء من حوالى 87 دولة حول العالم، أى ما يقرب من 5000 امرأة أوروبية انضمت للتنظيم وتترواح أعمارهن ما بين 19 و23 عامًا.
هذه الأرقام تكشف خطورة الظاهرة، فما يقارب من 5000 امرأة من المحتمل عودتهن إلى بلادهن، وارتكاب اعمال إرهابية، أو قد يتحولن إلى «ذئاب منفردة» ويقمن بتجنيد العديد من العناصر للتنظيم، فضلًا عن الدور الاستخباراتى واستغلال تواجدهن فى البلاد لجمع المعلومات اللازمة عن المواقع الحيوية. 
تعد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، من أكثر الدول المرشحة لاستقبال العائدات من تنظيم «داعش» الإرهابى، اللواتى تم استقطابهن عن بعد عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بعد التضييق على التنظيم فى مناطق توحشه، وسيطرة قوات التحالف على الجزء الأكبر من أراضيه، وإعلان قوات التحالف تحرير مدينة الرقة السورية، وغيرها من المدن العراقية والليبية.
وكانت أكثر الدول التى صدرت داعشيات إلى العراق وسوريا، هى فرنسا وبريطانيا وألمانيا، حيث تحتل الفرنسيات داخل التنظيم أكثر من ٤٠ ٪ من جملة النساء، حسبما ذكر جهاز الاستخبارات الفرنسى من أن عدد الفتيات الفرنسيات اللاتى التحقن ببؤر التوتر بلغ قرابة ٢٢٠ امرأة، وتقدر الشرطة البريطانية أن نحو ٦٠ شابة، معظمهن تلميذات فى مدارس، غادرن إلى سوريا.
وانضم مئات النساء والفتيات من أنحاء العالم إلى العراق وسوريا منذ تأسيس التنظيم رسميًا عام ٢٠١٤م، حيث بلغ عددهن ٥٥٠ عنصرًا نسائيًا، من إجمالى ٤٠٠٠ مقاتل أجنبى، على الرغم من أن تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية تؤكد أن نحو ١٢ ألف أجنبى قد سافروا إلى سوريا من ٥٠ دولة مختلفة، وتتراوح الشريحة العمرية للداعشيات ما بين ١٦- ٢٤ عامًا، ويمثلن نسبة ١٠ ٪ من المهاجرين من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا لإقامة روابط مع التنظيمات المتشددة، بما فى ذلك تنظيم «داعش».
وفى تقرير للمركز الليبى لدراسات الإرهاب أكد أن عدد النساء داخل التنظيم يقدر بحوالى ٣ ٪ من عدد الإرهابيين الأجانب فى صفوف «داعش ليبيا»، مؤكدًا أنهن ينحدرن من تونس، والسودان، وتشاد، ومالى والجزائر، وأن عدد التونسيات داخل التنظيم يبلغ ٧٠٠ امرأة موزعة فى سوريا وليبيا والعراق.
ومن أبرز العائدات المحتملات من مناطق التوحش، الدكتورة إيمان مصطفى البغا، ابنة الفقيه السورى الشهير الدكتور مصطفى البغا، التى ولدت فى دمشق بداية السبعينيات، وعملت كأستاذ للدراسات الإسلامية فى جامعة الدمام بالسعودية، وتركت عملها بعد الانضمام لتنظيم «داعش» الإرهابى فى الموصل، ومبايعة أميره «أبو بكر البغدادى» كخليفة وإمام للمسلمين، أواخر أكتوبر ٢٠١٤م، وشقيقها هو الدكتور محمد الحسن البغا الذى يشغل الآن عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق، اعتبارًا من عام ٢٠٠٨م، وتتولى الآن منصبًا قياديًا فى التعليم العام بتنظيم «داعش»، وتعتبر من أهم القيادات الشرعية النسائية داخل التنظيم، ومن المحتمل أن تهرب «البغا» للدول الأوروبية، لأن هناك صعوبة بالغة فى عودتها إلى سوريا مرة أخرى.
وتكمن خطورتها كإحدى العائدات المحتملات فى شرعنة الممارسات الوحشية لعناصر التنظيم، مثل جز الرؤوس، وذبح المخالفين، ومحاولة الزج بنصوص تراثية منسوبة كذبًا إلى النبى صلى الله عليه وسلم لتبرير هذه الجرائم، والترويج لتأييد النبى صلى الله عليه وسلم لها ورضاه بها.
وكذلك أحلام النصر، ابنة الدكتورة إيمان مصطفى البغا، التى لا يتجاوز عمرها ١٩ عامًا، ويلقبها التنظيم بـ«شاعرة الدولة الإسلامية»ـ فى إشارة إلى «داعش»، نظرًا لقصائدها التى تمجد دولة البغدادى، ويحتمل عودتها إلى ألمانيا، حيث محل إقامة زوجها القيادى الشرعى بالتنظيم «أبو أسامة الغريب» وهو مغربى الأصل نمساوى الجنسية.
ووصفت «أحلام» قادة التحالف الدولى بالكفر، داعية ربها أن يرزقها بتفجير رأس كافر أو «نحر علج مرتد» عبر تغريدة لها فور وصولها إلى أراضى التنظيم، وتولت بعد زواجها مهمة الطهى لعناصر التنظيم.
ومن البريطانيات المرشحات للعودة إلى بلادهن «التوأمتان» سلمى وزهرة حالانى «١٦ عامًا»، وهما بريطانيتى الجنسية صوماليتى الأصل، انتقلتا من مانشيستر إلى سوريا عبر الحدود التركية للانضمام إلى التنظيم والزواج من رجاله، فى يوليو ٢٠١٤م، بعد أن تم تجنيدهما عن بعد عبر شبكة الإنترنت، لتلتحقا بشقيقهما الأكبر الذى يقاتل فى صفوف التنظيم، حيث نشرتا صورًا لهما مع أخريات منتقبات يحملن «كلاشنكوف» ومسدسات، على حساب إحداهن على موقع تويتر، فور وصولهما إلى سوريا، ثم انضمتا إلى الشرطة النسائية داخل التنظيم.