الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أطفال الدواعش.. ضحية للأفكار المتطرفة وخطر يهدد الدول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواجه أطفال داعش تحديًا كبيرا فى مجتمعاتهم وينظر إليهم باعتبارهم لا حق لهم فى الرعاية الأساسية، ولا تريد وكالات الإغاثة ونظم الرعاية الحكومية الاعتراف بهم فى المناطق التى يعثر عليهم فيها، وتقدر أعداد أبناء داعش الذين فقدوا ذويهم فى الحروب عشرات الآلاف، ويعيش جميعهم مصيرا غامضا ومجهولا بين حدود ليبيا وتونس، وأغلبهم يعيشون أزمة بسبب رفض تونس استلام أطفال أبناء داعش وإعادتهم إلى أهليهم. 
فلا يزال مصير أطفال الدواعش مجهولا بين الرفض وقبول الاندماج فى المجتمع مرة أخرى، وقدم العديد من الخبراء بعض التوصيات التى يمكن الاعتماد عليها من أجل إعادة دمج الأطفال مرة أخرى فى المجتمع، ومن جانبه أكد أحمد مصلحى، الناشط فى مجال حقوق الطفل، أن الأطفال جميعهم متساوون فى الحقوق ولا يتم التفرقة بينهم بسبب الدين أو الجنس أو النوع ولا بسبب أخطاء اقترفها ذووهم، مؤكدًا أنه لا يجب معاملة أبناء الإرهابيين بطريقة مختلفة عمَّا يعامل به الطفل العادى.
وشدد مصلحى فى تصريح خاص، على أن الطفل الذى ينتمى والده إلى تنظيم داعش الإرهابى ليس له ذنب فى الأخطاء التى اقترفها ذووه، فلا يجب أن يعامل الأطفال ويدفعوا ثمن أخطاء لم يرتكبوها، مضيفًا أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى معاملة خاصة وإعادة تأهيلهم وإشراكهم فى المجتمع بطريقة أفضل حتى لا يكونوا قنابل موقوتة فى المجتمع.
وأوضح الناشط الحقوقى، أن المجلس القومى للأمومة والطفولة هو الذى يقوم بوضع الاستراتيجيات من أجل حماية الأطفال من تعرضهم لسلوكيات خاطئة تؤثر على طفولتهم ومن أجل حمايتهم من الأخطار والجرائم المنتشرة فى المجتمع، مشددًا على أن الأطفال لهم حقوق يجب أن يتمتعوا بها ولا يتركوا عرضه لدفع ثمن أفكار ذويهم.
وأشار إلى أن الطفل له حق النشأة فى بيئة صالحة، وحق التعليم والرعاية الصحية، وهى حقوق تكتسب بمجرد ميلاد الطفل، مؤكدًا أن المجلس القومى للأمومة والطفولة يجب أن يفعل دوره فى حماية هؤلاء الأطفال وذلك بمساعدة وزارة التضامن الاجتماعى فى المقام الأول وبالتشارك مع المجتمع. 
وفى السياق نفسه أكد سامح عيد الباحث فى حركات الشئون الإسلامية، أن أغلب التنظيمات الجهادية تقوم باستيعاب الأطفال الذين فقدوا ذويهم فى الحروب وتقوم بصرف مبالغ مالية بصفة شهرية لهم، مؤكدًا أن أطفال الإرهابيين لا يجب معاملتهم وتحميلهم أخطاء ذويهم.
وأوضح عيد فى تصريح خاص لـ«البوابة» أن الله عز وجل ذكر فى كتابه الكريم (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فلا يجب أن يتحمل الأطفال أخطاء الآباء، ولكن يجب استيعابهم وإعادة تأهيلهم فى المجتمع، حتى لا يصبحوا قنبلة جديدة وسلاحا جديدا ضد مجتمعهم.
وأشار إلى أن المجتمع والدولة عليهما دور كبير فى احتواء هؤلاء الأطفال وتأهيلهم وتعليمهم بقدر كبير لحمايتهم من الأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن نبذهم بشكل أو بآخر سيجعلهم قنبلة فى وجه المجتمع.
أكد جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن هناك خطرا حقيقيا وهو النساء العائدات من داعش يفوق خطر الرجال، مشيرًا إلى أن النساء اللاتى تتبنين فكرا متطرفا تكن أكثر شراسة فى المعاملة وفى التخطيط والتنفيذ لهذا الفكر من الرجال، مضيفًا أن الدليل على أن النساء أشرس فى أفكارهن هو قيام إحدى نساء داعش بإرسال أطفالها الاثنين وتحميلهما حزاما ناسفا وتفجيرهما عن بعد داخل قسم شرطة فى سوريا.
وأوضح فرويز فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن النساء العائدات من داعش سيمثلن خطرا حقيقيا فى المجتمع، إذا كانت عودتهن نتيجة الظروف التى يتعرض لها التنظيم فى العراق وسوريا، مؤكدًا أنه فى حالة اقتناع العائدات من داعش بأفكارهن التى تعلمنها على يد التنظيم المتطرف سيكون من الصعوبة تغيير أفكارهن، رغم استخدام العلاج النفسى.
وتابع أستاذ الطب النفسى، أن تبنى الأفكار المتطرفة، خاصة من تنظيم دموى مثل داعش يكون نتيجة أمراض نفسية عميقة، وبالتالى إعادة تأهيل النساء العائدات من هذا التنظيم الدموى أمر صعب جدًا إلا فى حالة اقتناع النساء بأخطائهن وقبولهن لوجهة نظر أخرى، ففى هذه الحالة يتم عمل حضانة لهن ومجادلتهن بالفكر.