الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" و"القاعدة".. صراع الإرهاب على جثة اليمن.. استغلال الجهاد بغرض السلطة.. ومواطنون: لن نستسلم للتنظيمات الظلامية

القاعدة
"القاعدة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحول تنظيم «داعش» الإرهابى إلى منافس شرس فى مواجهة تنظيم القاعدة المسيطر على الجنوب اليمنى منذ عقود، على حساب أمن واستقرار اليمن ورخاء اليمنيين.
وعلى الرغم من اشتراك التنظيمين فى الإيديولوجية التى تتبنى القتل والتخريب والتكفير واستغلال الدين للوصول إلى سدة الحكم، إلا أنهما يتصارعان على السلطة والنفوذ الذى أصبح مكمن الخلاف بين الطرفين، فكلًا منهما يسعى إلى بسط نفوذه على اليمن التى تتمزق ما بين الاضطراب الأمنى ومطالبات الانفصال وميليشيات الحوثيين وعلى عبدالله صالح.

الغريب أن قادة «داعش» مع قادة «القاعدة» اختلفا على السؤال الأهم بالنسبة لهم وهو: لمن الولاء؟ فأتباع البغدادى فى اليمن طلبوا من تنظيم القاعدة، مبايعة زعيم «داعش»، بدلًا من أيمن الظواهري، وقد استجاب لدعوتهم بعض العناصر، مما تسبب فى انشقاقات فى صفوف تنظيم القاعدة، مما دفع القيادى فى التنظيم، خالد باطرفى، بالقول إن «خلافة البغدادى خلافة باطلة شرعًا، ومنهجه بُنى على خليط من الجهل والانحراف والأهواء».
بينما اتهم المتحدث الرسمى السابق لـ«داعش»، أبو محمد العدناني، تنظيم القاعدة بأنهم خائنون ويشقون صف المجاهدين، فى حين وصف التنظيم فى اليمن الدواعش بـ«الجماعة المنحرفة»، وذلك ردًا على الهجوم الإرهابى لـ«داعش» على الجيش اليمنى، بعد قيام التنظيم بعملية إرهابية قرب معسكر الصولبان فى عدن بالجنوب اليمنى، والتى أسفرت عن مقتل ٤٨ جنديًا وعشرات الجرحى؛ حيث قام انتحارى من «داعش» بالانغماس بين الجنود وتفجير نفسه فيهم خلال حصولهم على رواتبهم.
كما يتنافس التنظيمان الإرهابيان على تجنيد العناصر للانضمام إلى صفوفهما، وتجلى ذلك فى خلافهم على انتماءات جلال بالعيدى الذى قتل فى ٢٠١٦م؛ حيث نعاه تنظيم القاعدة بعد مقتله وزعم «داعش» أنه من عناصره.
وفى إطار قيام التنظيمين الإرهابيين بمعاقبة كل من ينشق عن صفوفهما، قام تنظيم القاعدة بإعدام اثنين من عناصره فى يونيو ٢٠١٥م، وهما فارس المطيرى ومساعد الخويطر، عن طريق إطلاق النار عليهما وتعليق جثتيهما على جسر، على خلفية اتهامهما بالعمالة للولايات المتحدة، ولكن تفيد التقارير بأنهما كانا ينويان الانشقاق عن التنظيم.

معسكرات داعش فى اليمن 
يتخذ التنظيم الإرهابى من منطقة ولد ربيع ملاذًا آمنًا لأحد معسكراته المهمة، ويقع المعسكر فى المنطقة الرابطة بين محافظتى مأرب والبيضاء، وهو متاخم لمعسكر خاص بتنظيم القاعدة فى منطقة المكلا اليمنية، معقل «قاعدة اليمن» هناك.
وإلى جانب وجود «داعش» فى البيضاء؛ فإن معاقله تتعدد داخل اليمن لتأخذ مكانًا فى العاصمة صنعاء شمالًا وحضرموت فى منطقة «قف الكثيري»؛ حيث يسيطر على منطقة مهمة فى اليمن بعد إنشائه معسكرًا بالقرب من مواقع الثروة النفطية فى محافظتى «شبوة» الواقعة فى جنوب الجمهورية اليمنية، ومأرب. 
وإلى جانب معسكر «الشيخ أبى محمد الفرقان» ومعسكر التدريب «أبو محمد العدناني»، أظهر التنظيم صورًا من تخرج دفعة أطلق عليها اسم دفعة «الشيخ أبى بلال الحربي»، وكانت الدفعة قد تلقت تدريبات على القتال الميدانى والرماية. 
ونشر التنظيم الإرهابى صورًا عن نشاط عناصره داخل اليمن، تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغرف التليجرام، فى شهر أكتوبر الماضي، وكانت لأحد التدريبات الغريبة لعناصره؛ حيث أظهرتهم وهم يصطفون فى طابور واحد ويقوم المدرب بركلهم فى مناطق حساسة من جسدهم لإظهار مدى قوتهم على تحمل الألم، وذلك فى بث دعائى للتنظيم والتقطت الصور من داخل معسكر التدريب «أبو محمد العدناني» فى اليمن. 
كما نشر التنظيم الإرهابى فى أغسطس ٢٠١٧، ألبوم صور آخر، يوضح نشاط عناصره الإرهابية فى معارك ضد الجيش اليمنى فى إحدى مناطق «قيفة» بمحافظة البيضاء، ووصف داعش قوات الجيش اليمنى بالمشركين.
وأظهرت صور أخرى تم نشرها على الشبكة العنكبوتية، عناصر التنظيم وهم يرتدون الزى العسكرى ويتدربون على القنص والرماية خلال دورة سماها التنظيم «دورة القناصة لجنود الخلافة».
وفى سياق ترويج تنظيم داعش لوجوده فى اليمن، بث التنظيم صورًا من تدريباته فى إحدى مناطق محافظة البيضاء، من داخل معسكر أطلق عليه اسم «الشيخ أبى محمد الفرقان».
وعلى الرغم من ذلك يبقى تواجد التنظيم فى اليمن محدودًا بالمقارنة بتنظيم القاعدة، ويظهر ذلك من حجم إصداراته المرئية لما يعرف بـ«ولايات اليمن»، والتى لم تتخط ١٦ إصدارًا فى الولايات الأربع «عدن، صنعاء، حضرموت، شبوة»؛ وفى سياق متصل، أعرب مواطنون يمنيون إنهم يرفضون كل التنظيمات الإرهابية التى تسعى إلى بعث الظلام.