الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عملاء إيران.. وحلم السيطرة الفارسية على المنطقة

حزب الله اللبنانى
حزب الله اللبنانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشرف على الملف: مصطفى حمزة ودعاء إمام
إعداد: إسلام محمد وآية محمد 

يشكل حزب الله اللبنانى خطرًا على المنطقة العربية، حيث يعد إحدى أذرع إيران التى تسعى للسيطرة على الوطن العربي، واستعادة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضه، وذلك من خلال دعم عدد من المؤسسات والشخصيات، التى تقوم بالوكالة عنه بنشر التشيع والطائفية فى المجتمعات العربية بشكل عام، ولبنان وسوريا والعراق واليمن ومصر بشكل خاص.
وسعت أذرع الحزب فى العديد من الدول إلى التوسع والانتشار السياسى والعسكري، من خلال اختراق وتشكيل ميليشيات عسكرية لها انتماءات شيعية، مثلما حدث مع الحشد الشعبى الشيعى فى العراق، والحوثيين فى اليمن، وعدد من المراكز التى تنشر التشيع فى مصر من وراء ستار.. «البوابة» تكشف أسماء عدد من هذه المراكز والمؤسسات من خلال هذا الملف.

«نصر الله» يغزو مصر بالمراكز البحثية والأحزاب

«الحركة» تمول حزب التحرير.. و«الحق المصرى» يتخفى وراء الليبراليين

منذ أن تأسس حزب الله اللبنانى الشيعي، وهو يحاول جاهدًا أن ينشر مذهب التشيع فى مصر، وساهم فى تمويل عدد كبير من المؤسسات الشيعية، ليكون لها تواجد سياسى واجتماعي، وحتى وقتنا هذا يستخدم الحزب أمواله فى إنشاء وتأسيس مراكز بحثية وأحزاب سياسية هدفها الأساسى نشر المذهب الشيعى فى مصر.

وترصد «البوابة» عددًا من هذ المراكز والمؤسسات الشيعية التى يمولها «حزب الله» فى مصر

حزب « التحرير» الشيعي

ويعتبر حزب التحرير من الأحزاب الشيعية التى كان يمولها حزب الله من خلال الدعم المالى الإيرانى الذى تقدمه دولة إيران للحزب.

فى البداية، تقدم أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعى المعروف، بأوراق تأسيس حزب يسمى بحزب «التحرير» إلى لجنة الأحزاب، ومعه توكيلات موثقة من مجموعة ليبراليين وأقباط وشيوعيين، وكان الهدف الأساسى للحزب هو نشر التشيع فى مصر وتأييد حزب الله والشيعة فى العالم.

لكن لجنة الأحزاب رفضت تسلم أوراق تأسيسه.

حزب الحق المصري

ربما يتفاجأ الكثيرون حينما يعرفون أن حزب «الحق المصري» هو أحد المؤسسات الشيعية المتواجدة داخل مصر، وتتخفى فى صورة حزب ليبرالى يجمع طوائف الشعب المختلفة، وعلى الرغم من هذا التخفي، إلا أن هذا الحزب من أكثر الأحزاب الموالية لحزب الله ودائمًا يعلن تأييده له.

جمعية آل البيت

تأسست هذه الجمعية عام ١٩٧٣ وظهرت فى بدايتها على أنها جمعية إنسانية تقوم على المساعدات الاجتماعية والإنسانية للفقراء، ومع مرور الوقت أعلنت الجمعية عن ولائها الشيعى دون خوف أو إنكار.

المجلس الأعلى لرعاية آل البيت

وهو من أكبر المؤسسات الشيعية المتواجدة فى مصر وتؤيد حزب الله الشيعى لأنه يمولها ويدعمها ماليًا، وليس هذا فقط، وإنما يعتبر المجلس الذى تأسس نهاية التسعينيات حزب الله هو القدوة الحسنة له.

ويتمثل الهدف الأسمى الذى يسعى الحزب لتحقيقه فى نشر المذهب الشيعى فى مصر بين عامة الناس، كما يطالب بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة شيعية.

مركز مصر الفاطمية للدراسات

يعتبر مركز مصر الفاطمية الذى تأسس عقب الإطاحة بنظام الرئيس مبارك عام ٢٠١١، من أخطر المراكز الشيعية المتواجدة فى مصر، حيث يشتبه فى تمويله من حزب الله الشيعي، ويقوم هذا المركز بضخ عدد كبير من الكتب الشيعية المكتوبة باللغة الفارسية «الإيرانية»، كما يهدف لنشر المذهب الشيعى فى مصر، بالإضافة إلى أنه يقول إن مصر فى الأساس دولة شيعية ويقوم بإصدار مجلات أسبوعية متخصصة فى هذا الشأن.

مركز الأبحاث العقائدية

وهو من المراكز البحثية الإيرانية المتواجدة فى القاهرة ومن أكثر المراكز الشيعية الموالية لإيران وحزب الله، ودائمًا يصدر إصدارات تُمجد حسن نصر الله رئيس حزب الله ويدافع عنه وعن آرائه.

مركز الثقلين

وهو من ضمن المراكز البحثية الشيعية المتواجدة فى القاهرة ويترأسها محامٍ شيعى شهير فى مصر، وكانت النشأة الأولى لهذا المركز جمعية اجتماعية تضم عددًا كبيرًا من الأشخاص المسلمين والمسيحيين، ومع تقدم الوقت أصبحت مركزًا بحثيًا شيعيًا.

وخلال الفترات السابقة تم العثور على كميات كبيرة من الكتب الخاصة بنشر التشيع فى مصر وحينها تم إلقاء القبض على هذا المحامي، باعتباره مؤسس المركز.


الحوثيون.. سلاح «فارس» فى اليمن

 إيران تتولى تشغيل الصواريخ الباليستية وإطلاقها على السعودية

 ٤٤ عنصرًا سقطوا فى جبهات القتال باليمن خلال العامين الماضيين

لم يكن الدعم الإيرانى للحوثيين فى اليمن، سوى جزءً من استراتيجية تطويق إيران لشبه الجزيرة العربية، باستخدام الدعم السرى للجماعات الشيعية المحرومة، وبث بذور التمرد داخلها من أجل أن تحل محل الأنظمة السنية مع الأنظمة الموالية لطهران.

كما يحول عدم الاستقرار الناتج عن ذلك، انتباه دول الخليج والدول الغربية بعيدًا عن التعامل مع إيران مباشرة، ويوصف الدعم الإيرانى للحوثيين فى اليمن بأنه استثمار منخفض يؤدى مع الزمن لاستثمارات عالية، إلا أن الحسابات انقلبت على طهران، ففى بداية الحرب الأهلية تجنب المستشارون من حزب الله والحرس الثورى الانخراط المباشر فى المعارك مع الحوثيين، وركزوا على التدريب والتسليح والذى عادة ما كان يتم عبر برامج مشتركة تنظم بعيدًا عن ساحة المعركة، ثم باتوا ينخرطون بشكل متزايد فى القتال إلى أن سقط أكثر من ٤٤ عنصرًا من الحرس الإيرانى وحزب الله، فى جبهات القتال باليمن خلال العامين الماضين.

وكان عدد القتلى فى الحرس الثورى الإيرانى فى اليمن أكثر من ضعف هذا العام مما كان عليه فى العام الماضي، وتعتبر محافظة صعدة منطقة مهمة لعمليات الحوثيين الصاروخية والقصف المدفعي، وتظل المحافظة مركز نشاط الحوثيين، حيث أعلن محافظها هادى طرشان الوايلى أن عدد مستشارى الحرس الثورى تضاعف، وحسب قيادات حوثية أسرها التحالف، فمهمة قيادات الحرس الثورى هى الحفاظ وتشغيل نظام الصواريخ الباليستية للكتائب الحوثية، ويتم تدريب المقاتلين على عمليات الاستهداف وقراءة الخرائط وفهم الطبيعة الجغرافية.


الابن غير الشرعى لـ «طهران» حزب الله.. دولة داخل دولة فى لبنان

حزب الله فى لبنان هو الابن غير الشرعى للثورة الإيرانية، فهى التى أنشأته ومولته وقدمت له كافة أشكال الدعم السياسى والعسكرى والروحى والمالى والإعلامي، ليكون بمثابة الذراع الإيرانية الضاربة فى المنطقة التى تهدد بها طهران أعداءها وتضمن خضوع مؤيديها، فهو كتيبة إيرانية متقدمة داخل الأراضى العربية، ومجرد مكبر صوت للمرشد الإيرانى وذراع إقليمية بيده، للسيطرة على لبنان ودول الجوار.

وهذا ما اعترف به السفير الإيرانى السابق فى دمشق والأب الروحى لحزب الله محمد حسن اختيري، فى سلسلة حلقات سبق أن نشرت منذ عدة سنوات، مؤكدًا أن إيران دعمت حزب الله ماليًا وسياسيًا ومعنويًا، مشيرًا إلى أن الخمينى أرسل عناصر من الحرس الثورى الإيرانى إلى لبنان لبناء حزب الله عسكريًا، كما كشف عن دور إيران وسورية فى مساعدة حزب الله فى إنشاء قناة المنار، واصفًا علاقة طهران بدمشق بأنها «استراتيجية وعميقة»، وأهمية حديث اختيارى تكمن فى كونه اعترافًا صريحًا من رجل مسئول بتغلغل إيران فى دول المنطقة وتمدد ذراعها فى التأثير على الملفات الشائكة من خلال أدواتها كحزب الله.

وهذا الحزب ليس فقط قوة عسكرية بلبنان، لكون قادته ومقاتلوه الذين يتحدثون اللغة العربية يمكنهم العمل بسهولة فى العالم العربي، وتولوا أدوارًا هامة كانت موكلة مسبقًا للحرس الثورى الإيراني، ففى كل قتال يهم إيران أن يكون الحزب حاضرًا برجاله وسلاحه، والأهم أنه ساعد فى تجنيد وتدريب وتسليح الميليشيات المسلحة الجديدة التى تخدم أيضا الأجندة الإيرانية فى دول المنطقة، ففى سوريا تقع على عاتقه مهمة دعم نظام بشار الأسد حليف إيران، وفى العراق يروج رجاله لمصالح إيران، وفى اليمن يدعمون الحوثيين فى مواجهة السعودية وقوات التحالف، كما أنه يشارك فى أى معركة تصب فى مصلحة طهران حتى لو تعارضت بشكل صريح مع مصالح لبنان أو حتى مصالحه الحزبية الخاصة.

وقد بايعت قيادات الحزب كافة، منذ نشأته حتى الأمين الحالى حسن نصر الله، الولى الفقيه، كوكلاء شرعيين لإيران فى لبنان، يتضح ذلك من قول الناطق باسم الحزب إبراهيم الأمين عام ١٩٨٧: «نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران فى لبنان، ولبنان فى إيران»، بينما قال نصر الله الذى نُشرت له عدة صور يقبِّل فيها يد خامنئى «إننا نرى فى إيران الدولة التى تناصر المسلمين والعرب، وعلاقتنا بالنِّظام عَلاقة تعاون ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعيَّة الدينيَّة هناك تشكِّل الغطاء الدينى والشرعيّ لكفاحنا ونضالنا».

فحزب الله الذى تم تأسيسه بتوجيه من طهران ليعمل - فى الظاهر- كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى لجنوب لبنان، أصبح نموذجًا يحتذى لشكل الميليشيا التى تدعمها إيران فى المنطقة، حيث تطور ليكون ذراعًا للحرس الثورى الإيرانى فأصبح النسيج الذى يربط الشبكة المتنامية من الميليشيات القوية، سواء فى اليمن أو البحرين أو غيرهما من الدول التى توجد فيها أقليات شيعية نشطة تسعى لبناء كيان لها مستلهمة النموذج اللبنانى فى ذلك.

وقد صنّفت الحكومة الأمريكية الحزب على أنه منظمة إرهابية عام ١٩٩٧؛ ووضع على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية لـ«المنظمات الإرهابية الأجنبية» وعلى قائمة وزارة الخزانة للكيانات الإرهابية العالمية، وفى ٢٠١٣ أعادت وزارة الخزانة إدراجه ضمن قائمتها السوداء بسبب دعمه لنظام الأسد وزعزعته للأمن والاستقرار فى سوريا.

وقد استفادت إيران بالفعل من نشأة الحزب، وتمكنَت من تحسين شعبيتها أمام بعض أبناء المجتمع السنِّى تحت مزاعم دفاعه عن أراض عربية ضد إسرائيل، وأظهر الحزب إيران بمظهر الدولة التى تواجه تل أبيب وواشنطن من جهة، خدم الدعم الإيرانى للحزب المشروع الشيعى فى المنطقة من جهة أخرى، كما يمثل الحزب ورقة رابحة بيد إيران تستطيع أن تستخدمها وقتما تشاء فى الضغط على الولايات المتحدة للوصول إلى تسويات أفضل فى الملفات الخلافية بينهما، من جهة ثالثة.

ومنذ اتفاق الطائف الذى أنهى الحرب اللبنانية عام ١٩٩٠، يرفض حزب الله تسليم أسلحته للدولة بالرغم من التزام الأطراف الأخرى بتسليم سلاحها، والأخطر من ذلك استخدام السلاح فى الداخل حيث حوَّل حزب الله بوصلة استخدامه ووجهته إلى الداخل بعد أن كان دوره يقتصر على محاربة إسرائيل كما كان يدعي، وقد ظهر هذا الأمر جليًّا خلال ما عرف بـ«أحداث ٧ أيار» فى عام ٢٠٠٨ فى العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، ضد معارضيه السياسيين من السنة والدروز والموارنة. وقد أثمرت جهود طهران فى دعم حزب الله الذى أصبح الرقم الأكبر فى المعادلة السياسية اللبنانية، لدرجة أن وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، رفض فى القمة العربية فى مطلع يناير ٢٠١٦ بإيعاز من حزب الله، التصويت على قرار الإجماع العربى ضد التدخل الإيرانى فى الشئون العربيَّة، مما يعكس اختطاف الإيرانيين للقرار اللبنانى بشكل فج.

وروى الأمين العام السابق لحزب الله، الشيخ صبحى الطفيلي، قصة الهيمنة الإيرانية على الطائفة الشيعية فى لبنان، قائلًا: «لا شك أنه جرى استغلال شيعة لبنان ليكونوا فى خدمة إيران سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا، لا يحتاج الشيعة ليتحرروا من هذا إلى أكثر من التوقف عن ذلك، استفدنا من السلطة الإيرانية حين أسسنا المقاومة، ودعمتنا فى محاربة العدو الصهيوني، لكن اختلفنا حين حاولوا أن يستخدموا المقاومة فى ساحات غير فلسطينية، وحين شاركوا فى فتنة حرب المخيمات، وحين قاتلوا فى بيروت فى خدمة عودة الجيش السورى إليها، وحين أشعلوا فتنة شيعية شيعية، وحين جعلوا حزب الله فى خدمة السياسة السورية فى لبنان، وحين اعتمدوا سياسة تجويع الناس، وغير ذلك كثير».

وتابع الطفيلي «أقول لأبناء الشيعة: قيل لكم الموت لأمريكا، وظن البعض أننا حقيقة نريد الموت لأمريكا، لكن نحن فى أفغانستان تحالفنا معها وأردنا حياتها، وفى العراق كنا خدما لها وأردنا لها النصر، وقيل لنا لا نحارب فى سوريا، وبعدها دافعنا عن نظام الممانعة الكاذبة، وبعدها حاربنا فى كل سوريا حتى الأطفال والنساء والبيوت حتى فى الزبدانى ومضايا، واليوم نحن جنود فى العراق فى خدمة طائرات الإدارة الأمريكية وسياستها، وفى سوريا نحن جنود أيضا فى خدمة طائرات الإدارة الروسية وسياستها، وفى اليمن فى خدمة المجال المائى الحيوى للكيان الصهيونى فى باب المندب، وأمريكا وروسيا ومن معهما ليسوا أغبياء ليخدموا مصالح الشيعة ومذهب أهل البيت ويموتوا دفاعا عنا ثم يرحلوا».


«الحشد الشعبى» بالعراق.. ذراع المرشد فى بلاد الرافدين

42 فصيلًا بقواته.. يتخطى بعضها المليون شخص.. ويتقاضى كل منهم 500 دولار شهريًا

لم تتوان إيران عن تطويق المنطقة العربية بكل ما أوتيت من قوة، إذ سعت لمد أذرعها فى عدد من الدول العربية، لبسط نفوذها فى الشرق الأوسط ونشر الفوضى فى البلاد التى تود السيطرة عليها، ففى العراق صنعت ميليشيات الحشد الشعبى على عينيها، وفى اليمن دعمت الحوثيين لتحقيق مصالحها، وفى سوريا أيضًا، كما استغلت فترة الحكم الإخوانى لمصر لدعم حلمها بتأسيس جيش مواز، على شاكلة الحرس الثورى فى إيران.

يتألف الحشد الشعبى من الشباب الشيعى العراقى موزعين على أكثر من ٤٢ فصيلًا، بعض تلك الفصائل تتألف من حوالى مليون شخص وأخرى تضم بضع مئات، ويعزو مراقبون كثرة عدد الفصائل التى يتكون منها الحشد إلى الرغبة فى الحصول على امتيازات سلطوية وعسكرية.

وتنقسم فصائل الحشد الشعبى إلى قسمين: الأول هو الفصائل الكبيرة المعروفة، مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وسرايا السلام ولواء الخراسان وغيرها، وهى تنظيمات ترتبط عقائديًا وتنظيميًا وماليًا فى شكل مباشر بالإيرانيّين، وهذا يشكّل خطرًا على مستقبل تلك القوات ودورها فى الصراع السياسيّ القائم فى البلد.

أما القسم الثانى فهو من الشباب الذين استمعوا إلى نداء المرجعية الدينية بعد سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة فى يونيو عام ٢٠١٤ وانضموا إلى قطاعات الجيش والشرطة فى حزام بغداد وفى محافظات أخرى، حسب عضو لجنة الأمن النيابية عمار طعمة.

وبحسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية العراقي، فإن الحكومة العراقية سعت لكسب ود ميليشيات الحشد الشعبي، عن طريق تخصيص جزء من ميزانية الدولة الاتحادية لعام ٢٠١٥ لدعم الميليشيات المسلحة، فقد أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، فى بيان صادر عن مجلس الوزراء، بإطلاق ٦٠ مليون دولار أمريكى لبناء قدرات الحشد الشعبي، وتخصيص جزء من الموازنة لهذا الغرض.

ويتقاضى كل فرد من أفراد الحشد ٥٠٠ دولار أمريكى شهريًا تدفعها الحكومة العراقية التى اشترطت على كل فصيل، ليحظى بالدعم المالي، أن يكون بحجم لواء ويتمتع بهيكلية واضحة، كما تتلقى فصائلهم الكثير من الدعم من رجال الأعمال الشيعة.

وعن علاقة إيران بالحشد الشعبي، فإن من يترأس ميليشيات الحشد الشعبى هو جمال محمد جعفر، المعروف باسمه الحركي، أبو مهدى المهندس، الذى يقول عنه مسئولون عراقيون، إنه اليد اليمنى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويثنى عليه البعض من مقاتلى الحشد الشعبى على أنه بمثابة قائد لجميع القوات التى تعتبر كلمته كالسيف عليها، وعلى الرغم من إنكار الحكومة العراقية لوجود دعم إيرانى لتلك الميليشيات إلا أن وزير الدفاع العراقى السابق خالد العبيدى اضطر فى النهاية إلى الاعتراف بأن إيران تقدم «دعمًا كبيرًا» لميليشيات الحشد الشعبى المتحالفة مع القوات العراقية. كما نشرت عدة وكالات أنباء صورًا لقائد فيلق القدس قاسم سليمانى بصحبة أعضاء فى ميليشيات الحشد الشعبى كهادى العامري.

وأكدت مصادر أن سليمانى يشرف بنفسه على تحركات هذه الميليشيات، فالمستشارون الإيرانيون المتواجدون فى العراق ساعدوا العراقيين فى كل شيء، من المساعدات التكتيكية إلى توفير إمكانات الاستطلاع والإشارة اللاسلكية باستخدام الطائرات المسيرة لإجراء المسح الإلكترونى والتقاط الاتصالات الراديوية.

ويتمثل الهدف السياسى لإيران فى أن العناصر المقاتلة بالنيابة عنها تسعى إلى استغلال دورها البارز فى الحرب للهيمنة على انتخابات مجالس المحافظات العراقية والانتخابات النيابية فى عام ٢٠١٨. وإذا تكلّل سعيها هذا بالنجاح، فقد تُسقط النظام السياسي.


حلم إخوانى بتأسيس «جيش مواز» على خُطى كتائب «الخومينى»

«الشاطر» سعى لإنشاء «كلية الدفاع الوطنى» لتخريج 50 ألف شاب كل 6 أشهر

كانت فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بداية التحرك الإيرانى فى مصر، إذ كشف المستشار شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة، خلال مقدمة النطق بالحكم فى قضية التخابر مع جهات أجنبية، عن دور الحرس الثورى فى نقل معلومات خاصة بالأمن القومى المصري.

وجاء فى الحكم: «المتهمون تخابروا مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد، التنظيم الدولى للإخوان، وجناحه العسكري، وحركة المقاومة الإسلامية حماس، لتنفيذ أعمال إرهابية داخل مصر، واتفقوا على تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها بغرض إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية، وصولًا لاستيلاء جماعة الإخوان المسلمين على الحكم، بأن فتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنبية رسمية وغير رسمية لكسب تأييدهم لذلك، تلقوا دورات تدريبية لتنفيذ الخطة المتفق عليها بإطلاق الشائعات والتحالف مع منظمات جهادية بالداخل والخارج، وتسللوا بطرق غير مشروعة لغزة لتلقى تدريبات عسكرية داخل معسكرات أُعدت لذلك».

وأضاف فيما يخص دور الحرس، «الإخوان سلموا لرجاله فى مصر» تقارير سرية واردة من هيئة الأمن القومي، بشأن المعلومات السرية الخاصة بنتائج نشاط عناصر إيرانية تهدف إلى زعزعة الأمن واستقراره، وأفشوا إليها سرًا من أسرار الدفاع عن البلاد، فضلا عن تكوينهم جماعة على خلاف أحكام القانون.

كما عُقد فى نوفمبر ٢٠١٠ لقاء جمع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس آنذاك، بتكليف من جماعة الإخوان فى مصر، مع على أكبر ولايتى، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق، واتفقا على استثمار الأوضاع القائمة داخل مصر والغضب من النظام القائم آنذاك، والدفع بالعناصر السابق تدريبها بقطاع غزة عبر الأنفاق غير المشروعة المتواجدة بالحدود الشرقية للبلاد، للقيام بعمليات عدائية داخل البلاد واقتحام السجون وتهريب المساجين.

كما عقد المتهمان محمد بديع ومحمد سعد الكتاتنى، لقاء فى مايو ٢٠١١ بدولة لبنان، ضم عناصر قيادية أخرى من جماعة الإخوان، بمشاركة من العناصر القيادية بالجماعة الإسلامية، واتفقوا على قيام الجماعة الإسلامية بليبيا بتقديم كل أشكال الدعم العسكرى لجماعة الإخوان بالبلاد، من خلال تهريب السلاح وغيره من الأعمال غير المشروعة، بهدف تنفيذ مخططاتهم وتمكينهم من بسط سيطرتهم على مقاليد السلطة.

ودار الحديث حول أن مشروع الجيش الموازى الذى سعى القيادى الإخوانى خيرت الشاطر لإنشائه نظيرا للحرس الثورى الإيراني، إذ كان ينوى إنشاء كلية الدفاع الوطنى تحت إشراف وزارة الدفاع شكلًا، ولكنها تتبع التنظيم الدولى بالتنسيق مع القاعدة عن طريق محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهري، وابن خالة رفاعة الطهطاوى رئيس الديوان السابق، وأن هذه الكلية كان مخططًا لها تخريج ٥٠ ألف شاب كل ٦ أشهر، منهم ٣٠ ألف شاب مصرى من الإخوان وحلفائهم من التيارات الإسلامية الأخرى، و٢٠ ألفًا من المجاهدين بدول العالم عن طريق تمويل من الشاطر للظواهرى لإحضار هؤلاء الشباب المجاهدين، ليشبه الحرس الثورى الإيرانى شيئًا فشيئًا، حتى يصل عدد الخريجين إلى مليون و٢٠٠ ألف.