الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الحشد الشعبي" بالعراق.. ذراع المرشد في بلاد الرافدين

قائد فيلق القدس الإيراني
قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
42 فصيلًا بقواته.. يتخطى بعضها المليون شخص.. ويتقاضى كل منهم 500 دولار شهريًا

لم تتوان إيران عن تطويق المنطقة العربية بكل ما أوتيت من قوة، إذ سعت لمد أذرعها فى عدد من الدول العربية، لبسط نفوذها فى الشرق الأوسط ونشر الفوضى فى البلاد التى تود السيطرة عليها، ففى العراق صنعت ميليشيات الحشد الشعبى على عينيها، وفى اليمن دعمت الحوثيين لتحقيق مصالحها، وفى سوريا أيضًا، كما استغلت فترة الحكم الإخوانى لمصر لدعم حلمها بتأسيس جيش مواز، على شاكلة الحرس الثورى فى إيران.
يتألف الحشد الشعبى من الشباب الشيعى العراقى موزعين على أكثر من ٤٢ فصيلًا، بعض تلك الفصائل تتألف من حوالى مليون شخص وأخرى تضم بضع مئات، ويعزو مراقبون كثرة عدد الفصائل التى يتكون منها الحشد إلى الرغبة فى الحصول على امتيازات سلطوية وعسكرية.
وتنقسم فصائل الحشد الشعبى إلى قسمين: الأول هو الفصائل الكبيرة المعروفة، مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وسرايا السلام ولواء الخراسان وغيرها، وهى تنظيمات ترتبط عقائديًا وتنظيميًا وماليًا فى شكل مباشر بالإيرانيّين، وهذا يشكّل خطرًا على مستقبل تلك القوات ودورها فى الصراع السياسيّ القائم فى البلد. 
أما القسم الثانى فهو من الشباب الذين استمعوا إلى نداء المرجعية الدينية بعد سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة فى يونيو عام ٢٠١٤ وانضموا إلى قطاعات الجيش والشرطة فى حزام بغداد وفى محافظات أخرى، حسب عضو لجنة الأمن النيابية عمار طعمة.
وبحسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية العراقي، فإن الحكومة العراقية سعت لكسب ود ميليشيات الحشد الشعبي، عن طريق تخصيص جزء من ميزانية الدولة الاتحادية لعام ٢٠١٥ لدعم الميليشيات المسلحة، فقد أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، فى بيان صادر عن مجلس الوزراء، بإطلاق ٦٠ مليون دولار أمريكى لبناء قدرات الحشد الشعبي، وتخصيص جزء من الموازنة لهذا الغرض.
ويتقاضى كل فرد من أفراد الحشد ٥٠٠ دولار أمريكى شهريًا تدفعها الحكومة العراقية التى اشترطت على كل فصيل، ليحظى بالدعم المالي، أن يكون بحجم لواء ويتمتع بهيكلية واضحة، كما تتلقى فصائلهم الكثير من الدعم من رجال الأعمال الشيعة.
وعن علاقة إيران بالحشد الشعبي، فإن من يترأس ميليشيات الحشد الشعبى هو جمال محمد جعفر، المعروف باسمه الحركي، أبو مهدى المهندس، الذى يقول عنه مسئولون عراقيون، إنه اليد اليمنى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويثنى عليه البعض من مقاتلى الحشد الشعبى على أنه بمثابة قائد لجميع القوات التى تعتبر كلمته كالسيف عليها، وعلى الرغم من إنكار الحكومة العراقية لوجود دعم إيرانى لتلك الميليشيات إلا أن وزير الدفاع العراقى السابق خالد العبيدى اضطر فى النهاية إلى الاعتراف بأن إيران تقدم «دعمًا كبيرًا» لميليشيات الحشد الشعبى المتحالفة مع القوات العراقية. كما نشرت عدة وكالات أنباء صورًا لقائد فيلق القدس قاسم سليمانى بصحبة أعضاء فى ميليشيات الحشد الشعبى كهادى العامري.
وأكدت مصادر أن سليمانى يشرف بنفسه على تحركات هذه الميليشيات، فالمستشارون الإيرانيون المتواجدون فى العراق ساعدوا العراقيين فى كل شيء، من المساعدات التكتيكية إلى توفير إمكانات الاستطلاع والإشارة اللاسلكية باستخدام الطائرات المسيرة لإجراء المسح الإلكترونى والتقاط الاتصالات الراديوية. 
ويتمثل الهدف السياسى لإيران فى أن العناصر المقاتلة بالنيابة عنها تسعى إلى استغلال دورها البارز فى الحرب للهيمنة على انتخابات مجالس المحافظات العراقية والانتخابات النيابية فى عام ٢٠١٨. وإذا تكلّل سعيها هذا بالنجاح، فقد تُسقط النظام السياسي.