«خيرًا تعمل شرًا تلقي».. الكلمات تلخص قصة مأساوية شهدتها مدينة «الخانكة» بالقليوبية، بعد أن دفع شاب فى العشرين من عمره حياته ثمنا لشهامته وتدخله لضمان صديقه فى قرض استدانة، فكان جزاؤه أن لقى مصرعه على يد الصديق الذى انهال عليه طعنًا أمام المارة حتى سقط مضرجًا فى دمائه.
كان اللواء محمد توفيق الحمزاوي، مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارًا من الرائد أيمن عادل رئيس مباحث مركز «الخانكة»، بنشوب مشاجرة وسقوط متوفى بناحية «كفر حمزة» بدائرة المركز.
وبانتقال اللواء محمد الألفي، مدير إدارة البحث الجنائي، تبين حدوث المشاجرة بين كل من «مصطفى. أ»، ٢٥ عاما، قهوجى، مصاب بجرح نافذ بالصدر من الجهة اليمنى، وتوفى متأثرًا بإصابته، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى أبو زعبل تحت تصرف النيابة، و«محمد. أ»، ٢٠ عاما، عامل بمقهى.
وكشفت التحقيقات عن حدوث مشادة كلامية بينهما بسبب خلافات مالية، تطورت إلى مشاجرة تعدى خلالها الثانى على الأول بسلاح أبيض «سكين» محدثًا إصابته التى أودت بحياته.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتحويل المتهم إلى نيابة الخانكة، التى أصدرت قرارها بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
«البوابة» انتقلت إلى المكان الذى شهد أحداث الجريمة فى منطقة «حوض الجزر» بـ«كفر حمزة»، التابع لمدينة الخانكة، هناك التقينا ببعض شهود الواقعة، ومنهم «سيد. ت»، ٤٥ عاما، صاحب سوبر ماركت، حيث قال: «الحزن يملأ قلوب الأهالى هنا حزنًا على المجنى عليه «مصطفي»، مشيرا إلى أنه كان يتمتع بحب الناس لأخلاقه الطيبة وحسن تعامله مع الجميع، فيما كان المتهم يتمتع بسمعة سيئة؛ لأنه يدمن تعاطى العقاقير المخدرة، مستطردا أن سبب الخلاف بين الاثنين هو ضمان المجنى عليه للمتهم فى قرض قيمته ٣ آلاف جنيه، كان يقوم بسداد أقساطه بشكل شهري، إلا أن المتهم تعثر فى سداده، فتوجهت والدة مصطفى إلى منزل عم المتهم لتشكو له من عدم سداد نجل شقيقه لأقساط القرض، مخبرة إياه بأن مصطفى يمكن أن يتعرض للحبس والسجن لأنه الضامن للمتهم فى القرض».
ويستطرد قائلا: «بعد ذلك توجه عم المتهم له وعنفه، فاغتاظ وسب والدة مصطفي، ومشى بعدها، واعتقدنا أن الموضوع انتهي، لكن المتهم عاد بعد دقائق والشر بعيونه ومعه آلة حادة «سكين» ومعه صديق له، فحاولنا إبعاده وتهدئته، لكن صديقه قال: «اطمنوا هو واخد برشامتين هايزعق شوية ويمشي»، لكننا فوجئنا بالمتهم يطعن مصطفى حتى سقط على الأرض ليموت أمام أعين الجيران».
