رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

البعد الإستراتيجي في اليمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الاجتماع المشترك لدول التحالف العربي في اليمن والذي شاركت فيه جمهورية مصر العربية، ناقش التحالف الموقف الأمني والعسكري والأزمة الإنسانية التى تتفاقم في اليمن والتي يدفع ثمنها الشعب اليمني، وتستغلها الأطراف السياسية للضغط على المجتمع الدولي، للحصول على مكاسب سياسية على حساب معاناة الشعب اليمني الإنسانية.
مشاركة جمهورية مصر العربية في اجتماعات التحالف التي عقدت في الرياض كانت واضحة وصادمة للبعض خاصة فيما أعلن في البيانات الرسمية عن اجتماعات التحالف، فحملت الدولة المصرية قوات على عبدالله صالح والحوثيين مسئولية تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، واستغلال أزمة نقص المساعدات الإنسانية هناك بالوضع السياسي.
كما أعلنت جمهورية مصر العربية بكل وضوح وصراحة أنها تشارك في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، انطلاقا من موقفها بأن أمن الخليج جزء أساسي من الأمن القومي المصري، وأن استغلال الصواريخ الباليستية في تهديد أمن المنطقة وأمن المملكة العربية السعودية تحديدا هو أمر مرفوض تماما ولن تقبله الدولة المصرية وهو موقف ينسحب على جميع أعضاء التحالف ولا خلاف عليه.
للأسف الشديد أن قوات علي عبدالله صالح والحوثيين حولت اليمن إلى منطقة صراع ونشاط لبعض التنظيمات والمسلحين، وتلجأ للقوى الخارجية لدعمها بالسلاح والصواريخ لتوسعة دائرة المعارك على الأرض اليمنية كمحاولة للضغط السياسي على الحكومة الشرعية لليمن والتي تحظى بدعم من الأمم المتحدة من خلال قرارات مجلس الأمن.
وترفض قوات صالح والحوثيين رفضا تماما اللجوء للحل السياسي والتفاوض وتراوغ لإطالة فترة الصراع المسلح داخل اليمن، وتحاول أن تفرض على الأمم المتحدة ودول التحالف العربي أمرا واقعا بأن تكون هى الحاكم على الأرض منتزعة هذا الحق من السلطة الشرعية المعترف بها دوليا، مستغلة في ذلك الدول التى تمدها بالسلاح وتستغل الصراع في اليمن لحسابها، وتتعمد إطالة أمد الصراع في اليمن والذي يهدد أمن المنطقة كلها وليس اليمن فقط.
في أزمة اليمن تحديدا هناك خطوات سياسية كبيرة تم اتخاذها للاقتراب من الحل السياسي لتهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار لليمن مرة أخرى، من بين هذه الخطوات تأسيس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ولجنة رئاسة أركان التحالف العربي الذى تقوده السعودية وتشارك فيه جمهورية مصر العربية، لمواجهة الجماعات المسلحة في اليمن والسيطرة على نطاق نشاطها، كما أن هناك قرار مجلس الأمن، وتوصيات الحوار الوطني الذي شاركت فيه جميع الأطراف اليمنية، والمقترحات المتكررة التي قدمها الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ لتحريك مسار المفاوضات، ومنها ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها دون استغلالها في الصراع السياسي والأمني.
المؤكد أن اليمن سيعود له الاستقرار آجلا أم عاجلا وأن العملية السياسية ستعود لطبيعتها في اليمن، ولكن هل يظن علي عبد الله صالح والحوثيون أن الشعب اليمنى قد يثق فيهم مرة أخرى بعد كل ما تسببا فيه من خراب، واستغلالهما للأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.
هل تظن الدول التي تدعم صالح والحوثيين بالسلاح منذ سنوات أنها ستظل قادرة على تحمل هذه النفقة للاستمرار في دعمهم بالسلاح لسنوات أخرى، كيف سيكون موقفهم أمام الشعب اليمنى بعد أن فرطوا في أمن ومصلحة وطنهم.
إن اليمن سيعود سعيدا.