الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

منتدى الشباب.. الوقوف على الحقيقة لبلوغ المستقبل‬

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من مدينة شرم الشيخ، انطلقت فاعليات المنتدى العالمي للشباب في نسخته الأولى تحت عنوان من أجل السلام، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته أثناء الجلسة الافتتاحية، على ضرورة إضافة حق جديد لحقوق الإنسان، وهو مكافحة الإرهاب والتصدي له، بعد أن صار شر هذا الفكر خارج السيطرة، مستهدفاً النيل من الإنسانية بشكل عام والعرب بشكل خاص بعدما باتت منطقتنا ملاذا آمناً له وأرضاً خصبة لاحتضان أفكاره المتعارضة مع كافة قيم الحياة بسبب تراجع التعليم وما آل إليه حال الشعوب في تلك البقعة من الأرض، والتي تمتلك جزءاً كبيراً من ثروات العالم، لكن ذلك لم ينجها من ويلات الإرهاب والتقسيم والحروب الأهلية.‬
‫إن هذا المنتدى الهام الذي تحتضنه أرض السلام ومهده، يعد تجربة جديدة ويؤكد عودة مصر لمكانتها الطبيعية، بالإضافة لإيمان القيادة السياسة بدور الشباب وأهمية مشاركتهم في صناعة المستقبل وصياغة خططه، لأنهم قادة الغد وصناعة، وهو ما يستوجب ضرورة تأهيلهم على تحمل هذه المسئولية الكبيرة، وكيفية التفكير في عدم انحرافه، وذلك بالتزامن مع عدم تجاهل المشاكل التي تعوق الطريق، والعمل على تذليلها، بل وتحويلها إلى عنصر مساعد في رحلة النجاح، مع خلق فرص جديدة وبرؤية مختلفة لما يجب أن يصبح عليه شكل الدولة فيما هو قادم، لأن الفارق أصبح بعيداً، والعالم لا يتوقف عن التطور، مما يعني أن التحدي كبير، لكنه يعود صغيراً أمام الإرادة.‬
‫ولأن الدول عادة ما يرتبط مستقبلها بمحيطها الإقليمي، إلا أن في منطقتنا ستجد الجوار يتصارعون فيما بينهم لصالح الغير، ورغم الثراء المالي لمعظم البلدان العربية، لكنها لم تضف شيئاً للأسرة الإنسانية منذ قرون عدة، حتى أصبحت مفعول به في جملة الحياة، والفاعل عندما يتطلب الأمر ذلك من أجل خدمة العدو الذي إستطاع بإقتدار زرع بزور التخلف والتراجع في نفوس الكثير من العرب، ليصبح ما نعانيه من أزمات هو المستهدف الذي تحقق بأيادي عربية ملوثة بوقود التعصب.‬
‫وما سبق لخصته الفتاة الإيزيدية أثناء كلمتها في المنتدى عن معاناة شعبها، وكيف أصبحوا بيئة خصبة لإحتضان التطرف بما لا يفرق كثيرا عما يفعله داعش، وذلك عندما مارس الشعب العراقي منهج التنظيم الإرهابي في إسقاط الرئيس صدام حسين، بتلك الوحشية والتي كانت نتائجها ما نراه اليوم ويعاني منه هذا البلد الذي قيل عنه من قبل "لم تكسر عينه"، لكنه أصبح الآن ضريراً بفضل أبنائه بعد أن نجح المخطط في ترسيخ قيم الجهل ببنيه، وما نتج عنه من التقسيم العرقي والحرب الطائفيه.‬
‫والمشهد السابق لم تحتكره بغداد وحدها، فسرعان ما انتقل إلى السودان الذي استسلم للتقسيم، فبات دولتين لم تشهد كلتاهما سبل الاستقرار، فضلا عما تعانيه كل من سوريا وليبيا واليمن، ونفس المصير كان مرسوماً لمصر، لكنه تحطم على صخرة عقيدة القوات المسلحة وما بذلته من جهد مضني للحفاظ على الدولة وانتشالها من سيناريوهات الغرق في بئر الفوضى والتقسيم.‬
‫ ‬‫إن الدول القوية تعمل على استحداث منهج لكل شيء يساعدها على التقدم ويضمن إستكمال مسيرته، والتي لن تتحق سوى بالتعايش فيما بين مواطنيها باختلاف عقائدهم وتوجهاتهم، ولأن الإرهاب يصنعه التعصب الذي يقضي على الحوار وعدم تقبل الآخر، وذلك صنيعة انخفاض الوعي المولود من التخلف، ليصبح ميراثاً للجهل الذي ينمو بتراجع التعليم، لنقف على حقيقة أن العلم ليس مجرد شهادات يحصل عليها المرء فقط، لكنه يعني التنمية المستدامة في الإنسان منذ ميلاده ليصبح شريكا في تحمل مسئوليات الحياة والعمل على جودتها وتحسين حال مجتمعه من خلال نهضة قادرة على مواكبة ما يشهده العالم من تطورات كل يوم، لذا فإن التعليم هو سلاح الشعوب القادر على تحقيق الفارق وصناعة السلام، وهو ما يدركه جيداً الرئيس السيسي ويعمل على تحقيقه منذ وصوله للسلطة وتحمل مسئولية العبور بمصر إلى الجانب الآخر من النهر وما يليق بنا من أن نكون عليه.‬