الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

استثمار الشوارع لصالح الدولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أغلب الشوارع فى بلادى مصر، يعانى ظاهرة غريبة، لم أعهدها فى أى من الدول التى زرتها، فقد تحولت بقدرة قادر، من ملكية عامة إلى ملكية خاصة، حتى أنها تحولت إلى تجارة رابحة لبعض الأفراد، أو الجماعات الصغيرة، التى فرضت هيمنتها وسطوتها على أغلب الشوارع لتحقيق منفعة خاصة، متجاهلة حق العباد والدولة معا.
فهذا رجل استأجر محلا تجاريا صغيرا، لا تزيد مساحته على مترين عرضا وثلاثة طولا على أقصى تقدير، غير أنه استغل مساحة مثلها، أو ضعفها من الشارع، لعرض بضاعته، معتديا على حقوق المارة، سواء بشر أو حتى سيارات.
وذاك وضع أعمدة حديدية، على بعد أمتار كثيرة أمام محله التجارى، لمنع وقوف السيارات، ليعتدى هو الآخر على بحر الشارع، ليتقاسم المارة والسيارات ما تبقى منه، بما يحمله ذلك من مخاطر الحوادث التى يتعرض لها الكثيرون.
وهؤلاء حولوا أماكن عامة لانتظار السيارات، إلى ملكية خاصة، وبنظام الفردة، وأحيانا البلطجة، ليتحصلوا من أصحاب السيارات على أموال مقابل الانتظار، هى فى الأصل جباية يتم فرضها عليهم.
ساعد فى هذه الظاهرة غياب الضمير لدى الكثيرين، وعمل على استفحالها انعدام الرقابة من جانب الأجهزة المحلية بالمحافظات، أحيانا عن غير قصد، وفى أحيان كثيرة عن عمد.
وخلفت تلك الظاهرة آثارا سلبية على العباد والبلاد، فى وقت يمكن للدولة أن تستثمر فيها الشوارع بشكل يعود بالنفع على الدولة، ومن ثم على المواطنين، وذلك إذا قامت بتنظيم تلك الشوارع، وعملت وبشكل حضارى وآلى، على استغلال أماكن انتظار السيارات، مقابل عائد مادى، تتحدد قيمته على أساس مدة الانتظار، من خلال جهاز آلى يتم تثبتيه عند مسافات معينة بمحاذاة الرصيف، وفى الأماكن المسموح فيها بانتظار السيارات، يتم فيه وضع عملة معدنية أو ورقية، للحصول على إيصال بمدة الانتظار التى يتم تحديدها فى شكل تعليمات مكتوبة على الجهاز. 
وتكفى الإشارة هنا إلى إحدى الدول الأوروبية وهى هولندا، وقد استفادت من تلك التجربة الكثير، وتحصلت على عوائد مادية ضخمة، أغلبها من انتظار السيارات، فكانت المملكة الأوروبية، التى تعتمد، وبنسبة كبيرة من دخلها على السيارات، سواء فى قيمة الانتظار، أو فى الضرائب المفروضة عليها.
استثمار الشوارع، فكرة يمكن أن تخدم الدولة، وتساهم فى حل أزماتها الاقتصادية، وهو اقتراح أتمنى أن تأخذ به الدولة، بدلا من تركها الشوارع لمعدومى الضمير ومحترفى البلطجة، ليمارسوا غيهم على البلاد والعباد.
الأراضى الليبية التى يتمنى كل مصرى لها الاستقرار والأمان باتت حديقة خلفية لمطاريد الدواعش من سوريا والعراق، تفلت الأراضى الليبية من بين أيدى أصحابها ليكون صاحب الأمر هناك واحدًا مثل أردوغان
استثمار الشوارع، فكرة يمكن أن تخدم الدولة، وتساهم فى حل أزماتها الاقتصادية، وهو اقتراح أتمنى أن تأخذ به الدولة، بدلا من تركها الشوارع لمعدومى الضمير ومحترفى البلطجة، ليمارسوا غيهم على البلاد والعباد.